قفز سعر الدجاج الحي في الفترة الأخيرة إلى مستويات قياسية في السوق المغربية، في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج التي أثرت على العرض التي شهد تراجعاً ملحوظاً.
ويتراوح سعر الدجاج في سوق التجزئة في الفترة الأخيرة بين 2.6 و2.8 دولار للكيلوغرام، مرتفعا عن المستوى الذي بلغه في رمضان. وكانت أسعار الدجاج الحي قفزت في السوق المحلية قبل عام إلى 2.2 دولار للكيلوغرام الواحد، حيث فاقت الزيادة 25 في المائة، وهو ما عزاه العالمون في المجال إلى تكلفة الأعلاف المركبة التي تأثرت بتداعيات الحرب في أوكرانيا، حيث شهدت أسعار الذرة والصويا وعباد الشمس والحبوب آنذاك ارتفاعاً ملحوظاً.
وكان من المتوقع أن يفضي ارتفاع أسعار لحوم الأبقار والأغنام في الفترة الأخيرة إلى حوالي ثمانية دولارات، إلى صعود الطلب على الدواجن، غير أن أسعارها المرتفعة ساهمت في تراجع استهلاكها.
وأشار رئيس الجمعية الوطنية لمربي الدجاج محمد عبود إلى أن ارتفاع الأسعار في الأيام الأخيرة يرد إلى مستوى تكاليف الإنتاج التي تصل إلى 1.9 دولار للكيلوغرام. وأضاف لـ"العربي الجديد" أنه بالإضافة إلى سعر الكتكتوت الذي يعتبر حاسماً في تحديد الأسعار، تتدخل التكاليف المرتبطة بالأعلاف التي ارتفعت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة.
واعتبر أن ارتفاع الأسعار يأتي في سياق متسم بتراجع العرض. فبعدما كان إنتاج الكتكوت يتجاوز تسعة ملايين في الأسبوع، انخفض في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ بحوالي 40 في المائة.
وشدد على أن مستوى التكاليف الحالي التي يتحملها المربون الصغار والمتوسطون دفع العديد منهم إلى التوقف عن ممارسة هذا النشاط، خاصة بعد تراكم الديون عليهم.
ولاحظ أن العديد من منتجي الكتكتوت والأعلاف كفوا عن تزويد المربين الصغار بما يحتاجونه بهدف توفير الدجاج، حتى يتم الوفاء بما في ذمتهم من متأخرات لم يتمكنوا من سدادها.
وكان مربون صغار احتجوا بسبب غلاء الأعلاف المركبة رغم تأكيدهم تراجع أثمان المواد الأولية على المستوى العالمي، مشيرين إلى انعدام الجودة في الكتاكيت ما يكلفهم كثيراً من أجل إنتاج الدجاج، وطالبوا وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، بالتدخل لإعادة جدولة ديونهم.
وكانت الحكومة عمدت إلى سن إعفاء من الضريبة على القيمة المضافة التي تطاول الأعلاف المركبة عند الاستيراد، غير أن عبود أكد أن ذلك لم ينعكس على التكاليف التي يتحملها المنتجون في ظل عدم خفض الأسعار من قبل شركات الأعلاف.