وجهة خطيرة ولكن جذابة قد يكون تصدر الأخبار المتعلقة بـ"نيكاراغوا" الأكثر تداولاً خلال الفترة الماضية، بعد إعلان السلطات في البلاد انسحابها من منظمة الدول الأميركية، إلا أن لهذا البلد الكثير من الأسرار التي لا يمكن اكتشافها من دون زيارته.
موقعها الجغرافي بالقرب من كوستاريكا والسلفادور في أميركا الوسطى، جعلها تتسم بطابع استثنائي. طبيعة خلابة، ثقافة مميزة، فنون متنوعة، وهندسة معمارية تعود لحقبة الاستعمار الإسباني.
قد يكون قلة من محبي المغامرات، أو مكتشفي آفاق جديدة حول العالم، اختاروا سابقاً زيارة نيكاراغوا، نظراً لموقعها البعيد نسبياً، أو لضعف الترويج السياحي الخاص بها.
إلا أن للبلد خصائص عديدة لا يمكن إيجادها في أماكن أخرى. فهي مركز لنشاط العديد من البراكين، ما يجعلها وجهة سياحية خطيرة ولكن جذابة في آن معاً.
في تقرير مصور على مدونة Uncorned market وهي مدونة سياحية، لفت مؤسسي المدونة "دانيال وأندريه"، إلى كمية الفرح والمرح التي شعرا بها خلال الرحلة، وكيف استقطبتهما، طبيعة البلاد، ومناظرها الخلابة، وود شعبها وحبهم للضيافة.
الرحلات الطبيعية
تشتهر نيكاراغوا بمناظرها الطبيعية الخلابة وهي معروفة باسم "أرض البحيرات والبراكين". هناك سلسلة من حوالي 19 بركانا، تشكل جزءا من القوس البركاني لأميركا الوسطى يمتد من الشمال إلى الجنوب أسفل البلاد.
بغض النظر عما إذا كانت نشطة أم لا، فإن العديد من البراكين وأبرزها، بركان ماسايا، يوفر مسارات للمشي لمسافات طويلة، تقدم نظرة على النظم البيئية المختلفة والنباتات والحيوانات المستوطنة، كما يوفر طريقة رائعة لممارسة بعض التمارين، والتقاط صور رائعة.
كما يعد بركان Cerro Negro الصغير نسبياً في أميركا الوسطى، واحداً من أشهر البراكين التي يقصدها الزوار، فإن كنت تحب المغامرات وارتفاع مستويات الأدرينالين يمكنك ممارسة نشاط يسمى Volcano Boarding، أي التزحلق على البركان.
ويبلغ ارتفاع هذا البركان المذهل 728 مترًا فوق مستوى سطح البحر. تختلف التضاريس على كل بركان مما يؤثر على صعوبة الارتفاع والمسافة والوقت المستغرق لإكماله. البعض يحتاج إلى مساعدة من دليل ومعدات المشي الجادة، البعض الآخر لطيف بما يكفي للقيام به دون أي مساعدة.
بحيرة مار دولتشي
تعتبر بحيرة نيكاراغوا، من أكثر المناطق الطبيعية شهرة، والتي لا يمكن للزوار إسقاطها من برنامجهم السياحي. يطلق السكان أسماء مختلفة على البحيرة، إلا أن تسميتها الأصلية، تعرف بـCocibolca (البحر الحلو).
عندما وصل الإسبان في العهد الاستعماري، أطلقوا عليه أيضاً اسم البحر الحلو، أو مار دولتشي. يبلغ طول بحيرة نيكاراغوا 177 كيلومترًا (110 أميال)، وهي أيضاً أطول البحيرات في القارة الأميركية. يُعتقد أن البحيرة كانت خليجًا للمحيطات، حتى أدى انفجار بركاني إلى تحويلها إلى حوض داخلي، ولذا فهي تضم العديد من من الأسماك، بما في ذلك أسماك القرش والطربون، والتي تكيفت منذ ذلك الحين في المياه العذبة.
من السهل جعل بحيرة نيكاراغوا جزءًا من رحلتك نظراً لقربها من أفضل مناطق الجذب الأخرى. تقع مدينة سان خوان ديل سور على بعد ساعة من ميناء ريفاس، حيث يمكنك ركوب العبارة، والانتقال من مكان إلى آخر، كما يمكن ممارسة رياضة التجديف، وحتى السباحة في الأماكن المخصصة.
محمية مومباشو السحرية
تجذب ملايين السياح سنوياً، نظراً لموقعها الجغرافي المميز، تقع فوق بركان Mombacho الخامد، على بعد 10 كيلومترات فقط من مدينة غرناطة الاستعمارية وبحيرة نيكاراغوا، وتغطي نحو 2500 فدان. موقعها الجغرافي هذا، جعلها، واحدة من أهم المحميات الطبيعية في القارة الأميركية، فهي تضم المئات من الطيور النادرة، بما في ذلك طائر الكيتزال الأحمر والأخضر الزاهي وعدد من أنواع القرود مثل القرود بيضاء الوجه والقردة العواء.
من جهة أخرى، تشكل المحمية فرصة للتعرف على حياة المزارعين، على اعتبار أنها امتداد للمناطق الريفية ومزارع البن. تشتهر المحمية بنباتاتها الغنية بالألوان والعطرة، حيث ينمو هنا أكثر من 800 نوع من النباتات، كما تشتهر المحمية أيضاً بتنوع النشاطات الترفيهية، والرياضات المتنوعة.
تحيط الخرافات والأساطير ببركان مومباشو، إذ يقول البعض إن المياه الصافية التي تتدفق من باطن الأرض لها قوى سحرية، كما يقال إنه إذا سرق شخص نباتًا من هناك، فلن يجد طريقه إلى المنزل أبداً.
الاحتفالات التقليدية
يحتفل سكان نيكاراغوا بالعديد من الاحتفالات الفنية والغنائية، والمهرجانات التقليدية الدينية، ويعتبر احتفال بوريسيما، الأكثر شهرة في البلاد، الذي يصادف في الثامن من ديسمبر/كانون الأول من كل عام، حيث تفتتح العائلات أبواب منازلها للاحتفالات الجماعية، وهم يرددون الكثير من الأغاني الفلكلورية.
كما يتم توزيع الحلوى والطعام والهدايا، وهي فرصة رائعة للتقرب من السكان. إضافة إلى المهرجانات، فإن تنوع مكونات مطبخها يجعلها سبباً آخر للزيارة، يتميز المطبخ النيكاراغوي بتنوع النكهات، لكن التجربة الحقيقية تتمثل في تناول أطعمة الشارع. يمكن الحصول على الكثير من المأكولات البحرية الطازجة ولحم البقر والفواكه والخضروات.
بحسب "دانيال وأندريه"، فإن أكثر ما فاجأهم في الرحلة، جودة لحوم الأبقار في نيكاراغوا. ووفق تقريرهم "فإن كنتم من محبي اللحوم، عليكم تجربتها، خاصةً لحم البقر على طريقة churrasco الذي يتم تقديمه إلى شرائح رفيعة ومشوي وغالبًا مع صلصة تشيميشوري.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
