- رغم التحديات، الحسابات بين روسيا والصين لن تتوقف بفضل وجود بدائل واستمرار بعض المصارف الصينية، مثل "بنك أوف تشاينا"، في إجراء الحسابات بالروبل واليوان.
- المشكلة تفاقمت على مدى الشهرين الماضيين، مع توقف مؤسسات مالية صينية عن استقبال الدفعات باليوان منذ منتصف يناير، وسط مخاوف من فرض عقوبات ثانوية وضغوط أميركية.
ذكرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية، في عددها الصادر اليوم الخميس، أن التحويلات من روسيا باليوان الصيني لم تعد تصل إلى عدة مصارف صينية بسبب تشديد العقوبات الغربية المفروضة على موسكو على خلفية حربها في أوكرانيا.
وكشفت مصادر بقطاع الأعمال وسوق المدفوعات لـ"إزفيستيا" أن عددا من المصارف الصينية، بما فيها "بينغ أن بنك" و"نينغبو" (يشغلان المرتبتين الـ13 والـ15 على التوالي بين المصارف الصينية من جهة الرسملة)، وأخرى تشارك فيها رؤوس أموال أجنبية، توقفت عن استقبال التحويلات بالعملة الصينية من روسيا.
إلا أن الحسابات بين البلدين لن تتوقف نظراً لوجود بدائل واستمرار العديد من المصارف الصينية، بما فيها "بنك أوف تشاينا"، في إجراء الحسابات بالروبل واليوان على حد سواء.
وأوضح مدير عام شركة "المجموعة الأولى" للاستشارات أليكسي بوروشين، لـ"إزفيستيا"، أن مصارف صينية عدة بدأت تخطر عملاءها بتوقفها عن استقبال التحويلات باليوان الصيني، مشيرا إلى أن المشكلة تفاقمت على مدى آخر شهرين.
وأكد مصدر بالقطاع المصرفي الروسي هو الآخر أن مؤسسات مالية صينية توقفت منذ منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، عن استقبال الدفعات باليوان من روسيا، مشددا على أن المشكلة لا تزال قائمة.
وأوضح المصدر أن القيود الجديدة تعود إلى مخاوف اللاعبين من فرض عقوبات ثانوية عليهم وتعرضها لضغوط أميركية.
ومن اللافت هذه المرة أن الحديث يجري عن الدفعات باليوان تحديدا، إذ ترددت سابقا أنباء عن توقف استقبال التحويلات بالدولار من روسيا والتأخر في الحسابات من قبل مختلف المؤسسات المالية الصينية، ولكن المعاملات بالعملتين الوطنيتين كانت تسير بشكل اعتيادي.
ومنذ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، بدأت روسيا بمواجهة مشكلات مع الحسابات مع الصين وتركيا، وسط تشديد العقوبات الغربية ورقابة السلطات الأميركية على التحويلات. وعزفت مصارف صينية حينها عن استقبال الدفعات بالدولار من روسيا، لأن مثل هذه العملية يمكن رصدها بسهولة في الولايات المتحدة.
وتوقفت تركيا منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي هي الأخرى عن استقبال التحويلات من المصارف الروسية بشكل شبه كامل، ولم تستأنف المؤسسات المالية المحلية استقبالها سوى في فبراير/شباط الماضي، ولكن لطيف محدد من السلع غير الخاضعة للعقوبات.