منظِّمو الرحلات الاستكشافية إلى قمة إيفرست يستعدون لوفود المتسلقين

18 مارس 2021
توقعات بعودة السياح بعد إعادة النيبال فتح حدودها أمام الأجانب (Getty)
+ الخط -

بدأ "بنّاؤو المنحدرات الجليدية" في النيبال يستعدون للانطلاق نحو إيفرست قبل وفود المتسلقين بعدما قضى وباء كوفيد-19 على موسم العام الماضي على أعلى قمة في العالم.
هؤلاء المتسلقون النيباليون ذوو المهارات العالية، هم أوائل الأشخاص الذين يصلون إلى القمة كل موسم ويستخدمون الحبال والسلالم لبناء طريق عبر الشقوق المتشكلة والثلوج المتغيرة باستمرار، ومنها منحدر خومبو الجليدي الخطر.
وقال نيشان شريسثا من "ساغارماثا بولوشن كونترول كوميتي" التي تدير عملية إنشاء الطريق، إن "فريقاً من ثمانية أشخاص وصل إلى مخيم قاعدة إيفرست، وهم يستعدون".
ضربت الجائحة البلاد مباشرة قبل بداية موسم تسلق الجبال الأكثر ازدحاماً العام الماضي، ما أجبر النيبال على إغلاق حدودها.

سياحة وسفر
التحديثات الحية

وكانت هذه ضربة مدمرة بالنسبة إلى آلاف الأشخاص في النيبال، من المرشدين إلى أصحاب الفنادق الذين يعتمدون على هذا القطاع للحصول على لقمة عيشهم.
واليوم، أعادت النيبال فتح حدودها أمام الأجانب، لكن يجب على متسلقي الجبال الخضوع لحجر صحي مدته سبعة أيام، وإبراز نتيجة اختبار كوفيد-19 سالب قبل التوجه في رحلتهم الاستكشافية.
وقالت ميرا أشاريا، وهي مسؤولة في هيئة السياحة التي تصدر تصاريح تسلق الجبال: "أصبح الوضع أكثر إيجابية الآن. أعتقد أننا في إيفرست قد لا نرى عدداً كبيراً من المتسلقين كما في عام 2019، لكن العدد سيكون قريباً من ذلك".
وما زالت جبال إيفرست من الجانب النيبالي مغلقة أمام السياح الأجانب هذا العام، ما قد يزيد عدد المتسلقين من الجانب النيبالي.
معاناة شديدة
يعتبر قطاع تسلق الجبال مصدر دخل أساسياً لهذا البلد الواقع في جبال الهملايا، وهي موطن لثمانٍ من قمم العالم الـ14 التي يزيد ارتفاعها على 8000 متر.
في كاتماندو، يحضر منظمو الرحلات الاستكشافية أنفسهم لاستقبال الزبائن ويتفحصون معدات تسلق الجبال ويملأون أكياس الطعام لمتسلقي الجبال.
وقال مرشد الجبال تيمبا بوتي، الذي يأمل أن يصل إلى قمة إيفرست للمرة السابعة هذا الموسم: "أُلغي كل شيء في اللحظة الأخيرة العام الماضي".
وتابع: "لقد عانينا جميعاً، سواء أكنا شركات أم عاملين. لكن الأجواء مختلفة هذا العام. عدد الزوار أكبر مما كنا نظن".
لكن بعض منظمي الرحلات الاستكشافية الدولية ألغوا حجوزاتهم بسبب حال عدم اليقين التي يسببها الوباء.
وقال غاي كوتر من شركة "أدفنتشر كونسلتنتس" التي تتخذ في نيوزيلندا مقراً في بيان: "أشعر بأن هذا الموقف لا يختلف عن الذهاب إلى جبل عندما يكون هناك احتمال كبير بحدوث انهيار جليدي".
وأضاف: "قد تنجو من الحادث، وقد لا تنجو منه، لكن وفقاً لمعلوماتنا، لا يبدو أنه الأمر الصحيح الذي يجب القيام به الآن".

قبل الوباء، كانت النيبال تكافح من أجل التعامل مع العدد الكبير من الأشخاص الذين يتجمعون في قمة إيفرست مع عواقب مميتة في بعض الأحيان.
في عام 2018، شهد موسم التسلق الربيعي رقماً قياسياً بلغ 885 متسلقاً، من بينهم 644 من الجنوب، و241 من الجهة الشمالية في التيبت. وأدى ذلك إلى 11 وفاة، أربع منها على الأقل بسبب اكتظاظ المتسلقين.
ورداً على ذلك، أوصت النيبال بزيادة كلفة تصاريح التسلق ومطالبة المتسلقين بتسلق جبل آخر في المنطقة يبلغ ارتفاعه 6500 متر على الأقل، قبل السماح لهم بمحاولة الوصول إلى إيفرست.
كذلك حظرت الحكومة استخدام المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام في منطقة إيفرست، في محاولة لخفض الكميات الكبيرة من النفايات التي يتركها المتسلقون.


(فرانس برس)

المساهمون