محافظو البنوك المركزية يجتمعون في أميركا خوفاً من الركود

20 اغسطس 2022
رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (Getty)
+ الخط -

يجتمع محافظو المصارف المركزية، الخميس والجمعة المقبلين، في مدينة جاكسون هول الأميركية، لمناقشة معضلة رفع معدّلات الفائدة في مواجهة التضخّم الجامح عالمياً، ولكن ليس كثيراً لتجنّب دفع الاقتصاد إلى الركود.

وتستضيف جبال غراند تيتون (وايومنغ) هذا الاجتماع كلّ عام، بقيادة مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي (البنك المركزي)، منذ عهد رئيسه السابق بول فولكر قبل أكثر من أربعة عقود.

وسيكون خطاب رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي جيروم باول، الذي يلقيه الجمعة، أكثر اللحظات المنتظرة في هذه "الندوة". ولن تسافر رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، إلى الولايات المتحدة للمشاركة في هذا الحدث، غير أنّ إيزابيل شنابل العضو الألماني في المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، ستتوجّه إلى هناك حيث ستشارك السبت في إحدى اللجان.

التضخم عدو مشترك

بدوره، أكد أندرو بايلي حاكم "بنك إنكلترا" أنه سيكون موجوداً في جاكسون هول، لمراقبة النقاشات من دون المشاركة فيها. ويقول غريغوري فولوخين مدير محفظة شركة ميسشايرت للخدمات المالية، لوكالة فرانس برس، "الأوراق المطروحة على الطاولة على المستوى الاقتصادي هي كالتالي: عدو مشترك هو التضخّم وخطر تباطؤ الاقتصاد أكثر من اللازم. يجب الاختيار بين الاثنين".

يُعقد هذا الاجتماع في الوقت الذي تُشدّد فيه المصارف المركزية في كافّة أنحاء العالم تقريباً، سياساتها المالية لمكافحة التضخّم، وسط خطر عرقلة الانتعاش.

وكان الاحتياطي الفدرالي الأميركي قد رفع أسعار الفائدة أربع مرّات منذ مارس/آذار الماضي. وبدأ بربع نقطة مئوية، قبل تسريع الوتيرة.

كما بدأ التضخّم تباطؤاً مرحَّباً به في يوليو/تموز إلى 8.5% على مستوى سنوي، بعد تجاوزه في يونيو/حزيران رقماً قياسياً في زيادة الأسعار خلال أكثر من أربعين عاماً، وصولاً إلى أكثر من 9.1%.

وتتجه الأنظار الآن إلى الاجتماع النقدي المقبل في 20 و21 سبتمير/أيلول، حيث يُطرح رفع حاد آخر لمعدّلات الفائدة بنصف أو حتى ثلاثة أرباع نقطة مئوية.

تقول كارولا بيندر التي تدرّس الاقتصاد في جامعة هافرفورد (بنسلفانيا) "من غير المرجّح أن يحمل مؤتمر جاكسون هول، أخباراً حقيقية بشأن خطط الاحتياطي الفدرالي حول رفع معدّل الفائدة في المستقبل".

وتتراوح المعدّلات بين 2.25% و2.50%، أي أنها قريبة ممّا يسمى المستوى "المحايد" الذي لا يحفّز ولا يبطّئ الاقتصاد، والذي يجري تقييمه بين 2% و3%.

الخوف من الركود

ويشير جوناثان ميلار خبير الاقتصاد لدى "باركليز" إلى أن جيروم باول "سيسعى (في خطابه) إلى إلقاء الضوء على التحوّل المحتمل الذي ستشهده السياسة النقدية في المستقبل.. من الأمور التي يريدون إيصالها، أنهم يواصلون التركيز بشدّة على مشاكل استقرار الأسعار".

ويتوقّع مازن عيسى المتخصّص في سوق الصرف لدى مؤسسة "تي دي سيكوريتيز" أن "يكون جاكسون هول مهمّاً جدّاً للإضاءة" على نظرية الحفاظ على معدّلات مرتفعة، على الرغم من التباطؤ الاقتصادي.

وتقلّص إجمالي الناتج الداخلي الأميركي بالفعل في الفصلين الأولَين من العام، الأمر الذي يتوافق مع التعريف الكلاسيكي للركود.

لكن خبراء اقتصاد يعتبرون أن الحال ليس كذلك اليوم في الولايات المتحدة، ويرجع ذلك خصوصاً إلى صلابة سوق العمل التي عادت في يوليو/ تموز إلى مستوى ما قبل الوباء، حيث بلغ معدّل البطالة 3.5%، كما أعيد خلق جميع الوظائف التي شهدت ضرراً بالغاً.

قبل عام، أشار جيروم باول خلال هذا "المنتدى" إلى "عوامل مؤقتة"، وحذّر من مخاطر التشديد المبكر للسياسات المالية. ولكن منذ ذلك الحين، اتّضح أن التضخّم أقوى ممّا كان متوقّعاً، متجاوزاً توقّعات محافظي البنوك المركزية.

التضخم في بريطانيا يتجاوز 10%

في منطقة اليورو، وصل ارتفاع الأسعار إلى مستوى قياسي جديد وهو 8.9%، بينما تشهد بريطانيا أيضاً تضخّماً وصل إلى 10.1%.

لذلك، تشير كارولا بيندر في حديث لوكالة فرانس برس إلى أنّه "يجب أن يكون هناك الكثير من النقاش حول ما إذا كان هناك ضرر كبير على المصداقية"، في ظل الخطأ في تقدير مسار التضخّم، وحول "ما يمكن القيام به من أجل إصلاحه".

(فرانس برس)

المساهمون