استمع إلى الملخص
- من أحدث الأكاذيب مزاعم حول ثروة إسماعيل هنية، زعيم حركة حماس، والتي قيل إنها تصل إلى مليارات الدولارات، رغم عدم وجود أي دليل قاطع يثبت هذه المزاعم.
- تلعب وسائل الإعلام الغربية والعبرية دورًا كبيرًا في ترويج الأكاذيب ضد المقاومة الفلسطينية، بمشاركة بعض الأقلام العربية، مما يزيد من الكراهية تجاه الشعب الفلسطيني.
لا تتوقف الأكاذيب والمزاعم وأحاديث الإفك الموجهة ضد قيادات المقاومة الفلسطينية، سواء من حركة حماس أو غيرها من الفصائل، من قبل الصهاينة العرب والمحسوبين عليهم من وسائل إعلام وشخصيات كارهة لكل ما هو عروبي، حتى لو جاء ذلك على حساب سمعة قضية الكفاح الفلسطيني، ومحاولة تشويه التاريخ الوطني لقادة المقاومة ونضالهم ضد الاحتلال الإسرائيلي.
واللافت أن هناك إصراراً شديداً من قبل هؤلاء الصهاينة العرب على تزييف ولَيّ الحقائق، رغم عدم تقديم دليل واحد على تلك المزاعم التي يتلفظون بها، أو على الأقل إخراج وثيقة تؤكد ولو مرة واحدة صدق القيء الذي يقذفونه من أفواههم وعلى مسامعنا صباح مساء بحق قادة المقاومة ولكل رافض لقطار التطبيع، أو يدلوننا على أسماء البنوك المودع بها مليارات تلك القيادات وأرصدتهم المصرفية.
أحدث أحاديث الإفك تلك ما ردده هؤلاء عن إسماعيل هنية زعيم حركة حماس الذي اغتالته دولة الاحتلال في إيران يوم الاربعاء. فهنية، وفق تلك المزاعم، يمتلك ثروة مالية هائلة ترفعه إلى درجة أثرياء العالم، وفي رواية أخرى، يمتلك ثروة شخصية مكونة من مليارات الدولارات تتجاوز أصابع اليدين، أو أن مجموع ما يملكه قادة حماس الثلاثة الكبار، هنية وخالد مشعل وموسى أبو مرزوق، يصل إلى 11 مليار دولار، يحصد هنية نحو 30% منها، وأنه ينعم بحياة مرفهة في فنادق الدوحة، فيما يعاني الفلسطينيون في غزة من الجوع والعطش والدمار والقصف.
ومرة يزعم هؤلاء أن أولاد هنية الثلاثة عشر يقيمون في منتجع "فور سيزونز" الفخم بالعاصمة القطرية، رغم نفي المجموعة ذلك في بيان رسمي يوم 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي رواية أخرى بأن أبناء هنية يسيطرون على سوق العقارات في قطاع غزة، وأن نجله يعرف بلقب "أبو العقارات"، رغم أن الجميع يعرف أن معظم أبناء وأحفاد زعيم حركة حماس استشهدوا على يد النازيين الجدد في دولة الاحتلال، وأن ما تبقى منهم نازح في الخيام مع باقي أهالي غزة، وليس في قصور الدوحة.
ومن وقت إلى آخر يخرج علينا كتّاب ومثقفون عرب بمجموعة أكاذيب عن ثروة إسماعيل هنية التي يقدرونها وصحف أميركية وأوروبية بأربعة مليارات دولار، في وقت يكافح فيه كثيرون في غزة للحصول على دولار واحد يومياً كما يقولون، دون أن يقدموا دليلاً قاطعاً يؤكد هذه المعلومة، أو حتى ينسبون تلك الأرقام لمكاتب محاسبية عالمية، ودون أن يدلنا هؤلاء على أسماء تلك الصحف التي ينقلون عنها، وما المؤسسات التي تتولى إدارة تلك المليارات، رغم أن الجميع يعرف أن حماس وقياداتها يواجهون عقوبات أميركية مشددة منذ 1995 تلاحق أموالهم حتى لو كانت بضعة دولارات، وأن وزارة الخزانة الأميركية وغيرها فرضت حظراً شاملاً على أموال وأصول هؤلاء، وأنه لم تخرج علينا دولة واحدة لتعلن حتى عن ألف دولار في بنوكها وقطاعها المالي أو حتى في بنوك الواق واق وجزر البهاما، أو تعلن عن عقار أو سبيكة ذهب وأسهم يمتلكها قادة حماس في الغرب.
في كل الأحوال فإن معظم وسائل الإعلام الغربية ليست ذات حجة أو ذات مصداقية عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية بشكل عام، فقد زعمت أن العراق يمتلك أسلحة نووية، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى احتلاله في عام 2003 رغم وصف وكالة الطاقة تلك المزاعم بأنها غير حقيقية.
لا أعرف سبب حقد هؤلاء العرب وتحريضهم على المقاومة وكراهيتهم الشديدة ضد شعب يتمسك بقضيته ويحلم بالحرية والتخلص من الاحتلال الإسرائيلي، ولا يزال يواجه أعتى الجيوش، وأنه لولا المقاومة لوصلت إسرائيل إلى عقر دارهم وقلب عواصمهم.
نستطيع أن نتفهم انطلاق تلك المزاعم من وسائل إعلام غربية محسوبة على حكومات الدول التي تشارك في إبادة أهالي غزة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وأن نتفهم أكثر خروج تلك المزاعم عن الصحف العبرية، في محاولة لتشويه صورة قادة المقاومة وتصعيد الكراهية للشعب الفلسطيني، لكن أن تشارك فيها أقلام وأصوات عربية، فهذا هو القرف بعينه.