نيكولاي تانغن... رجل أعمال نجح في تعظيم ثروة النرويج

31 اغسطس 2021
نيكولاي تانغن (فرانس برس)
+ الخط -

قليلون هم المؤتمنون على مؤسسات استثمارية كبيرة ويمكنهم أن يزفوا أخبارا سارة لمواطنيهم في الظرفية الحالية مثل نيكولاي تانغن المسؤول عن الصندوق السيادي النرويجي. فقد أعلن أخيرا عن نتائج جيدة حققها الصندوق مدعوما بقطاعات الطاقة والمال، وكذلك القيم التكنولوجية والصحة، التي تعتبر من الاستثمارات التي يوظف فيها الصندوق إيراداته.

استفاد الصندوق السيادي النرويجي، أحد أكبر الصناديق في العام، من انتعاش البورصة منذ مستهل العام الجاري، حيث ارتفعت قيمته بـ100 مليون يورو، كي تصل إلى 1117 مليار يورو في يونيو/ حزيران الماضي.

أُنشئ الصندوق كي يستثمر في العديد من القطاعات، من أجل تعظيم إيرادات النفط في البلد كي يتيح للدولة تمويل النفقات المستقبلية التي تصرفها بها الدولة الراعية النرويجية.

هو أحد أكبر المستثمرين على مستوى العالم، ما دام يتحكم في حوالي 1.5 في المائة من رسملة البورصات في العالم.

تأتي تلك النتائج بعد عام على تعيين نيكولاي تانغن على رأس الصندوق السيادي، حيث كان اختياره موضوع انتقادات من مؤسسات رقابية والبرلمان حول تضارب محتمل في المصالح.

وجاء ذلك بسبب كونه رجل أعمال ثريا يتولى أمر صندوق خاضع للتحوط، غير أنه أكد قبل عام أنه يريد أن يكون الرئيس التنفيذي للصندوق السيادي، بهدف تحقيق هدف واحد يتمثل في بناء ثروة كبيرة للدولة.

فاجأ اختياره لتولي أمر الصندوق العديدين في بلده، فلم يكن المستثمر والفاعل في المجال الخيري البالغ من العمر 55 عاما ضمن القائمة الرسمية للمرشحين، حيث توجب إقناعه من أجل ذلك.

وقد قال محافظ البنك المركزي النرويجي، أويستن أولسن، الذي يشرف على الصندوق السيادي، الذي يستثمر إيرادات البلد الأوروبي من النفط والغاز في الأسهم والسندات والعقارات: "من الواضح أنه أفضل مرشح".

ثروته الكبيرة وماضيه كمضارب وتعامله مع كبار الشخصيات، لم تكن توافق هاجس إشاعة نوع من المساواة في ذلك الأوروبي، الذي يسترشد بمدونة سلوك تستند إلى شعار "لا تظن نفسك أفضل من الآخرين".

لم يتردد أمام التحفظ الذي أبداه البعض على تعيينه على رأس الصندوق، في الموافقة على تحويل مساهماته في صندوق التحوط الذي كان يوجد على رأسه إلى مؤسسة خيرية تابعة له وإعادة هيكلة استثماراته.

وكانت المؤسسة الخيرية التي حول إليها حصته في صندوق التحوط، تأسست قبل ثمانية أعوام من أجل العمل في مجال التربية والمناخ والفنون، كما صفى استثمارات بقيمة 470 ملايين يورو التي حولها إلى مجرد حساب بنكي. وفرض عليه تحويل استثماراته في صناديق استثمار أداء ضرائب على الثروة تتجاوز ما سيحصل عليه كأجر بفضل وظيفته الجديدة، مؤكدا أنه قبل بتلك الوظيفة لأنها الأكثر أهمية عندما يعمل الشخص في عالم المال.

هذا الثري الحاصل على العديد من الشهادات الجامعية، خاصة في تاريخ الفنون، أكد أنه اقترح إيداع أمواله لدى البنك المركزي، غير أن العديدين رأوا في ذلك نوعا من الدعابة التي عرف بها ما دام البنك المركزي لا يتلقى ودائع الأفراد.

يمتثل الصندوق لقواعد سلوك صارمة، حيث يرفض الاستثمار في الأسلحة مثلا، وقرر مؤخرا الاستثمار في القنب الهندي لدواع علاجية، كما سحب رساميله من مجموعات إسرائيلية في مايو/أيار الماضي. فقد اعتبر الصندوق أن أخذ مساهمات في شركات منخرطة في تطوير المستوطنات في الأراضي المحتلة، يمثل "خطرا غير مقبول"، بما أنه سيفضي إلي المساهمة في خرق سافر لحقوق الأشخاص في وضعية حرب أو نزاع.

في الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لضخ الحكومة النرويجية لأول سيولة نقدية للبنك المركزي من أجل تأسيس الصندوق، صرح نيكولاي تانغن في مايو الماضي بأنه من المستبعد الاستمرار في العقد المقبل في إتاحة نفس العوائد المرتفعة التي وفرها في السابق.

المساهمون