كلفتها 30 مليار دولار.. بوتين يشارك السيسي في صبّ خرسانة محطة الضبعة

23 يناير 2024
الرئيسان المصري والروسي في لقاء سابق العام الماضي (فرانس برس)
+ الخط -

شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره المصري عبد الفتاح السيسي أعمال صبّ خرسانة المفاعل الرابع لمحطة الضبعة النووية، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، اليوم الثلاثاء، وهو المشروع الذي تنفذه شركة "روساتوم" الحكومية الروسية في نطاق محافظة مطروح المصرية، ويشمل 4 وحدات للكهرباء بقدرة إجمالية تبلغ 4.8 جيغاوات.

وقال السيسي إن "بناء وحدات محطة الضبعة النووية حدث تاريخي وعظيم، ويعتبر صفحة جديدة في العلاقات المصرية الروسية"، مضيفاً عبر تقنية "فيديو كونفرانس" أن "الحدث يمثل إنجازاً لحجم التعاون الكبير بين البلدين، والمضي قدماً في تحقيق مشروع المحطة".

وذكر السيسي أن "صبّ الوحدة الرابعة للمحطة يسمح بالبدء بالمرحلة التالية في بناء المفاعلات النووية، التي تُعَدّ أغراضها سلمية لمواكبة المستقبل"، مستطرداً بأن "تنفيذ مشروع المحطة يسير بوتيرة أسرع من المخطط الزمني المقرر لذلك، متجاوزاً كل المصاعب التي تواجهه".

وتوجه السيسي بالشكر إلى بوتين على مشاركته مراسم الصبّ الأول في الوحدة الرابعة بمحطة الضبعة، قائلاً: "بفضلكم ودعمكم المباشر حققنا جميع الأهداف التي وضعناها في عام 2017، وما يشهده عالمنا اليوم من أزمة في إمدادات الطاقة العالمية يؤكد أهمية القرار الاستراتيجي الذى اتخذته مصر بإحياء البرنامج النووي السلمي لإنتاج الطاقة الكهربائية".

وأردف بقوله: "مشروع محطة الضبعة يساهم في توفير إمدادات طاقة آمنة ورخيصة وطويلة الأجل، بما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ويجنب تقلبات أسعاره. وأتوجه بالشكر للمقاول العام الروسي للمشروع، ولهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء المصرية".

من جهته، قال بوتين: "نبدأ اليوم مرحلة جديدة في بناء المحطة النووية في الضبعة، وهي أهم المشاريع بين روسيا ومصر التي ستساهم في قاعدة الصناعات الحديثة، وإتاحة فرص عمل للمتخصصين. وفي القرن الماضي، شارك متخصصون سوفييت بشكل كبير في قطاعات الاقتصاد والدفاع في مصر، وقدموا عدداً من المشاريع مثل السد العالي في أسوان".

وأضاف بوتين: "مصر صديق استراتيجي لروسيا، والتعاون بين البلدين مستمر ومتطور. وعلاقاتنا تُبنى على الاحترام المتبادل والشراكة المتعددة، ويوجد آفاق كبيرة لتطوير هذا التعاون عبر انضمام مصر إلى مجموعة بريكس (تجمع اقتصادي عالمي)".

وزاد بوتين: "ستوفر محطة الضبعة طاقة نظيفة هائلة لدعم قطاعات الصناعات في مصر، وشركة روساتوم الروسية توفر معايير أمان مرتفعة، وتعتبر من أكثر المعايير صرامة من حيث الأمان. ولدينا نحو 16 ألف عامل مصري يعملون جنباً إلى جنب مع زملائهم الروس بهدف إنجاز المحطة".

وتقدّر تكلفة المشروع الضخم بنحو 30 مليار دولار، منها 25 ملياراً اقترضتها مصر من روسيا، على أن يبدأ سداد القرض اعتباراً من أكتوبر/ تشرين الأول 2029، ولمدة 35 عاماً بفائدة 3%.

وتضم محطة الضبعة 4 مفاعلات نووية تتميز بارتفاع معدلات الأمان، ويصل العمر الافتراضي لها إلى أكثر من 60 عاماً، علماً بأن تنفيذ المشروع تأخر 5 سنوات كاملة، لأسباب قالت مصر إنها "فنية"، حيث كان مقرراً له أن ينطلق رسمياً في ديسمبر/ كانون الأول 2017، وأن تسلّم الوحدة الأولى منه في 2024.

وتأخرت مصر في معدلات الإنجاز للمباني والإنشاءات الخاصة بالمحطة، ما جعل هناك صعوبة في الانتهاء من تشغيل المفاعل الأول قبل عام 2028، إذ تبيّن إتمام بعض الأعمال على عجالة من دون مراعاة مستوى التنفيذ المطلوب بدقة، وحدوث بعض الاختلافات بين ما نُفذ في بعض المنشآت والرسوم الهندسية الروسية.

وتعاني مصر من ارتفاع الديون الخارجية التي وصلت في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي إلى 164.5 مليار دولار، مقارنة بـ43.2 مليار دولار عند تولي السيسي الحكم قبل نحو 10 أعوام، كذلك فإنها ملزمة بجدول سداد مدفوعات الديون الخارجية لنحو 42.26 مليار دولار تستحق في 2024، منها 4.89 مليارات دولار لصندوق النقد الدولي.

وتواجه الحكومة المصرية نقصاً متزايداً في العملة الأجنبية منذ قرابة عامين، وتبقي على قيمة الجنيه ثابتة أمام الدولار في البنوك، منذ نحو عشرة أشهر، عند 31 جنيهاً تقريباً للدولار، على الرغم من اتساع الفجوة مع سعر السوق السوداء (الموازية) إلى ما بين 61 و62 جنيهاً للدولار.