في اليوم الثاني والأخير من القمة الروسية - الأفريقية الثانية المعقودة في بطرسبرغ، برزت مناشدة أفريقية لإعادة العمل باتفاق الحبوب الذي انتهى أجله في 17 يوليو/ تموز الجاري، فيما لفت تقرّب الرئيس فلاديمير بوتين من القادة الأفارقة، مع وعود بتوسيع التجارة والعلاقات الأخرى.
واستقبل بوتين اليوم القادة الأفارقة المشاركين في القمة، مشيداً بدور القارة المتنامي في الشؤون العالمية، عارضاً توسيع العلاقات السياسية والتجارية معها، حسبما نقلت "أسوشييتد برس".
بدوره، أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تطلعه إلى "التوصل لحل توافقي لعودة مبادرة الحبوب"، التي أعلنت روسيا توقف العمل بها في وقت سابق من يوليو/ تموز الجاري.
وخلال كلمة ألقاها في الجلسة العامة للقمة التي يشارك فيها أيضاً رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، قال: "إنني أتطلع للتوصل لحل توافقي بشأن اتفاقية تصدير الحبوب يأخذ في الاعتبار مطالب كافة الأطراف ومصالحهم، ويضع حداً للارتفاع المستمر في أسعار الحبوب"، وفقاً لوكالة "الأناضول".
واعتبر الرئيس المصري أن الوضع العالمي الحالي يفرض تحديات كبرى على الدول الأفريقية، مضيفاً أن هذه التحديات "تهدد أمن القارة وحقوق الأجيال القادمة"، متابعاً أن "الدول الأفريقية، دول ذات سيادة تنشد السلام والأمن، وتنأى بنفسها عن الصراعات، كما تبحث عن التنمية المستدامة لصالح شعوبها".
وفي السياق، ندد السيسي بالعقوبات "غير الشرعية" خارج إطار القوانين الدولية التي تفرض على بعض الدول، مشيراً إلى أن "حل الصراعات يجب أن يكون قائماً على مواثيق الأمم المتحدة والتعامل مع مسببات الأزمات، لا سيما المتعلقة بمتطلبات الأمن القومي للدول".
كذلك شدّد على "التزام مصر وانخراطها في جهود تعميق الشراكة الاستراتيجية مع روسيا، من خلال تسخير الأدوات والإمكانات المصرية، وتفعيل التعاون القائم بين الشركات المصرية ونظيرتها الروسية".
وانطلقت، الخميس، النسخة الثانية من قمة الروسية - الأفريقية "في مدينة بطرسبورغ الروسية، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين موسكو ودول القارة السمراء والارتقاء بها لمستوى جديد".
من جهته، أكد مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية يوري أوشاكوف، في تصريح صحافي، مشاركة 49 دولة أفريقية من أصل 54 في القمة، حسب المصدر نفسه، علماً أن القمة الأولى كانت قد عُقدت في مدينة سوتشي الروسية عام 2019، تحت الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي.
وأمس الخميس، قال البيت الأبيض إن انسحاب روسيا من اتفاق كان يتيح لأوكرانيا تصدير حبوبها التي تشتد الحاجة إليها أدى إلى حدوث تقلبات في أسعار الحبوب. وقالت المتحدثة باسمه كارين جان-بيير للصحفيين إن مبادرات الحبوب الخاصة بالبحر الأسود أسفرت عن تصدير أكثر من 32 مليون طن من الحبوب إلى الأسواق في المناطق الريفية، وفقا لما أوردت "رويترز".
وأضافت أن "الإجراءات التي تتخذها روسيا لحرمان الأسواق العالمية من مثل هذه الكمية الكبيرة من المنتجات الغذائية ستؤدي إلى تفاقم الجوع في بعض أكثر المناطق تضرراً في العالم، ومنها أفريقيا".
وأعلنت وزارة الزراعة الأوكرانية، اليوم الجمعة، أن المزارعين الأوكرانيين حصدوا حتى الآن أكثر من 11 مليون طن من محصول الحبوب للعام الحالي. وذكرت أنه جرى درس 11.2 مليون طن حتى الآن من الحبوب في الحصاد الجديد، موضحة أن أكبر كمية من الحبوب حصدت في منطقة أوديسا جنوبي البلاد.
وأوكرانيا واحدة من أكبر منتجي ومصدري الحبوب في العالم، لكن تراجعت صادرات منتجاتها الزراعية بسبب الغزو الروسي وحصار موانئ البحر الأسود. وقالت وزارة الزراعة إن الحصاد شمل حتى الآن 2881300 طن من الشعير و8063100 طن من القمح.