استمع إلى الملخص
- بسبب تردي الوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار، بدأ أبو هربيد في تصليح الأوراق النقدية مقابل أجر بسيط، مما ساعد المواطنين في ظل أزمة السيولة.
- عملية الإصلاح تشمل إزالة اللاصق وترميم العملة، حيث أصبحت العملات المهترئة بلا قيمة في السوق منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة.
تمكن الخمسيني ياسر أبو هربيد النازح من شمال قطاع غزة من النجاحفي إصلاح العملات الورقية المهترئة والممزقة، لجعلها صالحة للاستخدام في إحدى غرف النزوح التابعة لمدارس غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وبدأت القصة في إعادة تأهيل العملات المهترئة، كما يقول أبو هربيد لـ"العربي الجديد": "ذهبت لصرف راتبي ولما ذهبت لأحصل عليه من أحد محلات الصرافة، أعطاني الصراف جزءًا من المبلغ بأوراق نقدية تالفة، وأكد أن التجار سيقبلونها، وإن نقص السيولة سيجبرهم على ذلك، إلا أن ما كان متوقعاً حدث وهو رفض التجار في السوق أخذها مني، وهنا بدأت بالتفكير في طريقةٍ تساعدني على تصليح الأوراق الموجودة".
وأضاف: "تعاملت بالأوراق النقدية بشكل طبيعي في السوق، وأخذها التجار مني بعدما خضعت لعدة عمليات ومراحل لإعادة تجديدها وتأهيلها مرة أخرى، وبات معظم المواطنين يتعاملون بعملاتٍ أقرب للتالفة، نتيجة ظروف النزوح، وسوء الحفظ، وتعرض العملات الورقية إلى الصدأ وما يرافق العيش في الخيام من ظروف صعبة". وأشار إلى أنه "بسبب تردي الوضع الاقتصادي كحال أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والارتفاع الجنوني في الأسعار والتي أصبحت غالية جداً، سيما مع افتقاد بعض السلع والتي وصل سعرها لعشرة أضعاف".
وبحسب الهربيد، فقد حاول البحث عن مصدر دخل لتحسين الوضع المعيشي ومساعدة المواطنين في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة وعدم وجود عملات ورقية جديدة في القطاع، والذي يعاني من أزمةٍ في السيولة، بسبب تأثيرات الحرب المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مؤكدا أنه يحصل فقط على الحد الأدنى من الأجر إزاء تصليح الأوراق النقدية التالفة"، حيث تتضمن قائمة الأسعار "ما يعادل شيكلين (نحو نصف دولار) مقابل الورقة النقدية فئة العشرين شيكلاً، وثلاثة شواكل مقابل الورقة فئة الخمسين شيكلاً و5 شواكل مقابل الورقة فئة المائة شيكل وما يوازيها من العملات، كالدينار والدولار".
وقبل اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، كانت الأوراق النقدية التالفة والمهترئة تستبدل بأوراق جديدة، ضمن التنسيق الفلسطيني الإسرائيلي في هذا المجال، لكن هذا لم يحدث منذ بداية الحرب، وهو الأمر الذي جعل الأوراق المهترئة بلا قيمة في سوق التعاملات التجارية بغزة.
وحول المراحل التي تتم فيها إعادة تأهيل العملات المهترئة والممزقة والصدئة وقد تحتاج إلى عدة أيام حسب حالة هذه العملة، يقول أبوهربيد، إن تصليح أي ورقة نقدية يمر بعدة مراحل أولاها إزالة اللاصق عن وجه العملة، ثم ترميمها لتصبح جاهزة لإعادته، مشيرا إلى أنه كلما كان اللاصق أقل على العملة، تكون مرغوبة لدى التجار بشكل أكبر، ويجب أن يُستخدم لاصق خاص بهذا الشأن يقبله التجار والبنوك.