مخاوف من نقص الكهرباء في فرنسا

14 يوليو 2023
محطة طاقة نووية تابعة لشركة الكهرباء الفرنسية (Getty)
+ الخط -

حذرت شركة الكهرباء الفرنسية "أي دي أف" من تداعيات ارتفاع درجة الحرارة في معظم أنحاء أوروبا على معدلات توليد الطاقة النووية التي تعتمد عليها فرنسا والعديد من الدول الأوروبية. وتعد الطاقة النووية الفرنسية مهمة في تعويض النقص في التيار الكهربائي الحاصل بسبب حظر الطاقة الروسية.

وحسب تقرير بنشرة "أويل برايس" الأميركية، أمس الخميس، من المتوقع أن تحد درجات الحرارة المرتفعة من توليد الطاقة النووية في محطتين نوويتين فرنسيتين هذا الأسبوع.
ووفق التقرير، من المتوقع أن تشهد محطتا Bugey وSaint Alban النوويتان الواقعتان على نهر الرون في شرق فرنسا انخفاضاً في إنتاجهما إلى النصف خلال الأيام المقبلة.

ودخلت قيود الإنتاج حيز التنفيذ بدءاً من أمس الخميس، حيث رفعت درجات الحرارة المرتفعة سخونة مياه الأنهار التي تستخدم في تبريد المفاعلات، وأجبرت محطات" إي دي أف" على تقليل الإنتاج النووي بسبب اللوائح البيئية لاستخدام مياه النهر في تبريد المفاعلات النووية.

ويشكل توليد الطاقة النووية في فرنسا نحو 70 في المائة من إجمالي إنتاجها الكهربائي، وعندما تعمل المفاعلات النووية بطاقتها الكاملة، فإنها تُعد مصدراً صافياً لمد الدول الأوروبية بالكهرباء. وتبلغ قدرة محطة توليد الكهرباء في محطتي بيوجي 3.6 جيجاوات، بينما تبلغ سعة إنتاج محطة الطاقة النووية سانت ألبان 2.6 جيجاوات.

وقالت شركة الكهرباء الفرنسية، إنه بالنسبة لبقية هذا الأسبوع سيكون الإنتاج 1.8 جيجاوات على الأقل في محطة بيوجي و1.3 جيجاواط في محطة سانت ألبان. وأضافت أن الإنتاج يمكن أن يتغير حسب احتياجات الشبكة.

في الصدد ذاته، قال المحلل في شركة كيبلر الأميركية، إيمريك دي فيجان، لـ"رويترز" إنه من غير المرجح أن يؤثر خفض توليد الطاقة على أسعار الكهرباء بشكل كبير حيث من المرجح أن تتم التخفيضات خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفي منتصف النهار مع ذروة إنتاج الطاقة الشمسية.

وتشهد أوروبا موجة حارة بسبب الطقس الحار القادم من شمال أفريقيا، حيث من المتوقع أن تظل درجات الحرارة في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وبولندا وألمانيا مرتفعة كثيراً لفترة طويلة.

ولا يؤدي الطقس الحار إلى ارتفاع سخونة مياه الأنهار فحسب، بل يقلل أيضاً من منسوب مياه الأنهار بسبب التبخر، مما يفرض تحديات على توليد الطاقة النووية في فرنسا. وفي الصيف الماضي اضطرت شركة الكهرباء الفرنسية "أي دي أف" إلى خفض توليد الطاقة النووية وسط أزمة الطاقة والغاز.

ومن حظ أوروبا أن أسعار الغاز الطبيعي تراجعت بمعدلات قياسية هذا الصيف، ووصلت إلى أدنى مستوياتها، وسط طلب فاتر من الشركات الصناعية وعودة حقل الغاز النرويجي الضخم ترول للإنتاج بعد فترة الصيانة. كما تحسن كذلك مستوى إمدادات الطاقة بسبب انخفاض الاستهلاك.

وتعتمد فرنسا في الحصول على اليورانيوم على الدول الأفريقية خاصة من مناجم أفريقيا الوسطى، كما تعتمد في معالجة اليورانيوم على روسيا.

ويفسر ذلك اهتمام الجيش الفرنسي بالحرب الدائرة في السودان ورحيل قوات مجموعة فاغنر الروسية، وكذلك بعدم حظر شركة الطاقة النووية الروسية ضمن عقوبات الطاقة التي فُرضت على موسكو.

المساهمون