هبوط حاد بطلب السيارات الكهربائية ينعكس ركوداً في المبيعات الأوروبية

29 اغسطس 2024
سيارة كهربائية في مصنع فولكسفاغن بتسفيكاو في ألمانيا، 20 أغسطس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- شهدت مبيعات السيارات الأوروبية ركوداً في يوليو، مع انخفاض كبير في الطلب على السيارات الكهربائية في ألمانيا، مما أدى إلى تباطؤ التحول إلى الكهرباء بسبب ضعف الاقتصاد وتقليص الدعم الحكومي.
- ارتفعت تسجيلات السيارات الجديدة بنسبة 0.4% فقط، بينما انخفضت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 37% في ألمانيا، رغم زيادتها في فرنسا والمملكة المتحدة.
- تواجه شركات السيارات تحديات كبيرة، مثل تقليص التكاليف وتأخير خطط التحول الكهربائي، وسط توترات تجارية مع الصين وتأثيرات سلبية على السوق الأوروبية.

شهدت مبيعات السيارات الأوروبية ركوداً لافتاً الشهر الماضي، مع انخفاض الطلب على السيارات الكهربائية بنسبة عالية في ألمانيا، فيما يُلاحظ أنّ الشركات تُبطئ عملية التحوّل إلى الكهرباء بسبب تباطؤ الطلب نتيجة ضعف الاقتصاد وتقليص الدعم الحكومي المخصص للمركبات الكهربائية.

في تفاصيل أوردتها وكالة بلومبيرغ الأميركية اليوم الخميس، كانت مبيعات السيارات في أوروبا مستقرة تقريباً في يوليو/ تموز الفائت، مع ضعف الطلب على السيارات الكهربائية بشكل كبير في ألمانيا التي تُعد أكبر سوق للسيارات في القارة العجوز. وأعلنت جمعية مصنعي السيارات الأوروبية، اليوم، أنّ تسجيلات السيارات الجديدة ارتفعت بنسبة 0.4% فقط مقارنة بالعام الماضي، لتسجل 1.03 مليون وحدة الشهر الماضي. وبينما زادت مبيعات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات في دول مثل فرنسا والمملكة المتحدة، لم تكن هذه المكاسب كافية للتعويض عن انخفاض بلغت نسبته 37% في ألمانيا وحدها.

وأفادت "بلومبيرغ" بأنّ مبيعات السيارات الكهربائية انحسرت على مدى عدة أشهر في أوروبا، بما يرجع جزئياً إلى تقليص الحكومات الحوافز المالية لشراء السيارات التي تعمل بالبطاريات، حيث أنهت ألمانيا فجأة دعمها في منتصف ديسمبر/ كانون الأول 2023، ما أدى إلى تأثير كبير على إنفاق المستهلكين، علماً أنّ تراجع الطلب يدفع شركات صناعة السيارات إلى تقليص وإبطاء خطط التخلص من السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي.

وتسعى "فولكسفاغن إيه جي" إلى تخفيضات أعمق في التكاليف تتجاوز إغلاق مصنع أودي للسيارات الكهربائية قرب بروكسل. فقد وضع الرئيس التنفيذي لشركة ستيلانتيس إن في، وهي ثاني أكبر شركة مصنعة في المنطقة، العلامات التجارية ذات الأداء الضعيف للشركة على إشعار بعد انخفاض صافي الدخل إلى النصف تقريباً في الأشهر الستة الأولى من العام. كما قلصت "مرسيدس بنز إيه جي" توقعات هامشها للعام وتراجعت عن الأهداف متوسطة الأجل لمبيعات السيارات الكهربائية، قائلة إن التحول من سيارات الاحتراق سيستغرق وقتاً أطول مما كان متوقعاً في السابق.

وفي هذا الصدد، قال المحللان جيليان ديفيس ومايك دين، من خدمة بلومبيرغ إنتلجنس، في مذكرة: "قد يستمر نمو تسجيل السيارات الكهربائية في التباطؤ، نظراً لعدم وجود حوافز وغياب اهتمام المستهلك"، فيما تزداد آفاق سوق السيارات الكهربائية في أوروبا تعقيداً بسبب التوترات التجارية مع الصين. فقد اتهم الاتحاد الأوروبي بكين بدعم هذه الصناعة بشكل غير عادل، وأعلن عن رسوم إضافية على تلك المستوردة من بكين، ومن المقرر أن تدخل هذه التعرفات الجمركية حيز التنفيذ بحلول نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وبالأرقام، بلغت مبيعات السيارات الكهربائية 13.6% من إجمالي المبيعات في المنطقة الشهر الماضي، بانخفاض عن 14.5% العام الماضي. كما تراجعت مبيعات السيارات العاملة بالوقود 8.4%، بينما تقلصت مبيعات مركبات الديزل 11%، في حين كانت السيارات الهجينة الرابح الأكبر لهذا الشهر، حيث زادت تسجيلاتها 24%. وواصلت مبيعات شركة تسلا الانخفاض في جميع أنحاء المنطقة، مع تراجع بلغت نسبته 15% في يوليو، لتنخفض مبيعاتها 12% خلال الأشهر السبعة الأولى من العام.

المساهمون