قادة أوروبا يناقشون اليوم الجمعة تداعيات نقص الغاز الروسي على اقتصادها

24 يونيو 2022
حتى الآن لم تستطع أوروبا تأمين بدائل عملية كافية من الغاز الروسي (Getty)
+ الخط -

ينتقل زعماء الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، من الاحتفال بوضع أوكرانيا على خط الانضمام لكتلتهم، إلى الذعر الحاصل في عواصم قرارهم من الضغط الذي يعتبرون أن روسيا تمارسه عليهم من خلال تقويض إمدادات الغاز، وهي سياسة تؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الطاقة وتدفع اقتصادات بلدانهم إلى التعثر.

ففي اليوم الثاني من القمة في بروكسل، سيلتقي زعماء الدول الـ27، اليوم الجمعة، لإلقاء اللوم بشأن ارتفاع التضخم وتراجع النمو في جميع أنحاء العالم، بشكل مباشر، على الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ منذ 4 أشهر ولا يزال مستمرا حتى اليوم.

كما سيطالبون المسؤول التنفيذي في الاتحاد الأوروبي بالتوصل إلى حلول لإمدادات الطاقة ردا على اتخاذ موسكو واردات الغاز "سلاحا"، بعد أن تعرضت عشرات الدول الأوروبية لتخفيض في الإمدادات الحيوية من روسيا، وفقا لرويترز.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي قبل المحادثات: "علينا التكيف مع الواقع الجديد. إنها مسألة وقت فقط قبل أن يغلق الروس جميع شحنات الغاز".

وقد انتهى اليوم الأول من القمة، الخميس، بملاحظة انتصار، حيث وافق الاتحاد الأوروبي رسميا على اعتبار أوكرانيا مرشحة للانضمام إلى الكتلة، وبادرة تضامن مع الدولة التي تعصف بها الحرب ورسالة إلى موسكو بأنها تعتزم الوصول إلى عمق الاتحاد السوفييتي السابق وأن الاتحاد يتوسع أكثر.

ومع ذلك، فإن رحلة كييف إلى العضوية ستستغرق سنوات عديدة، والمخاوف الأكثر إلحاحا لقادة الاتحاد الأوروبي هي الضغوط الاقتصادية الشديدة، التي تأتي في أعقاب جائحة كورونا، وتخاطر بالاستياء الشعبي في بلدانهم.

وفي مسودة بيان اطلعت عليه رويترز، سيؤكد القادة أن اقتصاداتهم لا تزال قوية بشكل أساسي وسيتعهدون بالبقاء موحدين في مواجهة التحديات التي تمثلها الحرب في أوكرانيا.

واستجابت الكتلة بسرعة ووحدة غير معهود بعد بدء الحرب في أوكرانيا، والتي تسميها موسكو "عملية عسكرية خاصة"، وفرضت مجموعة كبيرة من العقوبات على روسيا، رغم أن بعضها - مثل فرض حظر على واردات النفط في وقت لاحق من هذا العام - سوف تكون له تداعيات على اقتصاداتها.

ومع ذلك، قاومت بعض الدول الأعضاء عقوبات أعمق، ولا سيما المجر، التي يقيم رئيس وزرائها، فيكتور أوربان، علاقات أوثق مع الكرملين أكثر من غيره في الكتلة. وقال كبير مساعدي أوربان يوم الخميس، لرويترز، إنه يجب ألا يكون هناك مزيد من عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا.

تأتي القمة فيما ارتفع معدل التضخم في 19 دولة تشترك في عملة اليورو إلى أعلى مستوياته على الإطلاق فوق 8%، وخفضت المفوضية الأوروبية توقعاتها للنمو الاقتصادي إلى 2.7% هذا العام من 4% كانت متوقعة قبل الغزو. وقالت المفوضية يوم الخميس إن عشرات دول الاتحاد الأوروبي تأثرت بقطع إمدادات الغاز من روسيا.

ورغم أنهم تمكنوا حتى الآن من سد النقص، إلا أنهم كانوا يستعدون لحالة حدوث مزيد من التخفيضات في الإمدادات من جانب موسكو، المورد الرئيسي للغاز إلى أوروبا.

ويعتقد المسؤولون الأوروبيون أن التخفيضات الروسية تأتي ردا على دعم الاتحاد الأوروبي أوكرانيا. ونفت موسكو أن يكون الضغط على شحنات الغاز إلى أوروبا مع سبق الإصرار. وسيطلب القادة في بيانهم من المفوضية السعي لتأمين إمدادات الطاقة بأسعار معقولة لمواجهة "تسليح روسيا للغاز".

والشهر الماضي، طلبوا من المفوضية أن تستكشف، بالتعاون مع الدول الأخرى، طرقا للسيطرة على أسعار الطاقة المرتفعة، بما في ذلك من خلال تحديد سقف لأسعار الاستيراد، فيما لم تقدم المفوضية حتى الآن أي مقترحات، لأن القضية معقدة للغاية ومثيرة للانقسام، مع عدم ارتياح بعض البلدان لفرض حدود قصوى للأسعار، إذ تخشى أن يؤدي ذلك إلى تعطيل السوق وزيادة الوضع سوءا.

المساهمون