يشهد معرض "أهلاً مدارس" بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات بمدينة نصر، شرق العاصمة، إقبالاً ضعيفاً منذ أن افتتحه وزير التموين بالحكومة المصرية الأحد الماضي لطرح مستلزمات المدارس من الأدوات المدرسية والزي المدرسي، وسط حضور كثيف من الشركات والمصانع المنتجة المشاركة في المعرض، بينما غاب المواطنون للشراء، بسبب الارتفاع الملحوظ في الأسعار، مقارنة بالأسعار الموجودة في الأسواق العامة والشعبية على رأسها "سوق الفجالة" بوسط القاهرة.
وتلاحظ خلال جولة بالمعرض، وجود هدوء تام أمام محلات شراء مستلزمات المدارس المشاركة، وأرجع عدد من التجار المشاركين ارتفاع أسعار الادوات المدرسية والشنط والزي المدرسي بخلاف الأعوام السابقة، إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج والاستيراد والشحن، وأكدوا أنه رغم ذلك قام بعض المشاركين بالبيع بسعر التكلفة لتحريك السوق.
وأصبح المواطن المصري بين مطرقة غلاء الأسعار، وسندان شراء أدوات دراسية لن يستطيع بدونها الطالب أن يستكمل دراسته، فيما يأمل الباعة أن يزداد الإقبال على المعرض خلال الساعات المقبلة.
ارتفاع الأسعار
وسجلت أسعار الشنط ارتفاعاً كبيراً للعام الثاني على التوالي، لتصل ما بين 200 و250 جنيها والمستورد يبدأ من 300 جنيه، كما أن أسعار الزي المدرسي ارتفعت إلى أكثر من 100% لتصل "المريلة" لتلاميذ المرحلة الابتدائية الحكومية من 100 إلى 225 جنيها، وهناك زي مدرسي "مريلة وبنطلون" بـ300 جنيه.
أما "الكاوتش" الخاص بالأولاد والبنات "متوسط الجودة" ما بين 250 و300 جنيه، بينما يتراوح سعر البنطلون الجينز ما بين 150 إلى 250 جنيها، وأسعار القمصان المدرسية ما بين 85 إلى 130 جنيها.
ووصل سعر دستة كشاكيل 60 ورقة بـ35 جنيها، وسعر دستة كشاكيل 40 ورقة بـ30 جنيها، وسعر دستة الكراسات بـ 25 جنيهاً، وسعر الكشكول السلك 170 ورقة بلغ 30 جنيهاً، أما عن أسعار الأقلام فبلغ سعر القلم الرصاص جنيهين.
وبلغت دستة الأقلام الجافة ما بين 10 إلى 30 جنيها باختلاف نوعية الخامة، وعلبة ألوان خشب "12 قلماً" يتراوح سعرها بين 12 و27.5 جنيهاً حسب النوع، وعلبة ألوان فلوماستر "12 قلماً" يتراوح سعرها بين 15 إلى 30 جنيها، والمقلمة يتراوح سعرها من 5 إلى 30 جنيها، وسعر غلاف التجليد يتراوح سعره من 2.5 إلى 5 جنيهات بحسب الخامة، وسعر تكييت "باكو 80 ستكير" يتراوح بين 5 و10 جنيهات.
الاستيراد السبب
بدوره أوضح بركات صفا نائب رئيس شعبة الأدوات بغرفة القاهرة التجارية، أسباب ارتفاع أسعار مستلزمات المدارس إلى ضعف الاستيراد في ظل أزمة كورونا، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة في صناعة هذه المستلزمات.
وأشار إلى مشاركة العديد من التجار في معارض المدارس السنوية بكافة المحافظات، لتصريف بضائعهم الراكدة الموجودة لديهم، مشدداً على أن ارتفاعات الأسعار أثرت سلباً على الإقبال، نظراً لتقليص المستهلك لاحتياجاته قدر الإمكان.
وبيّن أن ارتفاع أسعار الأدوات المكتبية والكتب الخارجية هذا العام ،جاء نتيجة ارتفاع أسعار الورق عالمياً خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الجمارك، والنقل والتصنيع.
السحب ضعيف
وأبدى عدد من التجار المشاركين في معرض "أهلاً مدارس" حالة من الاستياء بسبب حالة الكساد في حركة البيع، حيث وصف التاجر رمضان عمر عملية البيع في شراء المستلزمات المدرسية بـ"السحب الضعيف" وأن غالبية البضاعة من الحقائب المدرسية مستوردة بأسعار مرتفعة، وتابع قائلاً إن "الزبون بيسمع الأسعار ويمشي من غير ولا كلمة".
وأوضح أن المواطن المصري أصبح يشتري أقل من نصف الكمية التي تعود على شرائها مع بداية المدارس، والسبب الأسعار المرتفعة، وعبر التاجر محمود عبدالرحيم عن قلة زبائن شراء الأدوات المدرسية ،قائلاً :"إحنا برضه متضررين وبيوتنا خربت لكون أن بداية المدارس موسم بالنسبة لنا".
ولفت إلى أن الزي المدرسي "الشعبي" رغم كونه يصنع في ورش مصرية، إلا أن أسعاره مرتفعة للغاية، بسبب ارتفاع أسعار الخامات وأسعار الكهرباء والعمالة، وأن أولياء الأمور "مجبورون" على الشراء بتلك الأسعار المرتفعة حتى يتمكن أبناؤهم من الذهاب للمدرسة.
وأوضح التاجر محمد عبد الحميد أن المواطن المصري يقبل على شراء الضروريات فقط من مستلزمات المدارس، ويؤجل الآخر حسب الاحتياج، وقال إننا كتجار نعاني من حالة الركود بسبب ارتفاع الأسعار، مبيناً أن الأسعار ارتفعت عن العام الماضي بين 40 و60%، والسبب يرجع إلى أن مصر تستورد نحو 80 % من الاحتياجات المدرسية، لا سيما الورق.