قمة الصلب العربي في الدوحة تبحث التحديات الجيوسياسية

14 أكتوبر 2024
إحدى جلسات قمة "الصلب العربي" بالدوحة (العربي الجديد)
+ الخط -

دعا وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري، سعد بن شريده الكعبي، إلى تعزيز موقع صناعة الصلب العربية على الخريطة العالمية، مشدداً على ضرورة خلق الظروف التنظيمية والاستثمارية المناسبة لتحفيز نمو هذه الصناعة وتمكينها من التنافس على مختلف المستويات.

وانطلقت في الدوحة، اليوم الاثنين، أعمال قمة الصلب العربي الـ17، بحضور نحو 500 مشارك من أبرز المؤثرين والخبراء في صناعة الحديد والصلب. وأشار الكعبي في كلمته الافتتاحية إلى مجموعة من التحديات التي تواجه صناعة الصلب في العالم العربي، خاصة التقلبات والأزمات الجيوسياسية التي تترك أثراً كبيراً على اقتصادات العالم، وبالتالي على نمو وتطور هذه الصناعة.

ورأى أن العام الحالي شهد انتعاشاً قوياً في الطلب على الصلب بجميع أنحاء المنطقة، مدفوعاً بمشاريع البنية التحتية الضخمة وسوق العقارات المتنامية. ولفت إلى أن الدول العربية تنتج نحو 40 مليون طن سنوياً من الحديد والصلب من أصل مجمل الإنتاج العالمي البالغ قرابة ملياري طن.

ودعا الكعبي إلى مواءمة الحلول للتحديات مع التوازن بين الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، خاصة في ما يتعلق بخفض البصمة الكربونية التي تشكل الحجر الأساس لجميع استراتيجيات الاستدامة في العالم. ونبه إلى جهود شركة "قطر ستيل" التي حافظت منذ عام 1978 على بصمة كربونية منخفضة بفضل استخدامها تقنية MIDREX والإنتاج من خلال أفران القوس الكهربائي، وهو ما خفّض انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون إلى أقل من نصف المتوسط العالمي.

ولفت إلى ضرورة أن تولي صناعة الصلب العربية، اهتماماً خاصاً للاستثمار في التقنيات المتقدمة وتعزيز ثقافة الابتكار، لأن المستقبل سيكون من نصيب القادرين على الاستثمار في البحث والتطوير وآليات الذكاء الاصطناعي، وفقاً لقوله.

وتعقد القمة الـ17 تحت شعار"مستقبل صناعة الحديد والصلب في العالم العربي"، وتناقش على مدى يومين، التحديات والفرص الاقتصادية التي تواجه قطاع الحديد والصلب في المنطقة، واعتماد تقنيات جديدة لتعزيز الكفاءة والاستدامة، وتبحث إمكانية الشراكات عبر الحدود لتعزيز النمو والقدرة على الصمود.

وناقشت الجلسة الأولى "التأثيرات الاقتصادية والجيوسياسية على صناعة الصلب"، وتوقع الخبير آدم سزيوزيك، تحقيق تعاف ملحوظ في الاقتصاد الدولي، مما قد يؤدي إلى زيادة الطلب على المنتجات الصناعية بما في ذلك الصلب، رغم التحديات مثل تقلب أسعار النفط والتوترات الجيوسياسية. ولفت إلى عوامل متعددة، بما في ذلك الابتكارات والتغير المناخي، ما يؤثر في الطلب على الصلب على المدى البعيد.

وتلعب صناعة الصلب دوراً حيوياً في التنمية الاقتصادية بالمنطقة العربية، وتمتد أهميتها إلى ما هو أبعد من كونها مادة بناء أساسية، إذ تساهم في تعزيز التصنيع، وخلق الوظائف، وتعزيز أمن الطاقة، والذي يعد بدوره أمراً ضرورياً للنمو المستدام وازدهار المنطقة، وفقاً للخبير.

وقال المستشار في وزارة التجارة والصناعة القطرية، سلطان الخاطر، إن قطر، منذ تسعينيات القرن العشرين، انخرطت في إنتاج الطاقة النظيفة على مستوى العالم، مع التركيز على تلبية الطلب المتزايد في آسيا وأفريقيا، متوقعاً أن يرتفع الطلب بحلول عام 2025. وأشار إلى زيادة إنتاج الغاز الطبيعي القطري إلى 142 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030، مؤكداً أهمية تحسين جودة الإنتاج وتعظيم استراتيجيتها بصناعة الصلب من خلال الاستثمار في التكنولوجيا. وأكد أن أمن الطاقة لا يزال يشكل مصدر قلق.

ويرى رئيس اللجنة الاقتصادية للاتحاد العربي للحديد والصلب، جورج متى، أن مشروعات البنية التحتية التي تنفذها دول في منطقة الشرق الأوسط مثل مصر والسعودية والإمارات والجزائر سترفع الطلب على منتجات الصلب، متوقعاً أن يتعافى اقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا برغم التوترات الجيوسياسية وارتفاع معدل التضخم وتوترات البحر الأحمر، وأن تنمو اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 2.8% في 2024، مدفوعة بزيادة الإنتاج النفطي وجهود تنويع الاقتصاد.

وبحسب بيانات منظمة الصلب العالمية عن إنتاج العالم خلال شهر أغسطس/آب الماضي، فقد تراجع إنتاج الصلب الخام نحو 6.5%، إلى 144.8 مليون طن، مقارنة بإنتاج الشهر المماثل لعام 2023.

المساهمون