مؤتمر بالقاهرة لدعم غزة... مساعدات مرهونة بوقف العدوان

02 ديسمبر 2024
مؤتمر القاهرة لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة،2 ديسمبر 2024(Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انطلق في القاهرة مؤتمر دولي لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة، برعاية الرئيس المصري وبمشاركة 103 وفود دولية، بهدف تأمين التزامات لتقديم المساعدات وتعزيز الدعم الدولي.
- أكد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة التحرك العاجل لوقف الكارثة الإنسانية، ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني إلى خطط للتعافي المبكر وإعادة الإعمار، مع التركيز على توحيد المؤسسات الفلسطينية.
- أشار الباحث الاقتصادي إلى أن إعادة إعمار غزة تتطلب وقف العدوان الإسرائيلي، ودعا للضغط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ.

انطلق بالعاصمة المصرية القاهرة، اليوم الاثنين، مؤتمر دولي لتعزيز الاستجابة الإنسانية بقطاع غزة الذي يعاني من مجاعة حادة مع استمرار الإبادة التي ترتكبها إسرائيل منذ 423 يوماً.وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس اليوم أن "الوضع في غزة مروع وكارثي"، وذلك خلال مؤتمر يعقد في القاهرة لتسريع إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المدمر جراء العدوان المتواصل.

وقال غوتيريس في خطاب تلته مساعدته أمينة محمد إن "كارثة غزة ليست سوى انهيار كامل لبشريتنا جمعاء. يجب أن يتوقف الكابوس. لا يمكن أن نواصل غض الطرف. حان الوقت للتحرك". ومن جانبه، دعا المفوض العام لـ"أونروا" فيليب لازاريني لإنهاء أي حظر لعمل الوكالة في فلسطين في خطوة لزيادة مساحة المساعدات والإغاثات.

وأفادت وزارة الخارجية المصرية في بيان اليوم، بأن المؤتمر الذي يأتي تحت عنوان "مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة"، يقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة 103 وفود لدول ومنظمات وهيئات دولية ومؤسسات مالية. ويهدف المؤتمر إلى "تأمين التزامات واضحة بتقديم المساعدات لغزة، وتعزيز الدعم الدولي لضمان استدامة الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة، وحشد الجهود لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، والتخطيط للتعافي المبكر داخل القطاع". ومن أبرز المشاركين في المؤتمر، وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ونظيره الأردني أيمن الصفدي، حسب بيانين منفصلين لخارجية البلدين. 

خطط للتعافي المبكر في غزة

وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، خلال المؤتمر، العمل على خطط للتعافي المبكر وإعادة الإعمار بقطاع غزة. وقال: "نعد خططا للتعافي المبكر وإعادة الإعمار بغزة وبناء اقتصادها"، والعمل على وضع خطة لإعادة توحيد المؤسسات الوطنية الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية. وبشأن الواقع الفلسطيني، أكد رئيس الوزراء أنه يجب تنفيذ القرارات الأممية لوقف العدوان وإدخال المساعدات إلى غزة. 

وأضاف: "نتطلع لتعهدات تعالج المطالبات الإنسانية الإغاثية العاجلة دعما لصمود الشعب الفلسطيني ومستقبله". وتابع: "على المجتمع الدولي التحرك العاجل لوقف مساعي تقويض الأونروا، يجب رفض كل القوانين الإسرائيلية التي تستهدفها". وقال: "لا يزال قطاع غزة يتعرض لحرب إبادة جماعية مستمرة، وحتى الآن تتواصل عمليات التدمير الشامل والممنهج لأكثر من 80% من البنية التحتية، وخاصة المستشفيات والمدارس وخطوط المياه والصرف الصحي، مع انتشار الأوبئة والأمراض، وانقطاع الكهرباء والمياه والوقود".

وأضاف: "تواجه غزة اليوم أزمة إنسانية غير مسبوقة، فهي منطقة منكوبة تعاني من المجاعة والدمار، تستخدم فيها إسرائيل الجوع سلاح حرب، حيث نشهد تجويعا متعمدا وممنهجا وواسع النطاق، ليس بسبب شح المساعدات، بل نتيجة منع دخولها وإعاقة عمل المنظمات والطواقم الإنسانية". وعبر عن رفض بلاده استمرار احتلال قطاع غزة، واستمرار إغلاق معابره، أو تقليص جغرافية، أو ديمغرافية القطاع، أو أي من أرض وإقليم دولة فلسطين. 

وشدد رئيس الوزراء على أن "دور الأونروا غير قابل للاستبدال أو التقويض، وأن لها دورا محوريا في مرحلة ما بعد الحرب، كما كان لها دور خلال 75 عاما في حماية وإغاثة لاجئي فلسطين بناء على قرار الأمم المتحدة". وأردف قائلا: "لذلك يجب رفض كل القوانين الإسرائيلية التي تستهدف الأونروا". 

الإعمار رهين وقف العدوان

من جانبه، اعتبر الباحث الاقتصادي إلهامي الميرغني، دعوة مؤتمر "القاهرة الوزاري لتعزير الاستجابة الإنسانية في غزة" بمثابة مبادرة سياسية لحشد الدعم الدولي من قبل وفود 103 دول ومنظمات دولية، شاركت في المؤتمر، دون أن تقدم تلك الجهات أية حلول واقعية تضمن دخول تلك المساعدات أو تضع رؤية شاملة لإنقاذ غزة من براثن الاحتلال الإسرائيلي الذي أعلن بكل تبجح أنه جاء ليبقى في غزة لفترة زمنية طويلة، بعد تحطيم كافة منشآتها المدنية وأكثر من 80% من المباني السكنية. 

أشار الميرغني إلى صعوبة الحديث عن إعادة إعمار قطاع غزة قبل وقف الحرب مؤكدا الاستثمار في التعمير يظل رهينا لوقف العدوان الإسرائيلي على الأراضي التي احتلتها، ودمرتها. وقال الميرغني لـ "العربي الجديد" إن على مصر إذا كان حريصة على دخول المساعدات لغزة وإعادة تعميرها أن تضغط على الكيان الصهيوني لدفعه للانسحاب من معبر رفح والمناطق المحيطة به في ممر صلاح الدين، بما يمكنها من استعادة إدخال المساعدات المدفوعة من الشعب المصري والدول العربية والمتبرعين الدوليين، التي تتراكم على الحدود بين رفح المصرية وغزة، منذ عدة أشهر. 

أوضح الميرغني أن جنود الاحتلال لا يسمحون إلا بمرور 30 شاحنة كل عدة أيام، بينما تصل الاحتياجات اليومية للفلسطينيين داخل القطاع إلى نحو 500 شاحنة، منها 30 شاحنة فقط للوقود، وفي أحلك الظروف يجب ألا تقل المساعدات عن 200 شاحنة يوميا، لمنع تفشي المجاعة بين المحاصرين داخل غزة منذ أكتوبر 2023.

يبين الخبير الاقتصادي أن حرص الدول المجتمعة في المؤتمر على إعمار غزة، لن يتحول إلى واقع طالما ظل الكيان الإسرائيلي مستمرا في العدوان، والتفاوض على وقف إطلاق النار بدون وضع نهاية دائمة للحرب، مع إصراره على إتمام صفقة سياسية، للحصول على الأسرى لدى "حماس" دون تقديم تعهدات بوقف نهائي للحرب، بما يهدد مستقبل أية مشروعات طموحة لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال في غزة والأراضي المحتلة في عدوانه.

المساهمون