أصدر مفاوضو منظمة التجارة العالمية مسودات اتفاقات جديدة اليوم الجمعة، بعد محادثات استمرت طوال الليل في أبوظبي، والتي أظهرت أنّ عدداً من القضايا الرئيسية لا تزال دون حل، فيما تم تأجيل الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق للمرة الثالثة.
ويسعى المؤتمر، الذي يعقد كل عامين، لمراجعة قواعد التجارة العالمية بشأن مجموعة من الموضوعات، بما في ذلك وضع قيود لإعانات صيد الأسماك، وتمديد تعليق الرسوم الجمركية على التجارة الرقمية، وهي خطوة تحظى بدعم كاسح من الحكومات والشركات ولكن تعارضها الهند وجنوب أفريقيا.
ولم يتم حتى الآن التوصل إلى أي اتفاقات جديدة، حتى إنه جرى تجميد الإقرار الرسمي لمفاوضات مكتملة بشأن تحسين الاستثمار في منظمة يجب أن يوافق جميع أعضائها، البالغ عددهم 164، على القرارات بالإجماع. ومع ذلك، يُنظر إلى جميع القضايا على أنها مترابطة وقد يؤدي تحقيق انفراجة في ملف إلى وقف معارضة الدول لملفات أخرى، كما حدث في مؤتمر جنيف عام 2022.
ولخص أحد مندوبي المنظمة الوضع الحالي للمفاوضات بأنه "ليس رائعاً". ولفتت وثيقة وزعتها المنظمة إلى أنّ "الوقت ينفد" وأعلنت أن المراسم الختامية ستقام في الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (13:00 بتوقيت غرينتش). وأضافت أن "الجميع يأملون أن يتيح هذا التأجيل التوصل إلى اتفاق".
ووصف المتحدث إسماعيلا دينج المناقشات بأنها "مكثفة وصعبة".
ويُنظر إلى النجاح في التوصل لاتفاق على أنه أمر مهم للإمارات التي استضافت مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب 28" العام الماضي وترغب في تحقيق مكاسب.
وأعلن وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد عن منحة قيمتها عشرة ملايين دولار لدعم مبادرات منظمة التجارة قبل الاجتماع.
وشوهد المندوبون وهم يهرعون بأكواب القهوة إلى غرف الاجتماعات التي لا يتسنى لوسائل الإعلام الوصول إليها، بينما كان آخرون يعكفون على قراءة مستندات أو يكتبون سريعاً على هواتفهم المحمولة.
وأظهرت مسودة اتفاق في قطاع الزراعة أنّ التغيير الرئيسي الذي سعت إليه الهند بشأن مستويات الدعم الحكومي المسموح بها للمزارعين لم يتم الاتفاق عليها بعد، مع وجود حلين بديلين جنباً إلى جنب.
وأظهر نص خاص بمصايد الأسماك أنه لم يتم البت في مسائل العمل القسري وفترات التنفيذ التدريجي في البلدان النامية التي تعتبر أساسية للعديد من البلدان الأفريقية.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المخاوف التي عبرت عنها جزر المحيط الهادئ التي تسعى للتوصل لاتفاق أكثر طموحا قد تمت معالجتها.
وانقسم مندوبو الدول حول تقييمهم للموقف الذي وصلت إليه الأمور. وقال مندوب شارك في محادثات مصايد الأسماك إنه يمكن التغلب على القضايا المتبقية، فيما اعتبرها آخر "هائلة".
(رويترز)