بدأت ملامح مجاعة تلوح "منذ الآن" في سورية، بسبب تراجع إنتاج القمح المحلي، ولجوء نظام الأسد إلى حلول "قاصرة تنال من رغيف السوريين"، وفقا لما يرى مدير مؤسسة الحبوب في الحكومة المعارضة حسان محمد.
وبيّن لـ"العربي الجديد" أن الإنتاج العام في جميع المناطق لا يصل إلى 1.6 مليون طن، في حين أن الاستهلاك ضعف هذه الكمية بالحد الأدنى.
ويشير إلى أن موسم الحصاد شارف على نهايته وباتت الكميات المستلمة "واضحة وبعيدة عن التخمين والتوقع"، وهي تدلل، برأيه، على أزمة سيعاني منها نظام بشار الأسد، الذي وصفه بأنه "عاجز" مالياً عن تأمين حاجة البلاد.
وكشف أن وزارة التجارة الداخلية في حكومة الأسد "تستعد لاتخاذ قرارات جديدة تتعلق بالخبز، بعد تراجع الإنتاج وتعثّر الاستيراد".
ويضيف أن حلول حكومة الأسد تتركز على تخفيض وزن الربطة من 1100 إلى 1000 غرام، وإعادة النظر في حصة الأسرة اليومية، غير مستبعد رفع سعرها، بعد تخفيض وزنها من 200 إلى 300 ليرة.
ويشكك مدير مؤسسة الحبوب في تصريح وزير الزراعية في حكومة الأسد، محمد حسان قطنا، حول إنتاج القمح لهذا الموسم، وحول ما تستلمه مؤسسة تجارة وتصنيع القمح التابعة لنظام الأسد.
وأكد أن الموسم الحالي "سيئ ولا يكفي نصف الاستهلاك"، بعدما كان قد أكد أن الإنتاج بلغ 1.7 مليون طن، وأنه "تراجع عن التوقعات بسبب الظروف المناخية الاستثنائية"، وأن حاجة سورية من القمح "ما قبل الحرب" كانت نحو 3.9 ملايين طن، لكن في الوضع الحالي تحتاج إلى 3.2 ملايين، بما فيها شمال البلاد.
وتحذّر المهندسة الزراعية بتول أحمد، من "عام مجاعة قاسٍ"، بسبب تراجع الإنتاج وغلاء الأسعار العالمية نتيجة حرب أوكرانيا، متوقعة العجز بأكثر من 1.5 مليون طن، فيما استيراده أمر صعب، بسبب قلة العرض العالمي وارتفاع الأسعار، وعدم توفّر القطع الأجنبي لدى حكومة النظام.
ولم تستثن أحمد المناطق المحررة شمال غربي سورية من نقص القمح وأزمة الرغيف، خاصة إن "خضع العالم للقرار والفيتو الروسيين" وتوقفت قوافل المساعدات عبر معبر باب الهوى "وقتها قد نرى مجاعة تطاول أكثر من 4 ملايين سوري في المناطق المحررة، وأشدها على نحو 1.2 مليون يعيشون على المساعدات في المخيمات".
وتضيف لـ"العربي الجديد" أن الأسعار التي طرحتها حكومة الأسد والمعارضة "غير مغرية للفلاحين"، بل ولا توازي السعر العالمي الذي يستورد به الجميع، ما يزيد من توقعات تهريب بعض المحاصيل إلى بلدان الجوار كالعراق وتركيا ويفاقم أزمة القمح.
تجدر الإشارة إلى أن إنتاج سورية من القمح كان قبل عام 2011 يتراوح بين 3.5 و4 ملايين طن، في حين كان الاستهلاك لا يتجاوز 2.5 مليون طن.
لكن منذ نحو 10 سنوات، تدهور الإنتاج إلى نحو 1.2 مليون طن، يتوزع على مناطق المعارضة شمال غربي البلاد ومناطق الإدارة الذاتية شمال شرقها ومناطق سيطرة الأسد.
وكان "برنامج الغذاء العالمي" WFP التابع للأمم المتحدة قد حذر، في الآونة الأخيرة، من أن انعدام الأمن الغذائي في سورية بلغ أعلى مستوى منذ عام 2011، وأن هناك نحو 12.4 مليون شخص لا يعرفون من أين ستأتي وجباتهم الغذائية.