مستويات قياسية لمؤشرات الأسهم الأميركية... وسهم آبل يقفز 7%

سجل مؤشرا الأسهم الأميركية إس أند بي 500 وناسداك مستويات قياسية جديدة، يوم الثلاثاء، بدعم من سهم شركة آبل، الذي ارتفع أكثر من 7%، ليحلق إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، بينما يتطلع المستثمرون إلى قرار مجلس الاحتياط الفيدرالي الخاص بسعر الفائدة، وتصريحات رئيسه جيروم باول للصحافيين، اعتباراً من الثانية من ظهر الأربعاء في واشنطن العاصمة.

وبنهاية تعاملات اليوم، ارتفع مؤشر الأسهم الأميركية إس أند بي 500، الأكثر تعبيراً عن قطاعات الاقتصاد الأميركي، بنسبة 0.27% ليغلق عند 5375.32، بينما أضاف مؤشر ناسداك المركب 0.88% ليغلق عند 17343.55، في أعلى مستوى إغلاق للمؤشرين. وفي المقابل، خسر مؤشر داو جونز الصناعي المكون من 30 سهما 120.62 نقطة أو 0.31% ليغلق عند 38747.42.

وبدا يوم الثلاثاء أن المستثمرين يقومون بجني الأرباح في شركة إنفيديا، مصممة الرقائق المطلوبة لتطبيقات وبرامج الذكاء الاصطناعي، بعد ارتفاعات قوية لعدة أيام، بينما اندفع هؤلاء لشراء سهم شركة آبل، التي أعلنت دخولها لعبة الذكاء الاصطناعي الناشئة، كاشفة للتو عن مميزات جديدة يمكن أن تثير موجة من ترقيات أشهر منتجاتها "آيفون"، كما قال المحللون. وحققت آبل رقماً قياسياً جديداً لقيمتها السوقية خلال الجلسة، وهو الأول منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث قفز سهمها بنسبة 7.3% تقريباً، بينما خسر سهم إنفيديا 0.7%.

وبدأ مجلس الاحتياط الفيدرالي، الثلاثاء، اجتماع السياسة النقدية الذي يستمر ليومين ويختتم اليوم الأربعاء بقرار سعر الفائدة ومؤتمر صحافي لرئيس البنك. وعلى الرغم من أن بعض المؤشرات تظهر علامات على تباطؤ الاقتصاد، إلا أن المستثمرين يشعرون بالقلق بشكل متزايد من أن هذا لن يكون كافيًا لتحفيز البنك المركزي الأكبر في العالم على خفض أسعار الفائدة في عام 2024.

وحذر ماركو كولانوفيتش، كبير استراتيجيي الأسهم في بنك جيه بي مورغان، من أن فرص خفض أسعار الفائدة انخفضت بعد تقرير الوظائف لشهر مايو/أيار الذي جاء أقوى من المتوقع، وكتب في مذكرة: "نرى احتمالات متضائلة للتيسير هذا العام، ونتوقع الآن أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بأول خفض فقط في نوفمبر/تشرين الثاني".

اقتصاد دولي

التحديثات الحية

ماذا يحدث لو لم يخفض الفيدرالي الأميركي معدلات الفائدة قريباً؟

وتشير العقود الآجلة لأموال البنك الفيدرالي إلى عدم وجود فرصة لخفض أسعار الفائدة في اجتماع هذا الأسبوع أو في الاجتماع التالي في يوليو/تموز، وفقًا لأداة مراقبة البنك الفيدرالي التابعة لبورصة شيكاغو للتجارة، التي تشير أيضاً إلى احتمال بأقل من 50% لخفض الفائدة في سبتمبر/أيلول. ويتوقع المستثمرون بنسبة 66% خفض أسعار الفائدة في نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال بيل ميرز، رئيس أبحاث أسواق رأس المال في إدارة الثروات في "يو إس بنك"، لشبكة سي أن بي سي الاقتصادية: "بشكل عام، بدأت السوق في الاستعداد قليلاً لرسالة متشددة من بنك الاحتياط الفيدرالي، ولا يعني هذا أنهم سيرفعون أسعار الفائدة، ولكن فقط أن الأمر سيستغرق وقتًا أطول لخفضها".

وأضاف أن نقاط التركيز الرئيسية للأسواق في هذا الاجتماع ستكون مخطط بنك الاحتياط الفيدرالي لتوجهاته خلال الفترة المتبقية من العام، وملخص التوقعات الاقتصادية. وقبل قرار بنك الاحتياط الفيدرالي، اليوم الأربعاء، سيتابع المستثمرون عن كثب قراءة مؤشر أسعار المستهلكين لشهر مايو/أيار.

وأنهت أسهم آبل تعاملات الثلاثاء مرتفعة بنسبة 7% إلى مستوى قياسي جديد بلغ 207.15 دولارات للسهم، بعد يوم من إعلان الشركة عن توجهها الذي طال انتظاره نحو الذكاء الاصطناعي، في مؤتمرها السنوي للمطورين يوم الاثنين.

وقدمت آبل مجموعة من ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة خلال الحدث، بما في ذلك إصلاح شامل لمساعدها الصوتي Siri، والتكامل مع ChatGPT من OpenAI، ومجموعة من أدوات المساعدة في الكتابة والرموز التعبيرية الجديدة القابلة للتخصيص. وعرضت الشركة الميزات على أنها ذكاء اصطناعي للشخص العادي، على الرغم من أن المستخدمين سيحتاجون على الأرجح إلى ترقية أجهزة آيفون الخاصة بهم للوصول إلى تلك الأدوات.

وجاء مؤتمر مطوري الشركة كإشارة ترحيب للمستثمرين الذين كانوا يراقبون ليروا كيف ستستفيد شركة آبل من طفرة الذكاء الاصطناعي المستمرة. وقال محللون من بنك مورغان ستانلي إن ميزات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها شركة آبل تضع الشركة بقوة في موقع "الوكيل الرقمي الاستهلاكي الأكثر تميزًا". وبالإضافة إلى ذلك، يعتقد المحللون أن الميزات ستدفع المستهلكين إلى ترقية أجهزة آيفون الخاصة بهم، الأمر الذي من شأنه "تسريع دورات استبدال الجهاز".

وقالوا إن شركة آبل سيظل يتعين عليها تقديم ميزات الذكاء الاصطناعي عندما تكون متاحة لأول مرة في الخريف، لكنهم يعتقدون أن "اللبنات الأساسية موجودة للعودة إلى النمو والأداء المتفوق بشكل أكثر استدامة"، وأضافوا في مذكرة نشروها بعد المؤتمر: "لدينا قناعة أكبر بأن شركة آبل على أعتاب تحديث المنتج لعدة سنوات"، رافعين السعر المستهدف لسهم الشركة إلى 216 دولارًا، والسعر المقدر في الحالة المتفائلة إلى 270 دولارًا.

وكان محللو "بنك أوف أميركا" متفائلين أيضًا بشأن إعلانات آبل، قائلين إن الميزات ستؤدي إلى "دورة ترقية لأجهزة IntelliPhones التي تدعم الذكاء الاصطناعي". وحافظ المحللون على توصيتهم بشراء السهم بسبب الوعد بدورة ترقية متعددة السنوات، وإمكانية زيادة هامش الربح الإجمالي ونمو الخدمات. وقال محللو "إيفركور" إنهم خرجوا من المؤتمر بثقة متزايدة في استراتيجية الذكاء الاصطناعي لشركة آبل، خاصة لأنهم يعتقدون أنها ستدفع المستخدمين إلى ترقية أجهزتهم.