قوة الدولار تخفض سعر الذهب.. وبرميل النفط يتراجع

30 مايو 2024
بورصة نيويورك خلال التعاملات الصباحية، 24 مايو 2024 (مايكل إم سانتياغو/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أسعار الذهب تنخفض للجلسة الثانية متأثرة بارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية، وسط ترقب لبيانات التضخم التي قد تؤثر على سياسات أسعار الفائدة.
- الأسواق النفطية تشهد انخفاضًا بسبب توقعات بارتفاع تكاليف الاقتراض، مع تراجع خام برنت وخام غرب تكساس وتوقعات بتخفيضات إمدادات من أوبك+.
- المؤشرات الأوروبية واليابانية تتراجع نتيجة المخاوف من استمرار ارتفاع أسعار الفائدة وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، مع تأثر سلبي من وول ستريت وارتفاع عوائد السندات.

تزامناً مع تراجع لافت لسعر النفط عالمياً، انحسرت أيضاً أسعار الذهب للجلسة الثانية على التوالي اليوم الخميس، مع ارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية، وسط ترقب لبيانات رئيسية للتضخم قد توفر مزيداً من المؤشرات حول خطة مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بشأن أسعار الفائدة. وبحلول الساعة 05:48 بتوقيت غرينتش، تراجع سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.6% إلى 2325.73 دولاراً بعدما هبط 1% أمس الأربعاء.

كما انخفضت العقود الأميركية الآجلة 0.8% إلى 2323.4 دولاراً، وفقاً لبيانات "رويترز". وارتفع الدولار 0.5% ما يجعل المعدن النفيس المسعر به أقل جاذبية لحائزي العملات الأخرى. وقال تيم ووترر كبير محللي السوق في كيه.سي.إم تريد: "أعتقد أن الأمر يتعلق بمستثمرين يدركون أن بيئة أسعار الفائدة المرتفعة الحالية من المرجح أن تستمر لفترة طويلة"، مضيفاً: "مع تحول التركيز مرة أخرى إلى السعي وراء عوائد السندات الأميركية والدولار، فقد الذهب بعض الاهتمام هذا الأسبوع".

وانخفض الذهب بأكثر من 100 دولار منذ أن وصل إلى مستوى قياسي عند 2449.89 دولاراً في 20 مايو/أيار الجاري، بعدما أشارت تصريحات تميل للتشديد النقدي من مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي ومحضر اجتماعه الماضي إلى أن التضخم سيستلزم وقتا أطول للوصول للمستوى المستهدف عند 2%، ما قد يعطل خفض أسعار الفائدة. وعادة ما يُنظر إلى الذهب على أنه وسيلة للتحوط من التضخم، إلا أن ارتفاع أسعار الفائدة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر عوائد. ومن المقرر أن تصدر بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة، وهي المقياس المفضل لدى البنك المركزي لقياس التضخم، غدا الجمعة. وبالنسبة لباقي المعادن الثمينة، هبطت الفضة في المعاملات الفورية 1.8% إلى 31.38 دولاراً، والبلاتين 0.8% إلى 1025.24 دولاراً، والبلاديوم 2.5% إلى 941.13 دولاراً.

 

هبوط أسعار النفط العالمية

تراجعت أسعار النفط، اليوم الخميس، بعدما عززت مؤشرات على قوة الاقتصاد الأميركي التوقعات ببقاء تكاليف الاقتراض مرتفعة لفترة أطول، بما يشكل ضربة محتملة للطلب. وقبيل صدور أحدث بيانات لمخزونات النفط الخام الأميركية في وقت لاحق اليوم، انخفضت العقود الآجلة لبرميل خام برنت 0.3% ليجري تداولها عند 83.34 دولاراً بحلول الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش، وهبطت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 23 بنسبة 0.3% أيضاً إلى 79 دولاراً. ويتجه الخامان القياسيان إلى تسجيل خسائر شهرية، إذ تتجه العقود الآجلة لخام برنت نحو الانخفاض بأكثر من 5% عن الشهر الماضي، فيما يتجه خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى الانخفاض بأكثر من 3%.

ونقلت مصادر في السوق أمس الأربعاء عن بيانات لمعهد البترول الأميركي أن مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة تراجعت الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير. ووفقاً لبيانات معهد البترول، انخفضت مخزونات الخام 6.49 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 24 مايو وتراجعت مخزونات البنزين 452 ألف برميل، فيما زادت مخزونات نواتج التقطير 2.045 مليون برميل. ومن المقرر أن تصدر بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية في وقت لاحق من اليوم الخميس. وقد يدعم ارتفاع مخزونات النفط العالمية في إبريل/نيسان، نتيجة لتراجع الطلب على الوقود، توجه المنتجين في تحالف أوبك+ الذي يضم دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا للإبقاء على تخفيضات الإمدادات عندما يعقدون اجتماعهم القادم في الثاني من يونيو/حزيران، وفقا لممثلين عن الدول الأعضاء ومحللين.

وتعرضت أسواق النفط لضغوط في الآونة الأخيرة في ظل توقعات بأن يبقي مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، لتصل أسعار خام برنت إلى أدنى مستوى عند التسوية منذ أكثر من ثلاثة أشهر في 23 مايو. وأظهر مسح أجراه المركزي الأميركي أن النشاط الاقتصادي واصل توسعه منذ أوائل إبريل وحتى منتصف مايو، لكن الشركات صارت أكثر تشاؤماً بشأن المستقبل في وقت زاد التضخم بوتيرة بسيطة. وعادة ما تضع تكاليف الاقتراض المرتفعة قيودا على الأموال والاستهلاك، وهو ما يؤثر بالسلب على الطلب والأسعار بالنسبة للنفط الخام.

هبوط مؤشرات الأسهم الأوروبية واليابانية

وفي بورصات الأسهم، تراجعت المؤشرات الأوروبية للجلسة الثالثة على التوالي اليوم الخميس، قبيل صدور المزيد من البيانات الاقتصادية من منطقة اليورو والتي ستوفر مزيدا من الدلائل على مسار سعر الفائدة للبنك المركزي الأوروبي، فيما استمرت مخاوف أسعار الفائدة في إضعاف المعنويات. وبحلول الساعة 07:12 بتوقيت غرينتش، انخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1%، إذ قادت شركات التعدين الخسائر بتراجع 1.3%. والمؤشر نيكاي يغلق عند أدنى مستوى في شهر بفعل ضغوط وول ستريت وعوائد السندات، وفقاً لبيانات "رويترز".

وفي طوكيو، أغلق المؤشر نيكاي الياباني منخفضا للجلسة الثالثة على التوالي اليوم الخميس، متأثرا بانخفاض مؤشرات وول ستريت، بينما أضعف ارتفاع عوائد السندات الأميركية واليابانية المعنويات. وأغلق المؤشر نيكاي منخفضاً 1.3% عند 38054.13 نقطة وهو أدنى مستوى إغلاق منذ 26 إبريل. وفي وقت سابق من الجلسة انخفض المؤشر بنحو 2.4% إلى 37617 نقطة. وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا نحو 0.6% إلى 2726.20 نقطة.

وتأثرت السوق بانخفاض الأسهم الأميركية، الليلة الماضية، مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة إلى أعلى مستوياتها في أربعة أسابيع وسط استمرار المخاوف بشأن توقيت ومدى التخفيضات المحتملة لأسعار الفائدة الأميركية. ووصل عائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى منذ يوليو 2011 عند 1.1%، إذ توقع المتعاملون رفع أسعار الفائدة مرة أخرى في اليابان في يوليو على أقرب تقدير وظلوا قلقين بشأن الخفض التدريجي لمشتريات البنك المركزي من السندات.

وكانت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، التي يميل ارتفاع العائدات إلى التأثير عليها لأن ارتفاع الفائدة يجعل الاقتراض أكثر تكلفة، من بين أكبر المؤثرات التي أدت إلى تراجع المؤشر. ومن بين الأسهم المرتبطة بالرقائق، هوى سهم أدفانتست 6.1% ليصبح الأسوأ أداء اليوم من حيث النسبة المئوية. وانخفض سهم طوكيو إلكترون 2.5%. وكبدت الشركتان العملاقتان المؤشر نيكاي نحو 177 نقطة. وتراجع سهم مجموعة سوفت بنك التي تستثمر في الشركات الناشئة التي تركز على الذكاء الاصطناعي 2.3%. وخسر سهم فاست ريتايلينغ المالكة للعلامة التجارية للملابس يونيكلو 2.1% وفقد سهم تويوتا موتور 1.8%.

المساهمون