موسم قمح كارثي يهدّد سورية بالمجاعة

04 اغسطس 2022
كل مناطق سورية مقبلة على نقص حاد في منتجات القمح والخبز (فرانس برس)
+ الخط -

يكشف مدير مؤسسة الحبوب التابعة للمعارضة السورية، حسان محمد، أن كامل إنتاج القمح في سورية لموسم 2022، لم يتجاوز 1.2 مليون طن، في حين تزيد كمية الاستهلاك، في مناطق النظام والمعارضة وقسد، عن 2.8 مليون طن، حصة مناطق سيطرة النظام السوري منها 2 مليون طن من القمح سنوياً.

ويرى محمد، خلال تصريحه لـ"العربي الجديد"، أن كل مناطق البلاد مقبلة على نقص حاد في منتجات القمح والخبز، "تقترب من المجاعة"، رغم أن مناطق سيطرة المعارضة، شمال غرب سورية، هي الأقل خطورة، لأن الإنتاج اقترب من 200 ألف طن. كما أن المساعدات الدولية تساهم في ترميم النقص القليل بين الإنتاج والاستهلاك. وكان الإنتاج الأكبر في مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" التي قدّرها المختص بأكثر من 500 ألف طن.

بيد أن "الكارثة"، على حسب وصف مدير مؤسسة الحبوب، هي في مناطق سيطرة النظام التي تستهلك نحو مليونَي طن، ولم تستلم حكومة الأسد من المحصول أكثر من 500 ألف طن، ما يزيد العجز هذا العام والسعي إلى الاستيراد، مستبعداً في الوقت نفسه أن تكون لحكومة الأسد حصة من حبوب أوكرانيا التي بدأت تصدّر أمس إلى الدول المحتاجة، وكانت أول سفينة ذرة من نصيب لبنان "لأن مواقف الأسد معادية لأوكرانيا".

وعادت مشاهد الطوابير أمام الأفران في دمشق بعد أن زادت معاناة السوريين لتأمين رغيف الخبز، رغم رفع السعر الرسمي من 50 إلى 200 ليرة خلال عامين، ووصول سعر ربطة الخبز "نحو 1100 غرام" إلى نحو 1500 ليرة سورية في السوق السوداء. وذلك بعد تقنين توزيع الخبز المدعوم "30 ربطة للأسرة شهرياً" وتراجع إنتاج سورية من القمح، من نحو 4 ملايين طن قبل عام 2011 إلى نحو 1.1 مليون طن العام الماضي، ونحو 1.2 مليون طن هذا العام.

وكان مدير عام المؤسسة السورية للحبوب في حكومة بشار الأسد، عبد اللطيف الأمين، قد أكد خلال تصريحات أخيراً أن كمية الحبوب المسوقة للمؤسسة من كل المحافظات حتى الآن بلغت 500 ألف طن، وهي تكفي لثلاثة شهور فقط.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

وبحسب تقارير رسمية، فقد بلغت المساحة المزروعة بالقمح لهذا العام 1.2 مليون هكتار، وهي أقل مما كانت عليه خلال الموسم الماضي والبالغة 1.5 مليون هكتار، بسبب تأخر الأمطار في المناطق البعلية، والإحجام عن الزراعة البعلية في بداية الموسم.

ويرجح الاقتصادي السوري محمود حسين أن ترفع حكومة الأسد أسعار الخبز "قريباً"، مع عدم استبعاد إخراج فئات جديدة من الدعم وتوزيع الخبز بسعر 200 ليرة، لأن ما يسمى الاحتياطي الاستراتيجي نفد، والاعتماد على ما استلمته حكومة الأسد من قمح هذا الموسم.

ويشير حسين لـ"العربي الجديد" إلى أن روسيا هي ملاذ نظام الأسد الوحيد لتأمين فارق القمح بين الإنتاج والاستهلاك، لتبقى المشكلة، حسب وصفه، في ثمن القمح بالقطع الأجنبي، لأن التجار، وبعد تكليفهم من نظام الأسد بالاستيراد، أحجموا بعد زيادة الأسعار العالمية وتراجع العرض، ولأن استلام القمح بأسعار وزارة الاقتصاد لا يحقق لهم أرباحاً كبيرة، إضافة على التضييق بشأن قطع التصدير ومن أين حصل التجار عليه.

وكان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، قد حذر أخيراً من أن مستوى انعدام الأمن الغذائي في سورية بلغ أعلى مستوى منذ عام 2011، وأن هناك نحو 12.4 مليون شخص في سورية لا يعرفون من أين ستأتي وجباتهم الغذائية.

المساهمون