نيكولاي سترونوسكي... ملياردير روسي تمرد على وظيفته وجنسيته

03 نوفمبر 2022
الملياردير الروسي نيكولاي سترونوسكي (Getty)
+ الخط -

في سنوات معدودة تحول الروسي نيكولاي سترونوسكي من مؤسس لإحدى الشركات الناشئة في التكنولوجيا المالية، إلى أحد أثرياء العالم بثروة تصل إلى 6.7 مليارات دولار، ما جعله محط أنظار الكثيرين، لا سيما أنه كان مجرد مصرفي لسنوات طويلة، قبل أن يعلن تمرده على هذا الواقع ويقرر ترك وظيفته ليؤسس شركته الخاصة قبل نحو سبع سنوات.

وظل نيكولاي البالغ من العمر 38 عاماً يحظى باهتمام الكثيرين من المستثمرين وصناديق الاستثمار بعدما حققت شركته "ريفولوت" قفزات كبيرة في السنوات الأخيرة، والتي لم يكن يخفي خلالها تأييده الشديد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسياساته، لكن المشهد تحول تماماً منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ أبدى في الأشهر الأولى للحرب معارضته لها، قبل أن يقرر في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، التمرد نهائياً بالتخلي عن الجنسية الروسية.

نهاية الشهر الماضي، قال متحدث باسم "ريفولوت" ومقرها لندن، وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية، إن "نيكولاي مواطن بريطاني، وقد تخلى عن الجنسية بالمولد في روسيا، وموقفه من الحرب معلن، وهو أن الحرب بغيضة تماماً ويظل حازماً في الدعوة إلى إنهاء فوري للقتال"، مضيفا أن خطوة الملياردير جاءت قبل أن تفرض أوكرانيا عقوبات على والده، وهو مسؤول تنفيذي في وحدة تابعة لشركة غازبروم الروسية، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

كانت صحيفة "ديلي تلغراف" أول من كشفت تنازل نيكولاي عن جنسيته بالمولد في روسيا. ويبدو أن خطوة الملياردير الشاب قد جذبت الأنظار أكثر إلى فئات من رجال الأعمال الذين كانوا مقربين من بوتين، كما جاءت قبل أيام من إعلان المصرفي والملياردير الروسي أوليغ تينكوف، في تدوينة على "إنستغرام"، الإثنين الماضي، تخليه عن جنسيته الروسية بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا، بعدما كان قد وجه سابقاً انتقادات قاسية للغزو الروسي.

وكان الشاب نيكولاي، الذي عمل وسيطاً سابقاً في تداول المشتقات، يحظى باهتمام واسع في روسيا خلال السنوات الماضية، بعدما ذاع صيته في عالم خدمات التكنولوجيا المالية واستطاعت شركته الناشئة أن تجتذب أكثر من 18 مليون عميل فردي و500 ألف حساب عمل في 35 دولة، وفق بيانات الشركة.

نشأ نيكولاي في روسيا ولكنه من أصل أوكراني جزئياً. وهو يحمل الجنسيتين البريطانية والروسية. فقد ولد في 21 يوليو/ تموز 1984 في مدينة دولغوبرودني بضواحي موسكو، وحاصل على الماجستير في معهد موسكو الفيزيائي التقني، الذي يعد من المؤسسات التعليمية الرفيعة في روسيا.

بدأ حياته المهنية كمتداول مشتقات في بنكي "ليمان براذرز" الأميركي و"كريدي سويس" السويسري، كما عمل على تطوير البرمجيات في بنوك غربية، مثل "يو بي اس" السويسري، قبل أن يترك العمل المصرفي ويؤسس شركة ريفولت لخدمات التكنولوجيا المالية عام 2015.

في مقابلة مع وكالة بلومبيرغ في يوليو/ تموز 2021، علق نيكولاي على رحلة عمله المصرفي المرموق في بنوك عالمية وتركه لها ليغامر بتأسيس شركته للخدمات التكنولوجية: "بصفتي مصرفياً، بلغتُ أقصى ما يمكن بلوغه. لقد أصبح الأمر مملاً جداً". الشعور بالضيق الوظيفي كان جزئياً أحد الأسباب التي دفعت نيكولاي إلى المشاركة في تأسيس "ريفولوت" التي أضحت محط أنظار المستثمرين وكبريات المؤسسات المالية التي تستثمر فيها، مثل "سوفت بنك" و"تايغر غلوبل مانجنت"، والتي جرى تقييمها في منتصف العام الماضي بـ33 مليار دولار.

بدأت "ريفولوت" التي أسسها نيكولاي بالشراكة مع فلاد ياتسينكو، مطوِّر التكنولوجيا الذي كان يعمل في "دويتشه بنك" الألماني، أعمالها بإطلاق بطاقة ائتمانية مسبقة الدفع من دون رسوم على المعاملات الأجنبية في الخارج، لتشمل خدماتها اليوم: الحسابات المصرفية، والتحويلات المالية الدولية، وتداول العملات المشفَّرة، وتداول الأسهم، بالإضافة إلى أدوات دفع الفواتير وإعداد الميزانية.

المساهمون