مصنع سلاح ألماني جديد لسد نقص الذخائر باستثمار 300 مليون يورو

13 فبراير 2024
شولتز مشاركاً في انطلاق ورشة المصنع الألماني أمس الاثنين (دايفد هيكر/ غيتي)
+ الخط -

في إطار خطتها التوسّعية لمواجهة النقص في إنتاج أسلحة وذخائر، في ظل الحرب التي تدور رحاها في أوكرانيا، وضعت شركة راينميتال Rheinmetall التي تعتبر واحدة من أكبر منتجي الذخيرة في العالم، حجر الأساس لمصنعها الجديد في منطقة لومبرغرهايده، التابعة لولاية ساكسونيا السفلى، يوم الاثنين، بحضور المستشار الألماني أولاف شولز ووزير الاقتصاد روبرت هابيك.

وأفادت الشركة بأن من المقرر إنجاز بناء المصنع خلال عام واحد فقط، وباستثمار يصل إلى 300 مليون يورو، بما يوفر نحو 500 فرصة عمل.

ومن المتوقع بحلول عام 2025، أن يتم تصنيع 50 ألف قذيفة مدفعية، ليرتفع الرقم في عام 2026 إلى 100 ألف، وفي السنوات اللاحقة إلى 200 ألف، إضافة إلى إنتاج قذائف مدفعية عيار 155 مليمتراً، والمتفجرات ومكونات المدفعية الصاروخية، وتصنيع المركبات العسكرية مثل مركبة المشاة القتالية "بوما".

وبحسب ما بيّنت شبكة "إن تي في" الإخبارية، تريد "راينميتال" ضمان الإمدادات للبوندسفير (القوات المسلحة) لتأمين السيادة الاستراتيجية لألمانيا في مجال إنتاج الأسلحة والذخيرة، والتي قد تغطي أيضاً جزءاً من الاحتياجات التي يتحدث عنها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والذي تخوض بلاده حرباً مع روسيا منذ فبراير/ شباط 2022.

وفي هذا الإطار، قال المدير التنفيذي للشركة أرمين بابرغر لصحيفة "تاغسشبيغل" في الآونة الأخيرة، إن شركته تلقت طلبات بقيمة 10 مليارات يورو من جمهورية ألمانيا الاتحادية العام الماضي، ومتوقعاً حجم مبيعات بأكثر من 15 مليار يورو، وستشكل الذخيرة 20% من مبيعات المجموعة هذا العام.

وتريد "راينميتال" التي تعتبر واحدة من أكبر الشركات المستفيدة من التغيير في سياسة إعادة التسلح في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا، مضاعفة مبيعات الشركة إلى 20 مليار يورو خلال 7 إلى 8 سنوات، ومن أجل الانخراط في الأعمال التجارية الدولية، والتمكن من المنافسة مع شركات الدفاع الأميركية.

كما أكد بابرغر أن المشكلة الأبرز بالنقص الموجود في مادة البارود لإنتاج القنابل اليدوية، مبرزاً لـ"هاندلسبلات" أن "راينميتال" تعمل على زيادة إنتاجها بشكل كبير في ألمانيا وإسبانيا، والاتكال الأكبر سيكون في المستقبل على المصنع الذي يجري بناؤه حالياً في رومانيا، والمقرر الانتهاء من تجهيزه العام المقبل.

وتتكون الذخيرة البسيطة أساساً بدءاً من الغلاف وجهاز التفجير والمتفجرات المحشوة الدافعة، وكل ذلك يخلق الضغط لإجبار الرصاصة على الخروج من فوهة السلاح.

وفي هذا السياق، أعرب رافائيل لوس من مركز أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في تصريح لشبكة "إيه أردي" الإخبارية، يوم الاثنين، أنه كان ينبغي بناء مصانع ذخيرة جديدة، بعد وقت قصير من الهجوم الروسي، وتكثيف الإنتاج منذ ذلك الوقت، علماً أن "راينميتال" تفيد بأن لديها عملياً خطط تسليم يومية لأوكرانيا، ومئات آلاف الطلقات هذا العام.

وخلال مشاركته في حفل وضع حجر الأساس قال المستشار شولز: "نحن لا نعيش في زمن سلام، والطموحات الإمبراطورية التي صاغها الرئيس فلاديمير بوتين تشكل تهديداً لنظام السلام الأوروبي. وفي هذه الحالة ينطبق ما يلي: إذا كنت تريد السلام، عليك أن تنجح في ردع المعتدين المحتملين".

ورأى شولز أن الاستثمار هو الأساس لتزويد الجيش الألماني وشركائه في أوروبا بشكل مستقل، وقبل كل شيء بشكل دائم بذخائر المدفعية. وهذا مهم بشكل خاص فيما يتعلق بأوكرانيا واحتياجاتها من الذخيرة، مضيفاً أنه "من المهم أن نفعل كل ما بوسعنا لزيادة الإنتاج في جميع أنحاء العالم، ويعد مصنع راينميتال الجديد بمثابة إشارة مهمة لنا".

المساهمون