قفزات مفاجئة في أسعار اللحوم بالجزائر... واتهامات متبادلة بين المنتجين والتجار

10 سبتمبر 2023
منتجو اللحوم يتهمون التجار بتحقيق هوامش أرباح قياسية (Getty)
+ الخط -

سجلت أسعار اللحوم بأنواعها المختلفة قفزات مفاجئة في الجزائر، وسط اتهامات متبادلة بين المنتجين والتجار بالوقوف وراء الزيادات غير المسبوقة والتي جعلت هذه المنتجات خارج متناول الكثير من الأسر، فيما طالبت منظمات حماية المستهلك الحكومة بتدخل لوضع حد لارتفاعات الأسعار، لاسيما بعد تهديد مربي الماشية بالتصعيد وتجميد الإنتاج.

وتجاوزت أسعار لحوم العجول والأبقار 1400 دينار (10.37 دولارات) للكيلوغرام، في حين قفزت أسعار لحوم الأغنام إلى 2200 دينار (16.29 دولاراً)، بزيادات تراوحت بين 200 و500 دينار للكيلوغرام، مقارنة بالأسابيع الماضية.

كما قفزت أسعار لحوم الدجاج إلى 520 دينارا (3.85 دولارات) للكيلوغرام، والديك الرومي إلى 860 دينارا للكيلوغرام.

ودفع الانفلات الذي مسّ أسعار اللحوم خاصة البيضاء، التي ظلت لسنوات ملاذ الكثير من الأسر، وزارة التجارة للتدخل بإرسال فرق تفتيش ورقابة لأسواق الجملة، مع استدعاء المنتجين ومسيري (مسؤولي) الشعبة لاجتماع طارئ مع وزارة الفلاحة، وفق ما أكد مصدر حكومي لـ"العربي الجديد"، مشيرا إلى أن الاجتماع بحث وضع سقف للربح عند كل حلقة من حلقات سلسلة الإنتاج والتسويق، لضمان استقرار الأسعار، بينما تحفّظ بعض المنتجين على المقترح.

ولم ينتظر مربو الدواجن والماشية كثيراً للرد على الحكومة، حيث انتقد منتجون وزارة التجارة، معتبرين أنها تحاول خلق نقاش هامشي بدلاً من الاهتمام بمراقبة الأسواق التي أنهكتها المضاربة وتغولت عليها "مافيا الأسواق"، على حد وصف الشعبة.

وقال رئيس الجمعية الجزائرية لمربي الدواجن، مراد بلحسن، إن "السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار هو عزوف صغار المربين عن تربية الدجاج، والذين يشكلون 70% من الإنتاج الوطني، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف خلال السنة الحالية، وكذلك عدم استفادة غالبية المربين الصغار من اتفاقية تزويدهم بالأعلاف بأسعار مناسبة، رغم اتفاق وزارة الفلاحة وغرفة الفلاحة والمربين.

وأشار بلحسن، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى بقاء أسعار الأعلاف مرتفعة في الجزائر، بالرغم من تهاويها في الأسوق العالمية، وكذلك ارتفاع تكاليف النشاط، آخرها سعر الصيصان (الكتاكيت)، والذي قفز سعره لأول مرة إلى 200 دينار، بسبب نقص المعروض، بعدما كان لا يتعدى سعره 50 ديناراً.

وأضاف: "على وزارة التجارة الاهتمام بشقها المتعلق بمراقبة الأسواق لأن الارتفاع لا يتحمله المنتج فقط، وجدنا بعض البائعين من له هامش ربح أكبر من المنتج بـ 200%، وهذا أمر لا يعقل ولا يشجع على الإنتاج".

من جانبها، دخلت منظمات حماية المستهلك على خط الأزمة، حيث أطلقت حملة لمقاطعة شراء اللحوم البيضاء، كرد على انفلات الأسعار.

وقال مصطفى زبدي رئيس المنظمة: "لاحظنا أن أسعار الدجاج وصلت لأرقام جنونية غير مبررة، راقبنا الأزمة عندما كان سعر الدجاج يتراوح بين 400 و420 دينار للكيلوغرام، لكن عندما وصل سعره إلى حدود 520 ديناراً في بعض المناطق تحملنا مسؤوليتنا في حماية المستهلك عبر الدعوة إلى المقاطعة".

وأضاف زبدي لـ"العربي الجديد" أن "عدة أسباب أدت إلى تفاقم الوضع في شعبة الدواجن، من بينها نقص الإنتاج وغلاء أسعار الأعلاف، بالإضافة إلى موجة الحر دون أن ننسى المضاربة، فكل هذه الأسباب نتج عنها العزوف والامتناع عن تربية الصيصان، هي أسباب نعيها ونتفهمها، لكن ندعو المنتجين إلى التعقل وعدم استغلال الظرف لمصالحهم الشخصية، فالأسعار ليست في متناول الجميع، فلحم الدجاج تحول من ملاذ إلى كماليات للأسر الجزائرية".

وانتقد "صمت الجهات الرسمية الذي لم نستطع تفهمه، من المفروض أن يكون هناك تعليق وبعث رسائل طمأنة (للمستهلكين) من جانب الوزارة ومن السلطات وهيئات الرقابة المسؤولة".

المساهمون