موجة أوميكرون تضرب قطاع الضيافة والرحلات الأميركي

18 ديسمبر 2021
أوميكرون جاء في موسم الأعياد التي تمثل موسم رواج تقليديا للمطاعم (فرانس برس)
+ الخط -

جاء انتشار متحور أوميكرون من فيروس كورونا ليمثل عامل ضغط على الاقتصاد الأميركي، الذي كان ينتظر انتعاشا في شهري ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني، والذي يمثل فرصة جيدة لقطاع الضيافة والسفر، حيث يتوقع أن يسافر ملايين الأميركيين خلال إجازة الكريسماس.

ووفقا للتقرير الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فإن تأثير أوميكرون مازال متضاربا حتى الآن داخل قطاعات الاقتصاد الأميركي، فبعض الأنشطة التجارية تتوقع موسم عطلات قويا، بينما البعض الآخر قام بإغلاق أبوابه أو ينتظر قرارا بذلك.

وسبب الهزة والتضارب في نفس الوقت، وفقا للتقرير، هو اعتماد كثير من قطاعات الاقتصاد الأميركي على التعامل وجها لوجه، بين البائع والمشتري، أو المضيف والزبون، لذا تأثرت بعض القطاعات، بينما تستعد شركات أخرى لمواسم الأعياد القياسية، فيما يبدو عدم التأثر حتى الآن بمتحور أوميكرون المنتشر.

وبات التأثير المتفاوت، ولكنه حاد، يعكس كيف أصبح بعض المستهلكين وأصحاب الأعمال الأميركيين معتادين على اتخاذ قرارات فورية لإلغاء خططهم، في حين أن البعض الآخر مستمر في خططه.

ففي ولاية فلوريدا، تتوقع بعض الوجهات السياحية مبيعات قياسية. وقال آندي نيومان، المتحدث باسم مجلس السياحة في "فلوريدا كيز"، إن "أرقام السياحة لشهر ديسمبر حتى الآن حطمت الأرقام القياسية"، مضيفا: "لأكون صادقًا معك، لم نشهد حتى الآن أي تأثير كبير لأوميكرون فيما يتعلق بالإلغاء".

أوميكرون في مواجهة انتعاش الاقتصاد

وبدأ الفيروس ارتفاعه الأخير في الأسابيع الأخيرة خلال لحظة بدا فيها أن الاقتصاد الأميركي قد استعاد قوته، مع نمو قوي وتراجع معدل البطالة.
فصانعو السياسة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) قالوا إن الاقتصاد سينمو بنسبة 5.5 في المائة بحلول نهاية العام، بينما انخفض معدل البطالة إلى 4.2 في المائة في نوفمبر/تشرين الأول، ومعظم مؤشرات البورصة الرئيسية في طريقها للانتهاء من ارتفاع بنسبة تقترب من 20 في المائة لهذا العام.

 كما ارتفعت مبيعات التجزئة للشهر الرابع على التوالي، في نوفمبر/تشرين الأول، مع توقع أن يظل الإنفاق الاستهلاكي قويًا خلال موسم العطلات.

ومع ذلك، يحذّر مسؤولو الصحة من أن متحور أوميكرون يمكن أن يصل إلى ذروته في موجة هائلة من العدوى في أقرب وقت في شهر يناير/كانون الثاني، بينما يرى مسؤولو الاقتصاد أنه من الممكن تخطي هذه الموجة. 

وفي مؤتمر صحافي يوم الأربعاء، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إن "كل موجة تلو الأخرى من الفيروس يتعلم الناس كيف يتعايشون مع هذا"، مشيرا إلى أنه "كلما زاد عدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم، قلّت الآثار الاقتصادية التي يمكن أن تحدثها موجات الفيروس اللاحقة".
 

قطاع الضيافة يعاني 

ويظل الاقتصاد الأميركي- وفقا للتقرير- عرضة للتحولات المفاجئة في سلوك المستهلك، حيث تتوقع بعض الشركات نهاية قوية حتى عام 2021، بينما قد يضطر البعض الآخر إلى إغلاق أبوابهم. 

وفي وقت متأخر من يوم الجمعة، أعلنت إذاعة "Radio City Rockettes" أنها ألغت جميع برامج العطلات المتبقية في مدينة نيويورك، مشيرة إلى "التحديات المتزايدة من الوباء".

كما اضطر عدد من المطاعم والمسارح الأخرى في مدينة نيويورك، والتي تعتمد على أرقام مبيعات ديسمبر/كانون الأول الكبيرة، إلى الإغلاق مؤقتًا وفقا لتحالف الضيافة في نيويورك "NYC Hospitality Alliance"، وعادت حجوزات المطاعم للتراجع مرة أخرى، وفقًا لمنصة الحجز عبر الإنترنت "OpenTable"، بينما عادت خدمة توصيل الطعام إلى الارتفاع، مع وجود استفسارات والمراجعات، بنسبة 13 في المائة خلال نفس الفترة، مقارنة بالعام السابق.

وقال أندرو ريجي، المدير التنفيذي للتحالف: "أعرف ما لا يقل عن بضع عشرات من المطاعم التي يتم إغلاقها، وهو أمر مروع  لهذه المطاعم"، مشيرا إلى أن ذلك جاء "في موسم الأعياد التي تمثل موسم رواج تقليديا للمطاعم وقطاع الترفيه".

وكما حدث في كثير من حالات الوباء، فإن الإلغاءات تنتقل عبر صناعة الضيافة الأوسع، حيث ألغى الكثيرون خططهم للسفر خلال إجازة أعياد الميلاد، بينما أعلنت شركات أيضا إلغاء حفلات عطلة نهاية العام والكريسماس. 

وقد ألغى بنك جي بي مورغان "JPMorgan Chase" مؤتمرًا رئيسيًا للرعاية الصحية كان من المقرر عقده في سان فرانسيسكو الشهر المقبل، وعانى فندق "كارترايت" الذي كان سيعقد فيه المؤتمر من تبعات القرار.

ويقول اشوين ديشموخ "Ashwin Deshmukh"، الذي يمتلك سلسلة من مطاعم البيتزا في نيويورك، إضافة إلى بار، إن من بين حفلات الأعياد الـ18 التي أعلن عنها تم إلغاء 10 حفلات.

توقيت صعب

يقول شون كينيدي، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون العامة لجمعية المطاعم الوطنية، إنه توقيت صعب بشكل خاص بالنسبة لصناعة المطاعم، التي تتعامل أيضًا مع نقص العمال وتضخم الغذاء. 

وأضاف أنه بالفعل بسبب وباء كورونا، تم إغلاق 90.000 مطعم بشكل دائم أو طويل الأجل، مع وجود 200000 مطعم إضافي لا تزال تأمل في الحصول على أموال الإغاثة من الوباء من الحكومة الفيدرالية.

وقالت إيريكا بولمار، المديرة التنفيذية لائتلاف المطاعم المستقل، يوم الثلاثاء، إن لديها 903 رسائل بريد إلكتروني جديدة من مطاعم في صندوق الوارد الخاص بها، وكلها تبحث عن إرشادات: "هل تعتقد أنه سيكون هناك مساعدة فيدرالية إضافية؟ هل كانت تعرف خبير إفلاس؟ هل يمكنها أن تنصح مستشار ائتمان؟".

وقالت إن "هذا هو الشهر الذي يأمل فيه الناس زيادة في المبيعات، وهم يرون أنه يفلت من أيديهم". 

المساهمون