من هو ميشيل بارنييه رافع شعار الحرب العالمية الثانية خلال مفاوضات بريكست؟

27 ديسمبر 2020
ميشيل بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي (Getty)
+ الخط -

دخل أخيراً بؤرة الضوء، على الرغم من أنه كان في قلب الأحداث وصانع مسارها على مدار أربعة أعوام ونصف عام، هي زمن المفاوضات التي جرت بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا للاتفاق على مرحلة ما بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد.. إنه ميشيل بارنييه ، كبير مفاوضي الاتحاد.

وبينما كان كل طرف يسعى إلى تسويق الاتفاق التجاري الذي جرى التوصل إليه، يوم الخميس الماضي، بين لندن وبروكسل على أنه نوع من النصر المحقق، صرح بارنييه، بأنه "لا يوجد منتصر في بريكست، إنه خاسر - خاسر".

وشدد على أن "الفراق يُضعف، خاصة في العالم كما هو اليوم، عالم خطر وغير مستقر، حيث يجب أن نكون مجتمعين، كي يكون لنا وزن في مواجهة الولايات المتحدة والصين".

ويذهب بارنييه إلى أن "المملكة المتحدة اختارت أن تكون منعزلة عوض أن تكون متضامنة. أنا آسف، لكن مهمتي كان جعل بريكست وراءنا بأكبر سرعة ممكنة. وقد قمنا بذلك ضمن الوحدة والحزم".

كان كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي يتطلع في صيف 2016 إلى أن يصبح رئيساً للجهة التي ينحدر منها، أو رئيساً للمفوضية الأوروبية، غير أنه عُيِّن كبيراً للمفاوضين عن الاتحاد الأوروبي، حيث كان عليه الوصول إلى اتفاق مع البريطانيين لترتيب الخروج من الاتحاد الأوروبي.

استحضر الاتحاد الأوروبي تجربة ميشيل بارنييه ومعرفته بتفاصيل القضايا المطروحة في مفاوضات بريكست، حيث كان بين 1999 و2004 مفوضاً أوروبياً للسياسة الجهوية وبين 2010 و2014، مفوضاً أوروبياً للسوق الداخلية والخدمات المالية.

ويشهد له العديد من المعلقين بأنه يتمتع بخصال لا بد أن تكون في أي مفاوض مكلف الخوض في ملف شائك مثل ذلك الذي يتعلق ببريكست، فهو أوروبي الهوى، يحرص على إحاطة نفسه بمعاونين، وله معرفة عميقة بالملفات التي ينكبّ عليها.

يحسب لـ"بارنييه" أنه كان حريصاً على إخبار دول الاتحاد بتفاصيل المفاوضات مع بريطانيا، في الوقت نفسه كان يصرّح بأن عدم التوصل إلى اتفاق سيجعل بريطانيا المتضرر الأكبر، فلم يتردد في التأكيد أن 7% فقط من صادرات الاتحاد الأوروبي تذهب إلى المملكة المتحدة، فيما تنتهي 47% من الصادرات البريطانية في سوق الاتحاد الأوروبي.

لم يكفّ عن الإشارة إلى "الروح الرياضية" التي اشتهر بها البريطانيون، حيث جاء ذلك ضمن مسعاه لتكريس قواعد منافسة سليمة. كذلك لم يتردد في التذكير بشعار "لنحافظ على هدوئنا ونتقدم" الذي رفع خلال الحرب العالمية الثانية من أجل رفع معنويات الساكنة في بريطانيا.

دخل بارنييه هذه الأيام في بؤرة اهتمام الفرنسيين، الذين استعادوا مسار هذا السياسي السبعيني الآن، وكان أصغر نائب في البرلمان الفرنسي يناهز 27 عاماً، وعُيِّن وزيراً عدة مرات في البيئة والشؤون الخارجية، بالإضافة إلى مهامه مفوضاً أوروبياً، لكنه مهما تقلب في المناصب، ظل وفيّاً لعائلته الديغولية في فترة المراهقة.

مباشرة بعد إعلان الاتفاق، صرّح بارنييه لقناة "فرانس 2" بأنه يفتقد بلده فرنسا، الذي يرى أنه يوجد في وضعية متسمة بغياب العدالة والاحترام. النجاح الذي حققه الوزير السابق في عهد الرئيسين جاك شيراك ونيكولا ساركوزي، في قيادة المفاوضات مع بريطانيا، دفع مراقبين إلى الذهاب إلى أنه يوجد بين خيارين: الانضمام إلى الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون، وتحمّل إحدى المسؤوليات الرفيعة، أو التطلع إلى قيادة الجمهوريين في أفق الانتخابات الرئاسية لعام 2022.

علقت صحيفة " لوموند" الفرنسية، بأن ما تحقق نوع من التكريس لهذا الديغولي الاجتماعي، الذي لم يؤمن به حتى المنتمون إلى عائلته السياسية. فقد أثبت كفاءته أكثر في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، قبل أن يصبح "السيد بريكست"، الذي يضع صورة في مكتبه تضم الجنرال ديغول والمستشار كونراد إديناور تخلد توقيع اتفاق الصداقة الألمانية - الفرنسية في عام 1963، بل إن هناك من اعتبر أنه أضحى من رموز الاتحاد، كما الفرنسي جاك دولور الذي تولي أمر المفوضية الأوروبية على مدى عشرة أعوام بين 1985 و1995، والذي شهد ولادة الاتحاد الاقتصادي والنقدي في عام 1992.

المساهمون