أظهرت بيانات البنك المركزي الروسي أن أموال الروس في البنوك الأجنبية وصلت إلى مستوى قياسي في مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي، بلغ 94.3 مليار دولار.
وتضاعف مؤشر المدخرات الخارجية بالدولار أكثر من ثلاثة أضعاف خلال أزمة العام الماضي، فيما جدّد الروس الودائع في الخارج بقيمة 63.7 مليار دولار، في شهري ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني، وذلك بحسب ما نقلت صحيفة "MK" الروسية.
يذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، حدث انهيار في سوق الأوراق المالية المحلية تزامنا مع غزو أوكرانيا، وواجهت البنوك تدفقًا حادًا لأموال المودعين.
وسُجّلت أول زيادة في ودائع الأسر في البنوك غير المقيمة في فبراير/شباط من العام الماضي، حيث ارتفع المؤشر بمقدار 4.3 مليارات دولار بعدما كان 500 مليون دولار في يناير. وفي شهري مارس/آذار ومايو/أيار، تباطأ التدفق، حيث فرض البنك المركزي قيودًا صارمة على التحويلات المالية إلى الخارج.
بدأ الروس في سحب الأموال بنشاط أكبر وإيداعها في البنوك الأجنبية. وفي النصف الثاني من العام الماضي، بلغ التدفق المالي إلى الخارج 48.9 مليار دولار، أي 77% من النتيجة السنوية.
كانت أشهر الذروة في شهري سبتمبر/أيلول (9.3 مليارات دولار) ونوفمبر/تشرين الثاني (9.2 مليارات دولار)، وذلك وفقاً لبيانات البنك المركزي الروسي.
نمت ودائع المواطنين الروس في البنوك الأجنبية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية في العام الماضي، بحسب ما قال أرتيم دييف، خبير اقتصادي روسي لصحيفة "MK" الروسية.
وتابع أنه: "قبل فرض العقوبات، كان الروس يقومون بإيداع الأموال في أوروبا والولايات المتحدة، وكذلك إلى كندا. وبعد ذلك، في مارس وأبريل، بدأ الروس في فتح الودائع على نطاق واسع وخصوصاً في الدول الصديقة، بشكل أساسي في الصين والهند وتركيا، وكذلك في بلدان رابطة الدول المستقلة".
وأشار دييف إلى أنه بعد الإعلان عن التعبئة الجزئية في سبتمبر/أيلول، لم يسارع مئات الآلاف من المواطنين للهروب إلى دول أخرى فحسب، بل قاموا أيضًا بتحويل جميع مدخراتهم إلى الخارج.
وفي النصف الثاني من عام 2022، استثمر الروس بنشاط أموالهم وقاموا بتحويلها إلى بلدان رابطة الدول المستقلة.
وفي الفترة من 1 يوليو/ تموز إلى 10 أكتوبر/تشرين الأول، بلغ حجم أموال المواطنين الروس في بنوك كازاخستان 678.2 مليار تنغي (حوالي 88.1 مليار روبل روسي). وفي غضون ثلاثة أشهر فقط، حوّل الروس 40 مليار روبل إلى كازاخستان، وذلك وفقاً لصحيفة "LS" الكازاخستانية.
ونقلاً عن بيانات من البنك الوطني في قيرغيزستان، حوّل الروس 2.6 مليار دولار في الفترة الممتدة بين يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني 2022.
بسبب تطور الأحداث منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية وحتى الوقت الراهن، لم يستطع الخبير الاقتصادي الروسي، دييف، إجراء توقعات دقيقة لما سيحدث في الفترة المقبلة، معتقدا أنه في العام الجاري سيحدث انخفاض في الديناميكيات المرتبطة بإيداع الأموال في البنوك الأجنبية.