فاطمة أوزكول... ماذا تصنع خبيرة العملات المشفرة في بنك تركيا المركزي؟

28 ديسمبر 2023
لدى أوزكول خبرة في العديد من مجالات المحاسبة والمالية (فيسبوك)
+ الخط -

ربما كان كتابها الشهير "محاسبة الأصول المشفرة" الذي نال جائزة أفضل مؤلف مالي واقتصادي لعام 2023، وفق ما ذكر البنك المركزي التركي على موقعه الإلكتروني لدى تعريفه بالخبيرة الاقتصادية والأستاذة الجامعية فاطمة أوزكول، التي انضمت إلى أعضاء لجنة تحديد أسعار الفائدة، هو ما مهد لها الطريق للوصول إلى أروقة البنك الذي يشهد تغيرات جذرية ليس فقط على صعيد سياساته النقدية، وإنما أيضا تحوله اللافت نحو عالم العملات الافتراضية.

اقتضت الضرورة الاستعانة بمتخصص في العملات المشفرة ضمن لجنة السياسة النقدية في المركزي التركي، بعد إطلاق البنك "منصة تعاون رقمية بالليرة التركية" عام 2021، وإجراء اختبارات لمعاملات الليرة الرقمية في أواخر عام 2022.

ومن المتوقع أن تصدر الحكومة، مطلع العام الجديد 2024، قانونا لتنظيم الأصول المشفرة، والسعي لتحقيق توصيات مجموعة العمل المالي الدولية "فاتف" (FATF)، عسى أن تُزال تركيا من القائمة الرمادية، بينما جرى اتهامها مراراً بغسل الأموال وعدم اتخاذ إجراءات كافية للحد من التحويلات غير المراقبة.

فبقاء تركيا ضمن "القائمة الرمادية" منذ 2021، له آثار على تصنيف وسمعة الاستثمار، فضلا عن أنها تسعى إلى تقنين عالم العملات المشفرة الذي فرض وجوده على واقع السوق التركية والدولية، حيث تستحوذ الدولة على المرتبة الرابعة عالمياً في تداول العملات المشفرة بنحو 170 مليار دولار العام الماضي، بعد الولايات المتحدة الأميركية والهند والمملكة المتحدة.

وتتجه الأنظار إلى فاطمة أوزكول التي عينها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفق مرسوم رئاسي، السبت الماضي، عضواً في لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي. وأوزكول، التي تحاضر في جامعة مرمرة بإسطنبول، ستكون أحدث عضو في هذه اللجنة التي باتت تحظى باهتمام واسع في ظل التحولات الجذرية التي تشهدها السياسة النقدية لإدارة البنك الحالية.

لدى أوزكول خبرة في العديد من المجالات، يأتي في مقدمتها المحاسبة والمالية والتدقيق، وقد ألقت محاضرات وعقدت دورات في العديد من الموضوعات، وكان من بينها تكنولوجيا بلوكتشين والأصول المشفرة، وفقاً لملف تعريف منشور على الموقع الإلكتروني الخاص بجامعة مرمرة.

وُلدت فاطمة في ولاية إيلازيغ (شرق الأناضول) عام 1978، وهي متزوجة وأم لطفلين، ودرست قسم إدارة الأعمال في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة مرمرة في إسطنبول، وتابعت، في الجامعة نفسها، دراستها العليا لتنال درجة الماجستير والدكتوراه في قسم المحاسبة والمالية بمعهد العلوم الاجتماعية، قبل أن تحصل على لقب أستاذ مشارك في علوم المحاسبة عام 2012 وأستاذ عام 2018.

يرى مختصون أن اختيار أوزكول للانضمام إلى عضوية لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي التركي يحمل رسائل حول اهتمام الحكومة البالغ بملف العملات المشفرة، فضلا عن حالة الترقب التي تسود الأجواء لسياسات البنك في الفترة المقبلة، لا سيما بعد أن أقدمت الإدارة الحالية على نسف التقليد التركي بتخفيض سعر الفائدة، بعد رفعها من 8.5% منذ تعيين الرئيس التركي الفريق الاقتصادي في مايو/أيار الماضي إلى 42.5% اليوم بقرارات قادتها حفيظة غاية أركان، محافظة البنك المركزي الحالية والقادمة من خلفية ليبرالية بعد عملها في بنك "غولدمان ساكس" الأميركي، وكذلك شركة "تيفاني آند كو"، إلى جانب عضويتها في مجالس إدارات شركات أميركية أخرى.

ولأن الوضع الاقتصادي التركي والنقدي منه تحديداً، لم يعد يحتمل مزيداً من التجريب، بعد بلوغ نسبة التضخم عتبة 62% واستمرار الليرة في التهاوي لتبلغ نهاية العام نحو 29.3 ليرة مقابل الدولار، أصبحت الأنظار أكثر تحديقاً على الفريق الحكومي الاقتصادي المكوّن من نائب الرئيس، جودت يلماظ ووزير المالية والخزانة، محمد شيمشك ووزير التجارة، عمر بولات والصناعة محمد فاتح قجر، ومحافظة المركزي، حفيظة غاية أركان وفاطمة أوزكول التي دخلت الفريق أخيراً.

المساهمون