قطاع الذهب السوداني يتنصّل من تمويل الحرب الروسية

28 مارس 2022
(فرانس برس)
+ الخط -

استبعدت جهات متخصصة في قطاع المعدن الأصفر في السودان ما رشح في وسائل الإعلام الغربية عن اعتماد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الذهب السوداني، المهرب والمصدّر إلى روسيا خلال الأعوام الماضية بمعدل 30 طناً سنويا، لتمويل حربه على أوكرانيا.

وقال المديرالسابق لإحدى شركات إنتاج الذهب في السودان عبد الرحمن البكري، لـ"العربي الجديد"، إن الحديث عن تمويل الحرب الروسية عبر الذهب السوداني المهرب غير منطقي، لافتا إلى أن  إنتاج الذهب السوداني يتجاوز 250 طناً سنوياً ويمكن تصدير أكثر من 30 طناً منه إلى روسيا أو غيرها.

وأضاف: "لكن أن يتم تهريبه عبر المطارات العسكرية فهذا غير وارد، والقصد منه الكيد السياسي، بجانب صعوبة تهريب هذه الكميات إلى روسيا بالطائرات الصغيرة نظرا لعدم وجود رحلات أو خط طيران منتظم مع روسيا، مقارنة بالدول العربية التي تسيّر عدة رحلات يومية من الخرطوم وإليها".

وأشار البكري إلى وجود شركات روسية لديها امتياز تعديني للذهب في السودان، غير أنها تنتج وتقوم بتصفية إنتاجها عبر القنوات الرسمية المعنية بقطاع المعدن الأصفر، الأمر الذي ينفي حاجتها إلى التهريب باتجاه روسيا من أجل دعم حربها على أوكرانيا.

ولفت مدير شركة الموارد المعدنية السودانية مبارك أردول، في وقت سابق، إلى استمرار عمليات تهريب الذهب داخليا وخارجيا عبر النوافذ الرئيسية، مقترحا تخصيص نيابات خاصة لضبطياته وتشديد الرقابة على الإنتاج من أجل منع عمليات التهريب.

وذهب رئيس تجمّع الصاغة والمعدنين في السودان عاطف أحمد، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى عدم صحة استغلال روسيا ذهب السودان لهذا الغرض، مشيرا إلى أن معظم الذهب يصدّر ويهرب كذلك إلى الإمارات باعتبارها السوق الرئيسي، وتابع: "لا علم لنا بتهريبه إلى روسيا".

وقال أحمد إن الإنتاج اليومي من الذهب قد يصل إلى 500 كيلوغرام في الشهر، لافتا إلى تراجع الوارد اليومي من مناطق الإنتاج للخرطوم من 300 إلى ما بين 50 و100 كيلوغرام فقط، في حين أن أكبر زبائنه هي محفظة السلع الاستراتيجية الحكومية وبعض الشركات أحيانا.

وأشار تقرير سابق للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا وفريق الاتحاد الأفريقي إلى فقدان السودان 267 طنا من الذهب خلال 7 أعوام من خلال عمليات التهريب.

المساهمون