لا تستبعد وكالة "فيتش" فقدان 10% إلى 20% من الناتج المحلي الإجمالي لأفغانستان عقب سيطرة حركة طالبان على البلاد، التي أصبح ثلث سكانها مهددا في أمنه الغذائي بسبب عوامل عدة مرتبطة بالحرب وتداعيات الاحترار المناخي.
ونقلت "رويترز" عن أنويتا باسو، الرئيسة المعنية بالمخاطر في آسيا لدى "فيتش سوليوشنز"، ذراع الأبحاث وتحليل المخاطر لدى وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، اليوم الجمعة، قولها إن "من الصعب أن تحقق البلاد أي نمو إيجابي هذا العام".
في غضون ذلك، أوردت "فرانس برس"، نقلا عن ممثلة برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان ماري-إيلين ماكغرورتي، قولها إن "شخصا من كل ثلاثة أشخاص" يعاني من انعدام الأمن الغذائي في أفغانستان بسبب عوامل عدة مرتبطة بالحرب في البلاد وتداعيات الاحترار المناخي.
فإضافة إلى النزاع، يعاني الأفغان من أزمة غذائية حادة. وقالت المسؤولة، خلال اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" من كابول، إن العام 2021 كان "سيكون عاما صعبا للغاية في الأساس".
فإلى جانب التداعيات الاقتصادية لجائحة كوفيد-19، "يعاني البلد من موجة جفاف هي الثانية في غضون 3 سنوات. ولم يتعاف السكان كليا من عواقب الجفاف في 2017-2018"، على ما أضافت.
وأوضحت ماكغرورتي: "شهدت محاصيل القمح تراجعا بنسبة 40% بسبب فصل شتاء من الأكثر جفافا منذ 30 عاما. لقد تساقط القليل من الثلوج على كابول هذه السنة"، لذا فإن كميات المياه الناجمة عن ذوبان هذه الثلوج قليلة جدا، مشيرة إلى أن ذلك "كان له أثر مدمر على المواشي".
وقالت إن الوضع تفاقم بطبيعة الحال جراء النزاع في البلاد، مع "عجز مزارعين عن الحصاد وفرارهم من منازلهم"، فيما تعرضت حقول وبساتين "للتدمير".
استئناف رحلات جوية
على صعيد آخر، أوردت "أسوشييتد برس" أن شركة الطيران الباكستانية الحكومية استأنفت رحلاتها الخاصة إلى كابول، من أجل إجلاء الباكستانيين والأجانب الذين تقطعت بهم السبل في أفغانستان.
وقال وزير الإعلام فؤاد تشودري إن الخطوط الجوية الباكستانية سترسل طائرتين لها إلى العاصمة الأفغانية يوم الجمعة لإجلاء 350 راكبا، مضيفا أن وزارة الداخلية الباكستانية تسهل أيضًا إجلاء الباكستانيين والأجانب من أفغانستان عبر المعابر الحدودية.
يأتي هذا التطور الأخير بعد أيام من تعليق الخطوط الجوية الباكستانية جميع الرحلات الجوية إلى كابول لحماية الركاب والطائرات وطواقمها بعد استشارة سلطات الطيران المدني الأفغانية.
وتحاول الحكومة الباكستانية إجلاء مواطنيها والأجانب بالطرق الجوية والبرية منذ سيطرة "طالبان" على كابول. ولهذا الغرض، تقوم باكستان بإصدار تأشيرات دخول عند الوصول لجميع الدبلوماسيين والأجانب والصحافيين الذين يرغبون في مغادرة كابول بسبب مخاوف أمنية.