واصلت أسهم شركات الشحن في جميع أنحاء أوروبا ارتفاعها هذا الأسبوع، بعد أن أوقفت شركات الشحن الكبرى الرحلات عبر قناة السويس، في أعقاب تصاعد هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.
وقالت وكالة "بلومبيرغ" في تقرير اليوم الثلاثاء، إن مؤشر "سولاكتف للشحن العالمي"، الذي يتتبع أسهم 47 شركة تعمل في القطاع البحري، ارتفع بنسبة 11% منذ 13 ديسمبر/كانون الأول ولامس مستوى قياسياً منذ أن بدأ نشره في عام 2015.
من جانبها، أكدت وكالة "رويترز" أن التجار يراهنون على أن انقطاع الطريق الرئيسي لفترة طويلة، الذي يسمح بالتجارة بين الشرق والغرب دون الحاجة إلى الوقت والتكلفة اللازمة للإبحار حول أفريقيا، يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
وحسب "رويترز"، ارتفعت أسهم ميرسك بما يصل إلى 4.7% في كوبنهاغن، قبل تقليص بعض تلك المكاسب، وذلك بعد ارتفاع بنسبة 8% تقريبًا يوم الجمعة. كذلك صعدت أسهم شركات الشحن الإيطالية داميكو (B7C.MI) وهاباغ لويد الألمانية (HLAG.DE) وناقلة النفط النرويجية هافنيا (HAFNI.OL) بما يراوح بين 4% و7%، لتواصل أيضاً صعودها.
وكانت شركة النفط البريطانية، بي.بي قد أوقفت مؤقتاً كل عمليات النقل عبر البحر الأحمر بسبب مخاوف أمنية. وقال ماسيمو بونيسولي، المحلل في شركة إيكويتا: "نعتقد أن قرار تجنب طريق البحر الأحمر لشحنات النفط الخام والبضائع سيزيد وقت النقل، وقد يفرض المزيد من الضغوط التصاعدية على أسعار الشحن إذا استمر هذا الوضع".
وارتفع سعر البترول في أحدث تعاملات بنسبة 0.7% إلى 77.11 دولاراً للبرميل، بعد أن لامس أدنى مستوى في الجلسة السابقة عند 75.76 دولاراً.
من جانبه، قال مصرف جيفريز الأميركي، إنه إذا تجنبت السفن البحر الأحمر وأبحرت حول رأس الرجاء الصالح، فإن تأثير الاستخدام سيكون كبيراً، وستكون الحاويات والناقلات الأكثر تضرراً.
وأكد محللو جيفريز، لـ"رويترز"، أن "قناة السويس حلقة حيوية في التجارة البحرية والأسطول التجاري العالمي ويتعرض لضغوط مع تغير السفن لأنماط التجارة". وأضافوا أن "جميع القطاعات نشطة في المنطقة، ومن المرجح أن تشهد معدلات أقوى على المدى القريب".
يذكر أن ناقلة تبحر من الشرق الأوسط ستستغرق 17 يوماً للوصول إلى أوروبا عبر السويس و41 يوماً إذا كانت تدور حول أفريقيا. ومن هنا، تسود ترجيحات بأن القوافل المدعومة عسكرياً قد تكون بديلاً أفضل من الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح.