أعرب العديد من مزارعي قصب السكر في مصر عن غضبهم، عقب إعلان وزير التموين علي مصيلحي زيادة سعر توريد قصب السكر بنحو 90 جنيها (6 دولارات) للطن ليصل إلى 810 جنيهات، فيما رُفع سعر طن السكر المدعم 2000 جنيه (127 دولارا) من 8500 جنيه إلى 10500.
وأرجع المزارعون غضبهم إلى أنه بحساب الأسعار الجديدة، مقابل تكاليف الإنتاج سيتعرضون لخسائر تقدر بحوالي 3 آلاف جنيه في الفدان، إذ إنهم كانوا يطالبون برفع السعر إلى 1000 جنيه لتغطية تكاليف الإنتاج وخاصة بعد ارتفاع أسعار الأسمدة ومستلزمات الإنتاج. (الدولار= 15.727 جنيها).
وكشف مسؤول في إحدى جمعيات إنتاج السكر بالصعيد، أن الجمعية أعدت دراسة حول حساب تكلفة الإنتاج طبقا لأسعار مستلزمات الإنتاج الجديدة، والتي أظهرت أن متوسط تكلفة الإنتاج 29530 جنيها، وبمتوسط إنتاج 33 طنا للفدان وبحساب سعر التوريد على 810 جنيهات للطن، تكون المحصلة 26730 جنيها، وهو ما يمثل خسارة حوالي 2800 جنيه لكل فدان.
ويرى حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، أن الزيادة المعلنة من الحكومة بواقع 90 جنيها لكل طن قصب غير مرضية للفلاحين، وخاصة أن متوسط تكلفة إنتاج قصب السكر خلال سنواته الخمس (مدة بقائه في الأرض) تصل إلى 32 ألف جنيه.
ويقول في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إنه بحساب سعر التوريد الجديد على 810 جنيهات لطن قصب السكر، وبمتوسط إنتاجية 40 فدانا تكون التكاليف الإنتاجية مساوية لثمن البيع، بما عنى أن مزارعين سيتحصلون على هامش ربح بسيط وآخرين قد تتساوى تكاليفهم مع أسعار التوريد وفئة أخرى قد تتعرض للخسارة.
وأشار إلى أن تحديد السعر طبقًا لتكاليف شركة السكر وسعر توريده للحكومة، ممثلة في وزارة التموين، فيه ظلم للمزارعين، متسائلا: "لماذا يتحمل مزارعو القصب ثمن الدعم الذي تدعم به الحكومة سكر التموين؟".
ويوضح حمادة أبوزيد، أحد مزارعي بنجر السكر، بأن زيادة علاوة بنجر السكر بمقدار 75 جنيها للطن كي يصل سعر التوريد الجديد إلى 575 جنيها، لن يشعر بها المزارع على نحو ملموس، فهي تمثل 15%، في حين ارتفعت تكاليف الإنتاج من أسمدة ومبيدات ووقود وري وعمالة وخلافه حوالي 30%.
وأضاف أن تأجير الأرض بعشرة آلاف جنيه للفدان أصبح أكثر ربحية للمزارعين من زراعة أراضيهم باستثناء القطن هذا العام، وهو ما اتجه إليه العديد من الفلاحين، خاصة بعد بدء مشروعات "تبطين الترع" الذي أغرى العديد منهم لترك أراضيهم والعمل بـ"يومية" تصل إلى 400 جنيه.
وتقدر المساحة المزروعة قصب سكر هذا العام بنحو 325 ألف فدان، يتوقع منها توريد 810 ملايين طن لإنتاج حوالى مليون طن سكر، بخلاف أكثر من 600 ألف فدان لإنتاج بنجر السكر، فيما يقدر حجم الإنتاج في مصر هذا العام بحوالي 3.2 ملايين طن، والاستهلاك 3.4 ملايين طن، على أن تتم تغطية هذا العجز الموسم المقبل بعد دخول إنتاج مصنع القناة للسكر للأسواق المقدّر بنحو 400 ألف طن.