خفّضت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني العالمية، تصنيف الديون الأوكرانية السيادية طويلة الأجل بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما أعلنت وكالة موديز أنّها بدأت بمراجعة تصنيفها للديون السيادية لكلّ من موسكو وكييف، تمهيداً لاحتمال خفضه.
وقالت فيتش، في بيان لها، إنّها خفّضت علامة الدين السيادي طويل الأجل لأوكرانيا درجة واحدة من "بي" إلى "سي سي سي"، لأنّ "الغزو العسكري الروسي أدّى إلى زيادة المخاطر على مالية أوكرانيا الخارجية والعامة، وعلى استقرارها المالي واستقرارها السياسي".
وأشارت إلى حالة "عدم اليقين" التي تكتنف "نطاق الأهداف النهائية لروسيا، ومدة النزاع، ومدى حدّته، وعواقبه". ولم تحدّد وكالة التصنيف آفاق هذه الديون في المستقبل، ما يعكس خطر تخلّف أوكرانيا عن سداد مستحقات ديونها.
صدمة سلبية شديدة
وشددت فيتش، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس، اليوم السبت، على أنّ "الغزو يمثّل صدمة سلبية شديدة لمجموعة واسعة من مقاييس الائتمان الرئيسية".
بدورها أعلنت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، مساء الجمعة، أنها ستبدأ عملية مراجعة لتقرر على أساسها ما إذا كانت ستخفض تصنيفها لديون كلّ من روسيا وأوكرانيا.
وقالت موديز في بيان، إنّ علامة الديون السيادية الأوكرانية قد تخفّض بسبب تداعيات الغزو، في حين أنّ الخفض المحتمل لعلامة الديون الروسية مردّه إلى العقوبات الشديدة التي فرضها الغرب على موسكو إثر غزوها أوكرانيا.
بدورها، أعلنت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، أمس، أنّ أوكرانيا طلبت مساعدة مالية طارئة من المؤسسة المالية الدولية.
وقالت غورغييفا في بيان صدر في أعقاب اجتماع لمجلس إدارة الصندوق: "نحن نستطلع جميع الخيارات" لمنح كييف "دعماً مالياً إضافياً"، بما في ذلك من خلال حزمة مساعدات تبلغ قيمتها 2.2 مليار دولار، وكان مقرراً الإفراج عنها بحلول يونيو/ حزيران المقبل، مشيرة إلى أنّ السلطات الأوكرانية "طلبت أيضاً تمويلاً طارئاً من صندوق النقد الدولي".
ولفتت إلى أنّ لدى "الصندوق عدداً من الأدوات في جعبته، ومع تطور الوضع في أوكرانيا، سنواصل النقاش مع السلطات بشأن أفضل السبل" لمساعدة أوكرانيا، متحدثة أيضاً عن "مشورة سياسية جارٍ" تقديمها.
دعم من صندوق النقد لأوكرانيا
وقالت غورغييفا إنها اجتمعت مع مجلس إدارة الصندوق، الجمعة "لإبلاغ المسؤولين بتقييمنا الأولي للوضع الحالي"، مؤكدة لهم أن "موظفينا سيواصلون العمل بتعاون وثيق مع السلطات من أجل دعم أوكرانيا بكل السبل الممكنة".
وأضافت: "سنواصل العمل يداً بيَد مع مجموعة البنك الدولي وشركاء آخرين لتنسيق دعمنا وتقديم أفضل مساعدة لأوكرانيا". وكانت غورغييفا قد أبدت في وقت سابق قلقها البالغ إزاء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وشددت مجدداً على أن هذا الغزو يشكل "مصدر قلق بالغ"، محذرة من عواقبه الاقتصادية، خصوصاً أن العالم لا يزال يتعافى من أزمة كورونا.