- تشمل العملية غسل الأغنام قبل الجز بثلاثة أيام لتنظيفها، تليها مرحلة التجفيف والتحضير، ويتطلب الجز مهارة لتجنب إيذاء الحيوان بمقصات خاصة.
- الجز يأتي مع نهاية إبريل وبداية مايو كعادة متوارثة تخفف حرارة الأغنام وتقلل الأمراض الجلدية، على الرغم من تراجع قيمة الصوف بسبب صعوبات النقل وارتفاع تكاليف الشحن.
باشر مربو الماشية، عملية جز الأغنام المعروفة محلياً، شمال شرق سورية، بـ "الجلامة"، والتي تعد من الطقوس الأساسية التي يقومون بها في مطلع شهر مايو/أيار من كلّ عام، إذ يبدأ موسم "الجلامة" بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة صيفاً، وتعتبر عملية ضرورية من أجل صحة الأغنام، غير أن هذه العملية تدر فائدة أخرى لمربي الأغنام من خلال الصوف، واستخدامه في بعض المستلزمات المنزلية، ثم بيع الكميات التي تفيض عن حاجتهم.
لكن وليد شيخي (65) سنة، وهو مربّ للماشية في ريف مدينة عامودا الواقعة في محافظة الحسكة شمال شرق سورية، قال لـ"العربي الجديد" إننا " نقوم حالياً بجمع أصواف الأغنام بعد جزها لبيعها للتجار، أو نقوم بإتلافها فيما بعد إذا لم نستطع بيعها؛ لانعدام الطلب عليها كما كان في السابق".
ولموسم جز الأغنام طقوسه الخاصة التي يقوم بها صاحب الماشية، قبل عملية الجز وأثناءها، والتي تكون ضمن العادات والتقاليد المتوارثة. ومن أهم التحضيرات وأَولاها القيام بغسل الغنم قبل الجز بثلاثة أيام، لتنظيفها من الأوساخ العالقة بها خلال فصل الشتاء، ومن ثم يتمّ التمهيد والتحضير للخطوة الثانية، والتي تبدأ بعد أن يجفّ الصوف تماماً من الرطوبة، وتعدّ مرحلة مهمة جداً لمالكي الأغنام، وذلك ليتمّ جزها بسهولة.
طرائق جز الأغنام وأساليبه
وعن طريقة جز الأغنام قال شيخي: يتمّ ذلك بالجز العادي (اليدوي) وذلك بواسطة المقصات المخصصة لها، حيث نقوم بربط قوائم الحيوان الأربع، ليتمّ ضبط حركتها والسهولة في السيطرة وتحريكها عند الجز، ويضيف: كما أنّ عملية جز الأغنام تتطلب الكثير من المهارة والانتباه من منفذها، إضافةً إلى أن يكون متمرناً ويمتلك خبرة كافية لتفادي جرح الحيوان خاصةً في منطقة البطن والضرع وغيرها من المناطق الحساسة.
وينوه إلى إنه يتمّ تجهير المواد الطبية والاسعافات الأولية، مثل صبغة اليود ومحلول الكحول والبخاخات الخاصة قبل البدء بعملية الجز، وذلك ليتمّ استخدامها على الفور في حال حدوث أي جرح. وبحسب شيخي فإنه سابقاً، وقبل البدء بعملية الجز، كان يتمّ التسابق والتنافس فيما بين الأهالي للحصول على صوف الأغنام ليتمّ استعمالها في صناعة السجاد المحلي مع إضافة الألوان إليها لتبدو أكثر جمالاً، بالإضافة إلى استعمالها في حشو الأغطية وفرش النوم والكثير من مستلزمات المنزل، لكن في وقتنا الحالي انعدم الإقبال عليها، وذلك بسبب ظهور المفروشات الجاهزة.
توقيت جز الأغنام
بدوره، يقول عبد الحكيم علي (55) سنة، من ريف المالكية بمحافظة الحسكة كذلك، إن عملية جز الأغنام مع نهاية شهر إبريل/نيسان وبداية مايو/أيار ضرورية في كل عام، نظراً إلى بدء الصيف وارتفاع درجات الحرارة، مضيفاً للعربي الجديد أن هذه العملية يقوم به مربو الأغنام منذ القديم، وهي عادة متوارثة عبر الأجيال.
ويضيف علي، أنه بعد تخلص الأغنام من صوفها تكتسب طاقة وحيوية جديدة، وعن مواعيد جز صوف الأغنام، يقول إن ذلك يتم عادة من منتصف شهر نيسان وحتى بداية شهر أيار، مشيراً إلى أنه عندما تكون الأغنام، في البرية يمكن تأخير جزها حتى بداية شهر أيار، لحمايتها من تداعيات المطر والبرد.
ويذكر علي أننا "كنا نرمي الصوف في الأعوام القليلة الماضية، لتراجع الإقبال عليه، أما هذا العام فسعره يتراوح ما بين 1200 إلى 1400 ليرة سورية للكيلو الواحد (10 سنت من الدولار)"، واصفاً إياه بـ"السعر البخس"، مشيراً إلى أن " جز الأغنام له فوائد صحية لأن الصوف يغطي بعض الأمراض مثل الجرب، كما أن جز الصوف يجعل الأغنام أكثر حيوية ونشاطاً". ويستدرك أن "الصوف لم يعد له قيمة كما كان سابقاً أو قديماً، بسبب صعوبة النقل وارتفاع تكاليف الشحن".
من جهته يشير الطبيب البيطري غاندي شيخو، من مدينة الدرباسية، شمال محافظة الحسكة، لـ "العربي الجديد"، إلى أنّ عملية جزّ الصوف لها فوائد عديدة للأغنام، فهي تقلّل من إصابة الأغنام بالأمراض الجلدية، وذلك بسبب تسرب الأوساخ والطفيليات الخارجية، من تحت الصوف، كما أنها تساعد على تخفيف درجة حرارة جسم الحيوان، وتسمح لجلد الغنم بالتهوية وتجديد صوفها أيضاً.