مشاركة واسعة متوقعة في لبنان يوم الأربعاء، بالتحركات الاحتجاجية التي دعا إليها "الاتحاد العمالي العام" شجباً لنية المسؤولين رفع الدعم تدريجاً عن سلع حيوية، ولا سيما المحروقات، وبعدما بلغت الأوضاع المعيشية مرحلة من التدهور لم يعد المواطنون يحتملونها.
والجديد على صعيد هذه المشاركة إعلان جبهة "التحرر العمالي" في بيان الثلاثاء، تأييدها "للتحركات التحذيرية المقررة في المناطق يوم الأربعاء". الجبهة قالت إن "الأزمة الاقتصادية باتت في أبشع تجلياتها، وما سيؤدي إلى استعجال الانفجار إقدام السلطة السياسية على تنفيذ تهديداتها برفع الدعم عن المواد الأساسية الاستهلاكية من طحين ودواء ومحروقات"، ورأت في هذه الخطوة "خطورة بالغة تؤدي إلى الفوضى والهلع".
وأكدت الجبهة أنها تقف "إلى جانب الفئات الشعبية وتحركها المشروع للمطالبة بإجراءات سريعة، أولها تأليف حكومة تستجيب لتطلعات الشعب وتعيد الثقة بلبنان وقادرة على مواجهة التحديات، وتعمل على إنتاج الحلول وإجراء الإصلاحات الضرورية".
من جهته، أعلن رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في صيدا والجنوب، عبداللطيف الترياقي، "تأييد الاتحاد لتوصية الاتحاد العمالي العام بتنفيذ يوم الغضب التحذيري وتحركات في جميع المناطق اللبنانية غدا الأربعاء، رفضا لأي قرار برفع الدعم عن المواد الأساسية".
وقال في تصريح: "بالنسبة لنا كاتحاد الجنوب نؤيد التحرك رغم أننا نرى أن الشارع له ما له وعليه ما عليه، ونؤيد أي تحرك يطرح المشكلة الأساسية والمشاكل التي يتعرض لها عمالنا والطبقة العاملة في لبنان. وكنا نتمنى لو أن الدعوة التي وجهها الاتحاد العمالي العام ليوم الغضب والتحرك غدا الأربعاء تدعم بورقة مطلبية موحدة. من هنا اتحاد الجنوب يؤيد التحرك ونقابة السائقين في صيدا والجنوب التي هي جزء من الاتحاد ستشارك في التحرك".
كما دعت جمعية "الوسط الإسلامي اللبناني" في بيان، إلى "المشاركة الكثيفة من أجل لقمة العيش وتردي الأوضاع الاقتصادية، ضد رفع الدعم عن الدواء والمحروقات والسلع الغذائية الأساسية، وتأييدا والتزاما بالتحركات التي قررها المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي العام"، معلنا "المشاركة الفاعلة في التحرك تأييدا لما صدر عن اتحاد المصالح المستقلة والاتحاد العمالي".
كذلك، دعا رئيس مكتب العمال والنقابات القطري لـ"حزب البعث العربي الاشتراكي" في لبنان، فادي العلي، إلى "أوسع مشاركة في التحركات الاحتجاجية للاتحاد العمالي العام غدا"، مؤكدا "وقوف الحزب إلى جانب الفئات الشعبية وقواعده الحزبية من العمال والفلاحين وصغار الكسبة"، مطالبا "الدولة اللبناية بتحمل كافة مسؤولياتها تجاه الشعب وكافة شرائحه الاجتماعية، والعمل على مكافحة الفساد ووقف الهدر في كافة مرافقها".
أيضاً، عقدت نقابة عمال وأجراء مرفأ طرابلس اجتماعا في مقرها في المرفأ، وقررت بالإجماع "تأييد ودعم مقررات الاتحاد العمالي العام بالإضراب والتظاهر يوم الأربعاء"، حيث أكد رئيسها أحمد السعيد دعمه المطلق للاتحاد ورئيسه، معلنا "رفض شرائح العمال بكل أطيافهم، لأي سياسة تهدف إلى رفع الدعم عن السلع الأساسية، لا سيما الوقود والخبز والدواء".
وعقدت المكاتب العمالية والنقابية للأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية اجتماعا طارئا في المكتب العمالي المركزي لـ"حركة أمل"، وشارك فيه كل من: "حزب الله"، "تيار المستقبل"، "جبهة التحرر العمالي"، حزب البعث العربي الاشتراكي، "رابطة الشغيلة"، الحزب "الديمقراطي اللبناني"، "حركة الناصريين المستقلين -المرابطون"، "تيار المردة"، جمعية "المشاريع الخيرية الإسلامية"، حزب الاتحاد و"حركة التجمع الإسلامي".
وأصدر المجتمعون بيانا دعوا فيه "اللبنانيين للالتفاف حول الاتحاد العمالي العام، ودعمه لحماية حقوق الطبقات العاملة والدفاع عن الشعب اللبناني الذي أصبح بأغلبيته الساحقة يرزح تحت خط الفقر"، وأعلنوا تأييدهم "للتحركات التي دعا إليها الاتحاد العمالي العام، ولا سيّما دعوته للتحرك التحذيري نهار الأربعاء المقبل، رفضا لسياسة رفع الدعم عن السلع والأدوية والقمح والمحروقات".
ودعت هذه الأطراف "جميع اللبنانيين إلى المشاركة في هذه التحركات، تحت راية واحدة هي راية الاتحاد العمالي العام"، كما دعوا "جميع السياسيين اللبنانيين إلى تشكيل حكومة عاجلا ودون أي تأخير، انطلاقا من وجوب التحلي بالمسؤولية الوطنية، ولتضطلع الحكومة بمهامها الأساسية في ظل هذه الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة".
وطالبوا "الدولة بتأمين الحماية للضمان الاجتماعي وأمواله وأموال المضمونين، وضرورة اتخاذ ما يلزم من خطوات لحفظ القيمة الشرائية لتعويضات نهاية الخدمة ولتأمين ديمومة الخدمات للمضمونين".