غيّرت جائحة كورونا الطريقة التي تعمل بها الشركات، وسلطت الأضواء على تغييرات في الاتجاهات الاستثمارية خلال الفترة المقبلة في بريطانيا، حيث صعدت قطاعات إلى السطح، وتراجعت أخرى.
مثلاً، زاد الاهتمام بكل ما يتعلق بصحة الإنسان والتغييرات البيئية. ويشكل تغير المناخ تهديداً محتملاً إذا فشل المجتمع والشركات والحكومات في جهودهم للحفاظ على متوسط درجات الحرارة العالمية أقل من درجتين مئويتين.
الطاقة المتجددة
تداركت الحكومة البريطانية التهديد، وأعلنت في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، عن "ثورة صناعية خضراء" من شأنها أن تخلق آلاف الوظائف منخفضة الكربون، وتقلل من الانبعاثات، لتصبح المملكة رائدة في تقنيات الرياح البحرية والتصنيع لتعزيز الطاقة المتجددة.
لذلك يعتقد بعض المستثمرين أنّ الطاقة المتجدّدة هي قطاع جاهز لنمو الاستثمارات خلال السنوات القادمة. ووجد تقرير صادر عن"مجموعة أكتوبوس" (Octopus Group )، وهي شركة للاستثمارات البديلة في المملكة المتحدة، أخيرًا أن نصف المستثمرين المؤسسيين (بما في ذلك صناديق الاستثمار المدرجة وخطط المعاشات التقاعدية)، يتوقعون أن تحقق الطاقة المتجددة عائدًا سنويًا صافيًا يراوح بين 5 و10 في المئة على مدى الأشهر الـ12 المقبلة.
ويمكن للمستثمرين الاستثمار في أسهم الطاقة المتجددة، أو في صندوق أو ائتمان متخصص. بيد أنّ عدم إدراج العديد من الشركات الفردية في البورصات العامة قد يصعّب عملية شراء وبيع الأسهم على الأفراد. ومن بين الشركات المدرجة التي تركز على البيئة، شركة السيارات الكهربائية الأميركية تيسلا وشركة تصنيع توربينات الرياح الدنماركية "فيستاس ويند سيستمز".
الذهب والمعادن
وبحسب ما أوردت صحيفة "آي" اليوم، يُنظر إلى الذهب عادة على أنّه ملاذ آمن، لكن سعره يعتمد كليًا على العرض والطلب، وبالتالي يمكن أن يكون متقلبًا. ومن المستحيل معرفة كيفية أداء هذه السلعة لهذا العام، حيث من المرجح أن تظل الاقتصادات العالمية ضعيفة في الأشهر القليلة الأولى من العام، مع حاجة لقاح كوفيد 19 إلى المزيد من الوقت ليتم طرحه بالكامل، ومن المرجح أن يبقى الطلب على الذهب مرتفعاً. ولكن مع تحسن الاقتصاد، قد يلجأ المستثمرون إلى الأصول الأخرى.
ويُفضّل أن يشتري أولئك الذين يتطلعون إلى الاستثمار في الذهب، السبائك والعملات المعدنية، أو شراء أسهم في صندوق تداول في البورصة (ETF)، يتتبع سعر الذهب. وعادة، يُنصح المستثمرون بالاحتفاظ بالذهب والأصول البديلة الأخرى عند حوالي 5 في المئة من محفظتهم بسبب تقلّب الأسعار.
العملات المشفرة
أما بالنسبة للاستثمار في العملات المشفرة، فقد شهد العام الماضي عودة عملة البيتكوين، ملكة العملات الرقمية. وارتفع سعر عملة البيتكوين الواحدة من 6995 دولارًا أميركيًا إلى أكثر من 41 ألف دولار أخيراً، نظرًا لاستثمار عدد من المؤسسات الكبيرة في هذه العملة.
يقول المحللون في هذا الشأن إنّ الأشخاص الذين استثمروا سابقًا في الذهب يرون البيتكوين بديلا حديثا يجذب المستثمرين الشباب.
ومع ذلك، فإن الاستثمار في البيتكوين هو استثمار يقوم على المضاربة ولا ينصح به المستشارون الماليون. لذلك يجب على المستثمرين فقط الاستثمار في ما يمكنهم تحمل خسارته. وبما أنه لا يتم دعم البيتكوين بالذهب أو أي سلعة مادية أخرى، فلا قيمة جوهرية لها.
العقارات
ويبقى الاستثمار في العقارات قوياً في المملكة المتحدة، فعلى الرغم من جائحة كورونا التي ضربت الاقتصاد العالمي، ساعد الإلغاء المؤقت للرسوم الضريبية على قيمة المنازل التي تقل عن 500 ألف جنيه إسترليني، على نمو أسعار المنازل في المملكة المتحدة بنسبة 7.5 في المئة في عام 2020، وفقًا لجمعية البناء على الصعيد الوطني.
ومن المتوقع أن يبقى هذا القطاع مزدهرا حتى انتهاء الإعفاء من الرسوم الضريبية في 31 مارس/آذار. لكن من غير الواضح ما إذا كان النمو يمكن أن يستمر طوال الفترة المتبقية من العام. ومن المرجح أن يهدأ السوق فور انتهاء فترة الإعفاء من الرسوم الضريبية.
أسواق الأسهم
وهناك موجة تفاؤل بشأن نمو آفاق جديدة هذا العام، لجهة سوق الأسهم في المملكة المتحدة، مع التوصل إلى اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وإطلاق لقاح كوفيد 19.
ومن المعلوم أنّ أسواق الأسهم في المملكة المتحدة مرّت بعام صعب في عام 2020، حيث أنهى مؤشر فوتسي 100 العام منخفضًا بنسبة 14 في المائة، وهو أسوأ عام له منذ عام 2008. لكن ثقة المستثمرين عادت وبدأ هذا المؤشر العام بالارتفاع بنسبة 2 لكل سنت في أول يوم تداول من عام 2021.
إلى ذلك، يقول محللون إن أداء بعض القطاعات والشركات ضعيف في الوقت الحالي، لا سيما في قطاعات الطاقة والبنوك والتبغ.
لكن يمكن للمستثمرين إما الاستثمار في الشركات الفردية في البورصة، أو وضع الأموال في صندوق أو ائتمان استثماري يتتبع مجموعة واسعة من الشركات. يوفر الخيار الأخير تنوعًا أوسع، وهو ما يقلل من فرص خسارة الأموال.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
