"لوفتهانزا" الألمانية تعتزم شراء حصة 40% بـ300 مليون يورو في "إيتا" الإيطالية

19 يناير 2023
تتباين آراء الخبراء حول الفوائد التي يمكن أن تجنيها "لوفتهانزا" من هذا الاستحواذ (Getty)
+ الخط -

قدّمت شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا عرضاً للحكومة الإيطالية كي تستحوذ على حصة في شركة الطيران العامة إيتا، لكن رغم عدم الإعلان عن أرقام رسمية، تشير تقارير إلى أنّ "لوفتهانزا" تريد شراء 40% من الأسهم مقابل 300 مليون يورو تقريباً.

وفي هذا الإطار، أورد موقع صحيفة "هاندلسبلات"، مساء أمس الأربعاء، أنّ وزارة الاقتصاد والمال الإيطالية تريد درس العرض الألماني الجدي الوحيد المهتم بالصفقة، ليصار بعد ذلك إلى خوض مفاوضات حصرية حول هيكل المشاركة والتكامل التجاري والتشغيلي لـ"إيتا"، وأيضاً بخصوص عقد الشراء النهائي مع الحكومة، ولا سيما أنّ الأخيرة تريد بيع الأسهم حصرياً لـشركات الطيران.

ورغم أنه لم يتم تقديم معلومات دقيقة عن مستوى المشاركة، تفيد تقارير اقتصادية بأنّ "لوفتهانزا" تريد المساهمة بحصة 40% حالياً، على أن يتم الاتفاق لاحقاً على الاستحواذ الكامل، لا سيما أنّ "لوفتهانزا" ترى في إيطاليا سوقاً مهماً، علماً أنها أهم سوق دولي بعد الولايات المتحدة بالنسبة لـ"إيتا" و"يورو وينغز" و"الخطوط الجوية النمساوية" وأيضاً البلجيكية والسويسرية.

وعن هذا الاستحواذ على الشركة الألمانية، حذرت المحللة في "كوبلر شوفروه"، الخبيرة في مجال الطيران روكسندرا هارادو دوزر، وفقاً لموقع القناة الثانية في التلفزيون الألماني "زد دي إف"، من أن تكون "إيتا" خيبة أمل دائمة لشركة "لوفتهانزا" في السنوات الأولى، مبرزة أنّ السوق في إيطاليا "صعب جداً، ذلك أنّ إيتا، وخلال أزمة كورونا، خسرت المزيد من حصتها في سوق الأعمال التجارية الأوروبية لصالح شركات الطيران المنخفضة الكلفة مثل (راين إير) و(إيزي جيت)".

وبحسب دوزر، فإنّ "إيتا" تشغل في مركزها الخاص بالعاصمة روما ما يقل عن 30% من الرحلات الجوية، في حين أنه ولكي تكون الشركة مربحة يجب أن تتحكم بنسبة 50% على الأقل في مركزها الرئيسي، بينما لا تحتاج "لوفتهانزا" إلى مركز آخر.

ومن المخاطر الأُخرى أيضاً، أنه في مجال الأعمال الطويلة المدى، تتمتع "إيتا" بحصة سوقية تبلغ 1% فقط من المسارات عبر الأطلسي، و2% إلى أميركا الجنوبية، في حين أنّ هدف "لوفتهانزا" المتمثل في توسيع خطوط المسافات الطويلة من إيطاليا إلى أفريقيا وأميركا الجنوبية "لن يكون سهلاً"، وفق قولها. 

بدوره، اعتبر خبيرالطيران في جامعة بيكوكا الإيطالية أندريا غيورتشين أنّ "لوفتهانزا" ستخسر الأموال على المدى القصير، لكن على المدى الطويل يمكن أن تزيد الأرباح إذا تم توسيع مركز روما الرئيسي.

وفي المقابل، يؤكد المحلل في شتيفل للأبحاث يوهانس براون أنّ الرحلات الجوية الطويلة في إيطاليا للركاب من فئة رجال الأعمال، تُعد سوقاً مربحاً للغاية، حتى أنّ رحلات "إيتا" في مدن مثل فرانكفورت وميونخ ستكون بالتأكيد مربحة لشركة لوفتهانزا.

وخلفت "إيتا" شركة "أليطاليا" في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، إلا أنها اضطرت في النهاية للاستسلام رغم المساعدات الحكومية الكبيرة إبان أزمة كورونا إثر تكبدها خسائر بقيمة 170 مليون يورو، علماً أنّ لديها نحو ألفي موظف و66 طائرة، وحصة سوقية تناهز 20% في إيطاليا.

ويتوقع الخبير أليكس إيرفينغ، من شركة برنشتاين للأبحاث، أنه بعد استحواذ "لوفتهانزا" على حصة في "إيتا"، ستعود الشركة الإيطالية بحلول عام 2025 إلى حجم أسطولها القديم، ولتصل القوة العاملة لديها إلى 5700 شخص.

المساهمون