نهب وفوضى في السودان.. هلع بالأسواق تحت زخات الرصاص

17 ابريل 2023
السودانيون يعيشون أوضاعاً معيشية قاسية تفاقمت بسبب الانفلات الأمني (فرانس برس)
+ الخط -

تشهد العاصمة السودانية الخرطوم أزمة غذائية تفاقمت حدتها منذ اندلاع الاشتباكات العسكرية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). ويأتي ذلك وسط حالة من الرعب والهلع يعيشها السودانيون على وقع عمليات نهب وسرقات وفوضى في الأسواق.

وقال رئيس شعبة تجار الجملة في أم درمان فتح الله حبيب الله لـ"العربي الجديد" إن كافة المحال التجارية في أسواق أم درمان الرئيسة والسوق المحلية مغلقة منذ السبت الماضي. 

وأضاف: "تعرضت بعض المحال للكسر وسرقة كميات كبيرة من السلع الغذائية منها، بسبب حالة السيولة الأمنية في البلاد والحاجة للغذاء". 

وأشار إلى امتناع التجار عن الذهاب إلى الأسواق وممارسة نشاطهم التجاري خوفاً على أرواحهم. 

وطالب حبيب الله الأطراف المتصارعة بمراعاة الأوضاع الإنسانية للمواطنين بعد نفاد ما يملكونه من غذاء، داعياً إلى هدنة وإن إلى حين، ليتمكنوا من شراء مستلزماتهم من الغذاء.

من جانبه، قال التاجر بسوق الخرطوم بحري، محمد علي الطاهر، لـ"العربي الجديد" إنّ الحرب تسببت في شلل كامل للحركة التجارية، ما ينذر بندرة في الغذاء في أوساط عامة الشعب بمن فيهم التجار أنفسهم، لتوقف حركة الواردات للبلاد وتعطل الإنتاج في المصانع واحتجاز السلع الاستهلاكية داخل بعض المحال التجارية. 

وأشار الطاهر إلى أن الأسواق كانت تشهد منذ فترة طويلة ركوداً شرائياً حاداً بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية وستؤدي الحرب لتعميق الكساد وانعدام كامل للشراء حتى بعد توقف الحرب لانعدام السيولة في أيدي المواطنين.

وروت ربة منزل التقتها "العربي الجديد" معاناة أسرتها في توفير الطعام بسبب عدم توفر السيولة لاضطرار العائل للبقاء في المنزل بلا عمل بسبب الحرب، مشيرة إلى انتهاء السلع التي اشترتها لرمضان. 

وطالبت الأطراف المتحاربة بتحكيم صوت العقل ووقف نزيف دماء الأبرياء والسماح للأسواق بممارسة نشاطها حتى يتمكن المواطنون من شراء السلع الضرورية.

وقال الموظف حمزة ضو النعيم لـ"العربي الجديد" إن الحرب تؤدي إلى تعطيل الإنتاج والإضرار بالشعب عامة، مشدداً على ضرورة تدخل المنظمات الإغاثية الدولية لتوفير الغذاء للمواطنين بخاصة المناطق التي تضررت بشكل كبير.

وأكد تجار تحدثوا لـ"العربي الجديد" أن الحرب تسببت في إغلاق 90 بالمائة من المحال التجارية بالخرطوم وأجزاء واسعة من البلاد. 

وقال الأمين العام للغرفة التجارية بولاية الخرطوم، الطيب طلب، لـ"العربي الجديد" إن الحرب منعت أغلب التجار من الذهاب إلى محالهم التجارية منذ بدء الاشتباكات يوم السبت الماضي، ما ينذر بوضع غذائي ومعيشي قاس للمواطنين الذين يحتمون بمنازلهم من ويلات الحرب دون ان يتسنى لهم توفير مخزونات كافية من الغذاء وانعدام سيولة بأيديهم.

من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي الفاتح عثمان لـ"العربي الجديد" إنه بات من الواضح أن الحرب قد تستمر لعدة أيام وهذا يعني توقف الحركة التجارية بين الميناء والخرطوم وبقية الولايات بالإضافة إلى توقف المصانع والمطاحن وغيرها، الأمر الذي سيؤدي إلى كوارث معيشية للسودانيين.

واستمر انقطاع إمدادات الماء والكهرباء لأكثر من 24 ساعة في مناطق متفرقة من العاصمة السودانية الخرطوم، مع نقص في الدواء وصعوبة تقديم الرعاية الصحية منذ بدء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. 

وباتت العاصمة الخرطوم شبه خاوية من الخدمات بعد أن أغلقت المحال التجارية أبوابها في ظل استمرار القصف المدفعي بين الطرفين مع تحليق الطائرات الحربية على مدار اليوم. 

المساهمون