معاناة السودانيين المعيشية تتصاعد وسط أزمة اقتصادية غير مسبوقة

02 نوفمبر 2023
العديد من السلع مفقودة من الأسواق (Getty)
+ الخط -

أحكمت الأزمة الاقتصادية والمعيشية خناقها على الشعب السوداني، من جراء ارتفاع الأسعار بنسب قياسية في جميع ولايات السودان، وسط ندرة في السلع الأساسية واختفاء بعضها من الأسواق. 

وبدأت ملامح الفقر والجوع والبطالة تدفع ملايين السودانين للبحث عن لقمة العيش، وبات الجميع يتوقع الأسوأ فى ظل انقطاع الكهرباء والمياه وتردي الخدمات الأساسية الذي نتجت عنه زيادة في الأمراض بين السكان.

وتنسحب الأزمة على الولايات الآمنة والمستقرة المستضيفة للنازحين عقب توقف الإنتاج المحلي وصعوبة الحركة فى الكثير من الولايات، بالإضافة إلى الرسوم الباهظة التي تفرضها مجموعات مسلحة على دخول السلع.

ويقول المواطن محمد مصطفى كامل، لـ"العربي الجديد"، إن استمرار نزوح السودانيين مع نقص الإمداد أثر بصورة مباشرة على مخزون الولايات من السلع، ما جعل الكثير من التجار يضاعفون الأسعار، كما أن صعوبة التنقل وحركة السلع والرسوم في الطرق زاد من تعقيد المشكلة.

 وازدادت حدة الأمراض المستعصية والمزمنة لدى الكثيرين بسبب نقص الأدوية وصعوبة الوصول إلى المستشفيات لانعدام الوقود، بالإضافة إلى تعرض العديد من المرضى للنهب والسرقة في الطرقات العامة قبل الوصول إلى المشافي.

وفيما يفرض بعض المسلحين رسوماً على التجار فى أسواق ولاية الخرطوم الطرفية نظير السماح لهم بمزاولة أعمالهم، تزدهر أسواق السلع المنهوبة، وانتقلت إلى أطراف ولاية الخرطوم، حيث تباع السلع بأسعار رخيصة، كما يقول المواطن بابكر توفيق لـ"العربي الجديد"، ويضيف أنه لولا هذه الأسواق لمات الناس جوعا في ظل الحصار الكبير الذي فرضته الحرب على الخرطوم.

وتعيش الخرطوم على وقع انعدام تام لغاز الطهي والكهرباء، ما دفع الكثيرين إلى استخدام بدائل تقليدية من حطب وفحم.

ويرى الباحث الاجتماعي والاقتصادي آدم مختار، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن سوء الأحوال المعيشية والخدمية في السودان كشفت عنه الحرب المستمرة بين الجيش والدعم السريع، في ظل هشاشة البنية التحتية وسوء توظيف الأموال التي تركزت كلها في الخرطوم خلال السنوات الماضية.

ويضيف أنه إذا استمرت الحرب شهراً آخر، فستضرب البلاد مجاعة حقيقية، لأن مناطق الإنتاج توقفت عن العمل، وحتى ما يجرى استيراده من الخارج لا يصل إلى مواطني الولايات المتأثرة بالحرب في الوسط والغرب، بسبب انعدام الأمن والرسوم التي تفرض من قبل المسلحين.

المساهمون