نيك ريمر.. منظّر توسيع المقاطعة من الاقتصاد إلى الجامعات

30 ديسمبر 2023
الأستاذ الجامعي والأكاديمي والباحث الأسترالي نيك ريمر (Twitter)
+ الخط -

أعاد عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على غزة إلى دائرة الاهتمام مجدداً حركة المقاطعة التي وجهت ضربات قوية لشركات ومؤسسات داعمة للكيان.

غير أن نيك ريمر (Nick Riemer)، صاحب كتاب "نظرية المقاطعة والنضال من أجل فلسطين"، يلقي أضواء كاشفة على الأسباب التي تستدعي الانخراط في مقاطعة الجامعات الإسرائيلية أيضاً.

وتنصب أبحاث المحاضر في جامعة سيدني الأسترالية التي عُرف من خلالها في العديد من الدول، على السيميائيات والتاريخ وإبستمولوجيا اللغة، خاصة في الفترة الحديثة. لكنه لم يبقَ أسير هذا التخصص الذي يجعل البعض يبتعدون عن هموم العالم بدعوى النأي عن السياسة، فقد نشر مقالات عديدة يصدح فيها بتضامنه مع الشعب الفلسطيني، وهو ما جر عليه انتقادات المحافظين في بلده.

لم يقتصر نشاطه على البحث الأكاديمي الذي جعل منه أحد علماء اللغة الذين تجاوزت شهرتهم حدود أستراليا، بل نشر مقالات في العديد من الصحف العالمية يعبّر فيها عن مواقفه الداعمة للشعب الفلسطيني، كما ينشط في الدفاع عن حقوق اللاجئين.

وهو الساعي عبر كتابه الذي حظي في الفترة الأخيرة باهتمام إعلامي متزايد في المنطقة، إلى المساهمة عبر الجامعة في الحملة التي تخوضها حركة المقاطعة "بي دي إس" BDS الناشطة منذ 2005، موجهة نداء عبر العالم من أجل المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات على كيان الاحتلال.

ويتصور الباحث أن ثمة ميزة سياسية وراء عرض آرائه والمقاومة في السياق النيوليبرالي الحالي، ويعتقد أن تفعيل المقاطعة الجامعية لإسرائيل ورفض المشاركة في التبادل الثقافي، والمشاركة في مظاهرة، يعني أن الأمر يتجاوز الفكر المنظم الذي ترعاه الجامعات ومخاطر التعقيد الفكري الرامي إلى إحباط العمل السياسي.

كما يسلط الضوء على الحياة اليومية للجامعات الفلسطينية التي يرى أن ضعف الإحاطة بتفاصيلها يعيق التضامن الجامعي الدولي مع فلسطين، غير أنه يثير مسؤولية الجامعات الإسرائيلية في العداء الذي تغذيه دولة الكيان، ما يبرر، برأيه، مقاطعة جامعاته، على أن فكرته هذه لا تشكل خرقاً للعمل الأكاديمي، بل ممارسة راسخة في العمل الجامعي.

ويقترح النظر إلى جامعات الكيان باعتبارها "إسرائيل صغيرة"، حيث يكشف نقاط التلاقي الإيديولوجية والمادية بين الجامعات النيوليبرالية التي تدجن المعرفة ونظام الأبارتهايد الإسرائيلي الذي يعتقل الفلسطينيين.

وتبرز انتقاداته لمواقف الأكاديميين الغربيين الذي يزعمون إبعاد الجامعة عن السياسة ويركنون إلى سياسة الأمر الواقع، ويذهب إلى أنه لا يمكن للفلسطينيين أن يتوقعوا دعماً قوياً من مهنة لا تستطيع الدفاع عن أعضائها أنفسهم. فمقاومة المقاطعة هي نتيجة منطقية لغايات الالتزام السياسي للجامعيين.

وبرأيه، تساهم جامعات الكيان في تطوير الأسلحة التي يستخدمها جيشه ضد الشعب الفلسطيني. وفي مقاربته للمقاطعة يتجلى نوع من تأصيل الرؤية التي تدافع عنها "بي دي إس"، بتأكيده أنها يجب أن تكون جزءاً من حملة، بحيث يتم تعيين شركات محددة تُستهدف بالمقاطعة لكونها متواطئة مع الاحتلال الإسرائيلي، وفضح آليات مساهمتها في تأبيد الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون، مع الإعلان عن الأهداف المُراد تحقيقها.

ويقول ريمر إنه يستهدف بكتابه، بشكل خاص، الأشخاص الذين يدفعهم فضولهم إلى محاولة فهم مسألة المقاطعة، والأشخاص المنخرطين في المقاطعة الراغبين في التسلّح ببراهين وأفكار تدعم التزامهم، ولا يستثني الصهاينة من قراء كتابه المحتملين والأشخاص الذين لم يفكروا يوماً في الانكباب على تصفح كتاب حول التضامن مع فلسطين.

وقد حاضر ريمر في الكثير من التظاهرات والندوات التي يسعى منظموها للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني وضد العدوان عليه. وفي تظاهرة حضرها طلاب جامعة سيدني، أكد ريمر أن مسؤولية الموظفين والطلبة تقتضي التحدث علناً عن الفظائع التي يرتكبها الاحتلال، مشدداً على ضرورة الانحياز للمظلومين.

المساهمون