مارلين إنغلهورن... مليارديرة ترفض ثروة "صدفة الولادة"

08 فبراير 2024
مارلين إنغلهورن (فابريس كوفريني/فرانس برس)
+ الخط -

 

أعلنت المليارديرة النمساوية مارلين إنغلهورن Marlene Engelhorn عن إعادة توزيع 90 في المائة من ثروتها، بعدما قضت هذه الثلاثينية عدة سنوات تدعو فيها إلى العدالة الجبائية وإعادة توزيع الثروة عبر العالم.

كانت من بين الموقّعين على الدعوة التي أطلقت بمناسبة انعقاد قمة "دافوس" في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، وهي الدعوة التي حض عبرها أثرياء أصحاب القرار السياسي على فرض ضرائب أكثر على الأثرياء.
لقد كانت من بين 260 مليارديرا وقّعوا على الدعوة التي حملت عنوان "فخورون بأداء ضرائب أكثر". لقد أطلقوا تلك الدعوة قبل ثلاثة أعوام. 

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، توجهوا، مرة أخرى، إلى كبار العالم في دافوس بالسؤال الثالث: "نحن متفاجئون من عدم جوابكم على سؤال بسيط نطرحه منذ ثلاثة أعوام: متى ستقومون بفرض ضرائب أكبر على الثروات الكبيرة".
ويؤكدون أنه "إذا لم يتخذ الممثلون المنتخبون للاقتصاديات الكبرى في العالم تدابير ضد الارتفاع المهول للفوارق الاقتصادية، فإن التداعيات الكارثية ستستمر بالنسبة للمجتمع".

تتماشى هذه الدعوة مع ما تدعو إليه منظمة "أوكسفام"، التي ذهبت في تقاريرها الأخيرة بمناسبة انعقاد منتدى "دافوس" إلى أن المليارديرات أضحوا أكثر ثراء بمقدار 3.3 مليارات دولار مقارنة بما كانوا عليه في 2020.
وتوصي تلك المنظمة بفرص ضريبة على ثروات أصحاب الملايين والمليارات، حيث إن ذلك سيمكن من جنى إيرادات بحوالي 1.8 تريليون دولار في العام. في الوقت نفسه، تطالب بتحديد حد أقصي لأجور رؤساء الشركات ومعالجة مشكلة الاحتكار.

ذلك توجه تدافع عنه بقوة المليونيرة مارلين إنغلهورن، الشابة الطالبة في شعبة الآداب، التي ساهمت في تأسيس حركة "Tax me now". فقد أجرت في 2022 مقابلة مع اليومية النمساوية Der Standard، فكان المقال الذي حمل عنوان "اجعلوني أدفع الضرائب".
لم تكتف بتلك الدعوة، بل قررت إنغلهورن توزيع 25 مليون يورو على مواطنين من بلدها النمسا. فقد أعلنت عن تحويل ذلك المبلغ لمواطنيها في النمسا، بعد إرث آل إليها إثر وفاة جدتها المليارديرة ترودل إنغلهورن، التي قدّرت فوربس ثروتها، عندما توفيت في عام 2022 بحوالي 4.2 مليارات دولار.
وقالت: "إذا كان السياسيون لا يقومون بعملهم، فعليّ، إذاً، أن أقوم بإعادة توزيع ثروتي بنفسي"، فقد أوضحت: "لم أكن سعيدة أن أصبح، بين عشية وضحاها، مليونيرة. لقد حدث ذلك بالصدفة، وفي مجتمع ديمقراطي، يجب تسوية هذه الصدفة".
لا تستسيغ حفيدة فريدريش إنغلهورن، مؤسس BASF عملاق الصناعة البتروكيماوية والدوائية في عام 1865 أن ترث ثروة دون أن تكون قد عملت من أجلها أو سددت فلسا واحدا للخزانة العامة منها. فتلك الشابة البالغة من العمر 31 عاما تؤكد أنها أضحت مليونيرة بفعل صدفة الولادة. وتقول "لقد ورثت ثروة وسلطة من دون أن أكون قد فعلت شيئا كي أستحقهما".
وكانت النمسا ألغت في عام 2008 القانون الذي يفرض ضرائب على الإرث. وهو ما تعتبره نوعا من انعدام الإنصاف الاجتماعي. هي التي كانت أسست في عام 2021 حركة "افرضوا عليّ الضرائب الآن".

لا تستسيغ حفيدة فريدريش إنغلهورن، مؤسس BASF عملاق الصناعة البتروكيماوية والدوائية في عام 1865 أن ترث ثروة دون أن تكون قد عملت من أجلها


ترفض الدولة سدادها لضرائب على الإرث. فالقانون لا ينظم تلك العملية، وفي انتظار تغيير القواعد، بادرت تلك المليونيرة إلى اتخاذ قرارها، حيث ستجتمع مع خمسين من المواطنين كي يتفقوا حول كيفية توظيف تلك الأموال.
وكشفت أن تلك الأموال التي تخلت عنها ستوظف من أجل تمويل مبادرة مواطنة.

هكذا ينتظر اللجوء إلى تنظيم قرعة لاختيار مواطنين واتخاذ قرار في يونيو المقبل حول طريقة استعمال تلك الأموال.
تريد هذه المليونيرة التقاطع مع الفكرة التي تفضي إلى الاعتقاد بأن الأثرياء أضحوا كذلك بفضل ذكائهم أو مواهبهم، فهي ترى أنه، مع بعض الاستثناءات، عندما يكون الشخص ثريا، فلأنه وُلد كذلك.
ودأبت على الإشارة إلى أن بعض الأثرياء يؤكدون أنهم يتوفرون على مؤسسات خيرية، غير أنها تعتقد أنه لا يجب انتظار منح هبات من قبل شخص ثري، فهذا لا يمكن أن يعوّض النفقات العمومية أو إعادة التوزيع للثروات التي تعتبر أساسية في المجتمع الديمقراطي.

المساهمون