مديونية المواطن الأميركي تزيد بمعدلات قياسية

16 فبراير 2023
مديونية الأسر الأميركية ترتفع بمعدلات قياسية (Getty)
+ الخط -

تصاعدت ديون الأميركيين، وارتفعت مديونيات بطاقات الائتمان، بمعدلات قياسية بنهاية العام الماضي، وفقاً للبيانات الصادرة اليوم الخميس عن بنك الاحتياط الفيدرالي بنيويورك.

ووفقاً للتقرير ربع السنوي الذي أصدره البنك الفيدرالي، فقد بلغ إجمالي ديون الأسر مستوى قياسياً، تجاوز 16.9 تريليون دولار خلال الربع الرابع من العام الماضي، بزيادة قدرها 394 مليار دولار، أو ما يمثل 2.4% عن الربع الثالث من ذات السنة.

وبينما كان نصيب الأسد من الديون موجهاً إلى الرهن العقاري، أظهر التقرير أن أرصدة الائتمان مثلت مصدر قلق لباحثي البنك، حيث إنها لم تصل فحسب إلى مستويات قياسية، بل أن حالات التعثر في سدادها أخذت في الارتفاع أيضاً، خلال الربع المنتهي.

وكانت أرصدة بطاقات الائتمان قد زادت بنحو 6.6%، لتصل إلى 986 مليار دولار خلال الربع الرابع، في أكبر زيادة فصلية لها على الإطلاق، وفق بيانات البنك الفيدرالي بنيويورك التي تعود إلى عام 1999، بينما كان الارتفاع مقارنة بالعام السابق بنسبة 15.2%.

ورفع مجلس الاحتياط الفيدرالي معدلات الفائدة الفيدرالية ثماني دفعات متتالية، بإجمالي قيمة 4.5%، خلال الأحد عشر شهراً الماضية، في محاولة لمكافحة التضخم الأعلى في أكثر من أربعين عاماً.

وأثر ارتفاع معدلات الفائدة على قطاع الإسكان الأميركي، حيث تراجع إنشاء المساكن خلال الربع الأخير من العام الماضي إلى مستويات عام 2019، وفقًا لتقرير البنك.

وساعد سوق العمل القوي تاريخياً في الحفاظ على إنفاق المستهلكين؛ إلا أن هذا الإنفاق يتم حالياً في بيئة تشهد تضخماً مرتفعاً تاريخياً، ومعدلات فائدة غير مشهودة منذ عام 2007، الذي شهد إرهاصات الأزمة المالية العالمية.

وقال تيد روسمان، كبير محللي الصناعة في موقع Bankrate المعني بمعدلات الفائدة، في بيان: "إنها مشكلة ثلاثية لمقترضى بطاقات الائتمان، فالأرصدة ترتفع، ومعدلات الفائدة مرتفعة، والمزيد من الناس يضيفون ديوناً لبطاقات الائتمان".

ومع هذا التزايد المطرد في الديون، يواجه الأميركيون المزيد من الصعاب في الوفاء بالتزامات السداد، حيث زادت نسبة التعثر في جميع أنواع الديون تقريبًا، وحققت بطاقات الائتمان وقروض السيارات معدلات التعثر الأعلى.

وفي نهاية عام 2022، كان هناك 18.3 مليون مقترض متأخرين عن سداد مديونية بطاقات الائتمان، وفقًا لباحثي بنك الاحتياط الفيدرالي في نيويورك، مقارنة بـ15.8 مليون بنهاية عام 2019.

وقال باحثو البنك إن المقترضين الأصغر سناً على وجه الخصوص، ممن هم في العشرينات والثلاثينات من العمر، يكافحون من أجل سداد مدفوعات قروض السيارات وبطاقات الائتمان.

وبالرغم من أن إجمالي مستويات التعثر في السداد لا يزال أقل مما كان عليه قبل انتشار الوباء، حين وصل إلى نسبة 2.5% من الديون المستحقة، مقابل نسبة 4.7% في نهاية عام 2019، إلا أن باحثي البنك قطعوا بارتفاع معدلات التأخر في السداد، على الرغم من قوة سوق العمل، وهو ما أثار قلقهم، وفقاً للتقرير الصادر عن البنك.

ويقول ويلبرت فان دير كلاو، مستشار الأبحاث الاقتصادية بالبنك، إنه على الرغم من الانخفاض التاريخي بمعدلات البطالة، الذي حافظ على القدرة المالية للمستهلكين بشكل عام، "إلا أن الأسعار المرتفعة بشكل عنيد، كما ارتفاع معدلات الفائدة، قد يكون بمثابة اختبار لقدرة بعض المقترضين على سداد ديونهم"، وفقاً لمحطة "سي أن أن" الإخبارية.

وتعاني الولايات المتحدة الأميركية من تضخم اقتصادي منذ تخفيف القيود التي فرضت للحد من انتشار كوفيدـ19 في 2021، حيث سجل معدل التضخم 9.1% في يونيو/حزيران الماضي، الأمر الذي دفع البنك الفيدرالي لفرض سياساته المتشددة، ليصل المعدل السنوي في يناير/كانون الثاني الماضي إلى نحو 6%.

المساهمون