قفزت أسعار الخضر والفواكه في مناطق سيطرة النظام السوري بأكثر من الثلث خلال الأيام الأخيرة، الأمر الذي أرجعه مسؤولون في حكومة بشار الأسد إلى موجة الصقيع، بينما أكدت مصادر مطلعة أن الصقيع ليس وحده المتسبب في زيادات الأسعار، وإنما تفضيل النظام تصدير السلع عن توجهها للسوق المحلية، وتقليص دعم الكثير من السلع الأساسية.
وطاول ارتفاع الأسعار جميع السلع والمنتجات وليس الزراعية فقط، التي تأثرت بموجة الصقيع، وفق مصادر من العاصمة دمشق تحدثت مع "العربي الجديد".
وأشارت المصادر إلى ارتفاع أسعار الفواكه بين 30% و40% خلال الأسبوع الجاري، في حين قفزت أسعار بعض أصناف الخضروات بنسبة 100%، منها البندورة والخيار والباذنجان.
تراجع حاد للقدرات الشرائية
ولا تتوقف أسعار السلع الأساسية عن الارتفاع، بينما يعاني السوريون من تراجع حاد في القدرات الشرائية، بسبب تدنّي الرواتب ومصادر الدخل.
وقال الخبير الاقتصادي السوري محمد سليمان، إن "استمرار التصدير هو السبب الأهم في ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه، بالإضافة إلى سياسات التخلص من الدعم وانتشار أسعار متعددة للمحروقات، ما يرفع من تكاليف الإنتاج".
ولفت سليمان، خلال اتصال من دمشق، إلى أن سعر أسطوانة الغاز وصل إلى 30 ألف ليرة (3.8 دولارات)، وليتر المازوت في السوق السوداء إلى 2500 ليرة، في حين سعره الرسمي خارج البطاقة الذكية 1700 ليرة.
وأضاف أن موجة الصقيع التي عصفت بسورية، سبب مهم في ارتفاع الأسعار "لكنها ليست كامل الأسباب" لأن تراجع العرض في الأسواق، بسبب التصدير، زاد من الأسعار بأكثر من 30% خلال شهر واحد.
وكان رئيس اتحاد شركات شحن البضائع الدولي لدى نظام بشار الأسد، صالح كيشور، قد أشار، في تصريحات صحافية، أمس، إلى عبور 75 شاحنة محملة بالخضروات والفواكه عبر الأردن إلى منطقة الخليج العربي، عبر معبر نصيب جابر الحدودي، مشيرا إلى أن الرسوم المفروضة على الشاحنات السورية مرتفعة، ولولاها لزادت الصادرات.
لكن محمد العقاد، عضو لجنة تجار ومصدري الخضر والفواكه في دمشق، اعتبر أن الصقيع أثر بشكل كبير على إنتاج الخضر وأدى إلى ارتفاع أسعارها، مضيفا خلال تصريحات صحافية، أمس "نحتاج إلى شهر حتى تعود الخضر إلى إنتاجها الطبيعي".
لكن مصادر تجارية في دمشق، أكدت أن ارتفاع الأسعار شمل جميع السلع والمنتجات وليس الخضروات والفواكه فقط، مشيرين إلى أن زيادات الأسعار جاءت بشكل خاص بعد سحب حكومة الأسد، الدعم عن 600 ألف أسرة سورية الأسبوع الماضي، فضلا عن التصدير الذي لا يقتصر على الخليج فقط عبر الأردن، وإنما إلى العراق وروسيا بشكل كبير.
استغلال رفع الدعم
وأكدت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها، أن "الحد الأدنى لكلفة المعيشة للأسرة يبلغ مليوني ليرة شهرياً، بينما متوسط الدخل لا يزيد عن 100 ألف ليرة".
وفي السياق، أقر رئيس جمعية حماية المستهلك، عبد العزيز المعقالي، بارتفاع جميع الأسعار، وليس المرتبط إنتاجها بالعوامل الجوية، مؤكدا خلال تصريحات، أمس، أن الارتفاع لم يشمل الخضر والفواكه فقط، إنما شمل كل السلع والمواد.
وقال المعقالي إنه ليس هناك أي مبرر لارتفاع أسعار الخضر والفواكه خلال الفترة الحالية، مضيفا أن "بعض التجار استغلوا موضوع رفع الدعم وأصبحوا يرفعون الأسعار على هواهم تحت ذريعة ارتفاع أجور النقل".