موجة ثامنة من الهجمات الروسية تستهدف منشآت الطاقة في أوكرانيا

22 يونيو 2024
الهجمات الروسية أفقدت أوكرانيا نصف قدرتها لتوليد الكهرباء، 3 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- روسيا تشن هجومًا ليليًا جديدًا على أوكرانيا، مستهدفة منشآت الطاقة في زابوريجيا ولفيف، مما أدى لإصابة عمال وتفاقم أزمة الكهرباء.
- القوات الجوية الأوكرانية تسقط صواريخ وطائرات مسيرة روسية، وأوكرانيا تعلن استيراد كهرباء بوتيرة غير مسبوقة وتمديد فترات انقطاع الكهرباء لمواجهة النقص.
- روسيا تبرر هجماتها كرد على هجمات أوكرانية، بينما تعهدت أوكرانيا باستهداف المنشآت النفطية الروسية ودعا زيلينسكي لتركيب ألواح شمسية ووحدات تخزين طاقة في المدارس والمستشفيات.

قالت وزارة الطاقة الأوكرانية إن روسيا أطلقت وابلا جديدا من الصواريخ والطائرات المسيرة في هجوم ليل الجمعة السبت، ما ألحق أضرارا في منشآت طاقة في أوكرانيا وفاقم أزمة الكهرباء، كما أدى إلى إصابة اثنين على الأقل من العاملين في مجال الطاقة. وأفادت الوزارة عن "أضرار لحقت بمنشآت ليوكرينيرغو (الشركة الوطنية للكهرباء) في منطقتي زابوريجيا (جنوب) ولفيف (غرب)"، مشيرة إلى نقل موظفَين إلى المستشفى إثر إصابتهما بجروح في زابوريجيا.

وقالت الوزارة إنّ هذا الهجوم الضخم هو "الثامن" على منشآت الطاقة في أوكرانيا خلال ثلاثة أشهر، الأمر الذي أدّى إلى انقطاع متكرّر في التيار، في وقت تكافح شبكة الكهرباء للصمود في وجه الضربات الروسية. وأكدت شركة يوكرينرغو المشغلة شبكة الطاقة في أوكرانيا أن المعدات في منشآت تابعة لها بمنطقتي زابوريجيا في الجنوب الشرقي ولفيف في الغرب تضررت بسبب الضربات. 

وأكدت الوزارة، وفقا لوكالة "رويترز"، أن الهجوم الروسي أصاب أيضا إحدى منشآت البنية التحتية للغاز في غرب البلاد. وأضافت الوزارة في بيان: "بعد ثماني هجمات كبيرة شنها العدو على منظومة الكهرباء منذ مارس الماضي، لا يزال الوضع في قطاع الطاقة صعبا". وقالت إن أوكرانيا ستستورد كهرباء بوتيرة غير مسبوقة تبلغ 33559 ميغاواط ساعة بعد الهجوم. وسيتعين على الحكومة أيضا تمديد فترات انقطاع الكهرباء عدة ساعات في أنحاء البلاد.

في السياق، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن الدفاعات الجوية أسقطت 12 من بين 16 صاروخا، و13 طائرة مسيرة، أطلقتها روسيا. واستمر دوي الإنذارات من الضربات الجوية في مناطق أوكرانية عدة ساعات في الليل. وقال مسؤولون في منطقتي زابوريجيا ولفيف إن أفراد الإطفاء كافحوا لإخماد حرائق اندلعت في المنطقتين، فيما سارعت فرق الطوارئ لإصلاح الأضرار التي لحقت بمنشآت الطاقة.

وقال ماكسيم كوزيتسكي، حاكم منطقة لفيف، إن 67 من رجال الإطفاء و12 مركبة خاصة شاركوا في إخماد حريق شب في المنطقة الواقعة على الحدود مع بولندا. وقال رئيس بلدية مدينة إيفانو-فرانكوفسك، في غرب أوكرانيا أيضا، إن الضربات ألحقت أضرارا بمبنى تابع لجامعة للنفط والغاز و14 مبنى تجاريا وسكنيا أخرى. وقال إيفان فيدوروف، حاكم زابوريجيا، عبر تليغرام: "يمكننا أن نجزم بأن العدو لن يتوقف. أوكرانيا بحاجة إلى أنظمة دفاع جوي". 

هجمات روسية متكررة على منشآت الطاقة في أوكرانيا

والخميس، استهدفت هجمات روسية محطة ديتيك الحرارية لتوليد الكهرباء، ما ألحق بها "أضرارا جسيمة وتسبب بإصابة ثلاثة موظفين" على ما ذكرت شركة "ديتيك" DTEK الخاصة. وأوضحت الشركة، في بيان، أنها "ليلة صعبة جديدة لقطاع الطاقة الأوكراني"، وقالت إنه الهجوم الواسع السابع على محطات كهرباء أوكرانية في الأشهر الثلاثاء الأخيرة. وقال مكسيم تيموشينكو، الرئيس التنفيذي للشركة: "استهدفت صواريخ العدو محطة كهرباء تابعة للشركة تضررت بالفعل جراء هجمات سابقة... نحن بحاجة ماسة إلى حماية مجالنا الجوي وإلا فستتعرض أوكرانيا لأزمة خطيرة هذا الشتاء. أناشد الحلفاء أن يساعدونا في الدفاع عن منظومة الطاقة لدينا وإعادة بنائها في الوقت المناسب". 

وقالت شركة أوكرنيرغو المشغلة شبكة الكهرباء في أوكرانيا، صباح الخميس، إن "ضربة واسعة استهدفت منشآت مدنية للطاقة خلال الليل. وأضافت أنّ "تجهيزات في منشآت في مناطق فينيتسيا ودنيبروبيتروفسك ودونيتسك وكييف تضررت"، من دون أن يتضح بعد حجم الأضرار.

وقال سلاح الجو الأوكراني إن روسيا أطلقت تسعة صواريخ و27 مسيرة إيرانية الصنع، وقد أسقطتها كلها الدفاعات الجوية الأوكرانية باستثناء أربعة صواريخ. وأضاف أن "منشآت حيوية تعرضت للهجوم. وكان الهدف الرئيسي للهجمات شرق أوكرانيا، لا سيما منطقة دنيبروبيتروفسك" التي تنشط فيها شركة "ديتيك". وقالت وزارة الطاقة، الخميس، إن الهجوم على البنية التحتية للطاقة في أربع مناطق تسبب في إتلاف معدات وإصابة سبعة عمال، فضلا عن انقطاع الكهرباء عن أكثر من 218 ألف مستهلك.

وقد دمرت الهجمات الروسية، بحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، نصف قدرة البلاد في هذا المجال، وتسببت في أزمة حادة في الطاقة. ودعا، الخميس، إلى تركيب ألواح شمسية ووحدات لتخزين الطاقة "في كلّ مدرسة وفي كلّ مستشفى، في أسرع وقت ممكن".

ويزداد انقطاع إمدادات الكهرباء عن السكان والشركات شيوعا في أنحاء البلاد. وفي العاصمة كييف ومدن الأخرى، يتواصل طنين المولدات الخاصة على الرغم من انخفاض مستويات استهلاك الكهرباء خلال أشهر الصيف. حيث شلّت سلسلة الهجمات الصاروخية وبالمسيّرات، خلال الأشهر الأخيرة، قدرة أوكرانيا على توليد الطاقة، وأجبرت المسؤولين على تقنين التيار واستيراد الموارد من دول الاتحاد الأوروبي المجاورة.

وتشن موسكو في الأشهر الأخيرة عمليات قصف كثيف على المواقع الرئيسية لإنتاج وتوزيع الكهرباء في أوكرانيا، وبررت موسكو ضرباتها الجوية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا بأنها رد على الهجمات التي تطلقها كييف بطائرات مسيّرة على الأراضي الروسية وعلى مصافي نفط في جنوب روسيا. وأفادت وزارة الدفاع الروسية، الخميس الماضي، بأنها أسقطت 15 مسيّرة أوكرانية استهدفت أيضا مخازن للنفط في جمهورية أديغيا وفي منطقة تامبوف. وقال مصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية، لوكالة فرانس برس، إن مسيّرات نشرها جهاز الأمن الأوكراني (إس بي يو) تقف خلف الهجمات على المنطقتين الروسيتين.

وأضاف المصدر أن "هذه المنشآت عالجت وخزّنت منتجات نهائية استخدمها الجيش الروسي لاحقا"، متعهّدا بشن المزيد من الهجمات على المنشآت النفطية الروسية بهدف إلحاق الضرر بعائدات الكرملين النفطية المستخدمة لتمويل الحرب.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)