تسود حالة من القلق والترقب في أسواق الجملة الروسية مع دخول الاجتياح الروسي لأوكرانيا يومه الرابع وردة الفعل الغربية التي استهدفت الاقتصاد الروسي في المقام الأول.
وما زاد من حالة القلق تلك تذبذب العملة الروسية الروبل وتراجع سعر الصرف، وهو ما انعكس على الأسعار.
وفي جولة لمراسل "العربي الجديد" في أكبر أسواق الجملة في موسكو (الفود سيتي)، أعرب الكثير من تجار الجملة عن القلق من اجتياح أوكرانيا وتداعياته على حركة التجارة.
يقول محمد فيرت، أحد التجار: "قلقون بشأن ما يحدث بين روسيا وأوكرانيا، بدأنا نرى صدى الأزمة علينا، لدي سيارات شحن كانت قادمة عن طريق أوكرانيا، وعند دخولها هناك بدأت الحرب، واضطرت للعودة، وهذا يمكن أن يتسبب بتلف البضاعة وخسائر كبيرة لنا".
وأضاف فيرت، لـ"العربي الجديد"، أن "هناك ركودا نسبيا في الشراء، فالجميع ينتظر ما سيحدث في الفترة القادمة وحدود الرد الغربي على روسيا".
من جهته، قال التاجر ألين فلاديميروفاتش: "هناك حاله قلق في أوساط التجار بشأن ما يحدث الآن بين روسيا وأوكرانيا، أعتقد أنه سيكون هناك رد من الغرب، ولا نعلم مدى قوة العقوبات التي ستفرض ومدى تأثيرها علينا".
أما أسكندر تاج الملا فقد نبّه إلى "تذبذب سعر صرف الروبل الروسي مقابل العملات الأجنبية، وهو ما ينعكس على أسعار البضائع".
وأضاف تاج الملا، لـ"العربي الجديد": "لدينا تعاملات مالية مع شركات تجارية في الخارج، وإذا مُنعت موسكو من استخدام نظام سويفت بموجب العقوبات المرتقبة، فإن ذلك سيعرقل المعاملات المالية، وبالتالي تتوقف التجارة".
وكان البنك المركزي الروسي قد تعهد في وقت سابق باتخاذ إجراءات لضمان استقرار الروبل والأسواق.
وطاولت العقوبات الغربية على روسيا حتى الآن القطاع المصرفي والتجارة والطيران، إضافة إلى أصحاب رؤوس الأموال. وعلاوة على تجميد مشروع "نوردستريم2" الضخم لنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا، يلوح الغرب بعزل موسكو عن نظام "سويفت" للتحويلات المالية، ما قد يخنق الاقتصاد الروسي.