حملات المقاطعة تضغط على إرّيا الإيطالية: غموض حول رعاية الشركة اتحاد كرة القدم الإسرائيلي

17 ديسمبر 2024
تعرضت إرّيا الإيطالية لحملات مقاطعة وانتقادات شديدة، بارما في 20 إبريل 2018 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أثار اختيار الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم لشركة "إرّيا" الإيطالية كراعٍ جديد جدلاً بعد رفض "بوما" تجديد عقدها، نتيجة حملات المقاطعة ضد الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي.
- بدأت حملة المقاطعة ضد "بوما" في 2018 بسبب تعاونها مع جهات متواطئة في أنشطة الاحتلال، مما أدى إلى انسحابها وفتح المجال أمام "إرّيا"، وسط احتجاجات على مواقع التواصل الاجتماعي.
- تشمل الرعاية الرياضية في إسرائيل شركات أوروبية وأميركية، وأثار رعاية "إرّيا" لفريق بونتيديرا الإيطالي احتجاجات بسبب دلالاتها السياسية في ظل التوترات المحيطة بالموضوع.

غموض وجدل حول اختيار الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم لشركة إرّيا " Erreà Sport" الإيطالية الرياضية راعياً للاتحاد بداية من عام 2025، بعد رفض شركة بوما "PUMA" الألمانية الشهيرة تجديد عقدها.

ورأى متابعون أن قرار شركة بحجم بوما جاء بعد حملات المقاطعة القوية للشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي والتي تصاعدت منذ حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة والمستمرة منذ 15 شهراً، بينما تأتي رعاية الشركة الإيطالية، التي لم تؤكد ذلك حتى الآن، لتؤكد جدوى المقاطعة إذ لم تعلن أي من شركات المستلزمات الرياضية الكبرى رعايتها للاتحاد خلفاً لبوما.

وبدأت المقاطعة ضد شركة بوما الألمانية عام 2018، فور توقيع الشركة عقد الرعاية مع الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم. كما وقعت عقداً حصرياً مع شركة دلتا، وهي شركة ملابس في تل أبيب، مدرجة على قائمة المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان للجهات المتواطئة في أنشطة احتلال غير قانونية. ومنذ ذلك الحين، بدأت حملات مقاطعة عالمية ضد شركة بوما استمرت خمس سنوات.

إرّيا راعٍ جديد

من جهته، ذكر الكاتب الصحافي الإيطالي لوكا بيسابيا أن "الانتقال من شركة عالمية مثل بوما يبلغ حجم مبيعاتها أقل قليلاً من عشرة مليارات يورو سنوياً إلى شركة صغيرة مثل إرّيا، التي يبلغ حجم مبيعاتها بضع عشرات الملايين من اليورو سنوياً، والتي لم تؤكد رعايتها حتى الآن، يؤكد أن شركات الملابس الرياضية الكبرى لديها مخاوف من العواقب المحتملة للاتفاق مع إسرائيل".

وأضاف في مقال نشرته مؤخراً صحيفة "فالوري" الإلكترونية الإيطالية، تحت عنوان "رحيل بوما وغموض إرّيا، والشركات الرياضية الراعية للإبادة الجماعية" أنه "بعد انتشار خبر رعاية إرّيا والترويج لحملات مقاطعة لها على الفور، اختفى أي إعلان رسمي ومُحي أي أثر. وهذا أيضاً، على بساطته، يعد بالفعل انتصاراً".

ونقل الكاتب عن الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI) التابعة لحملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية " BDS" قولها إن "التقرير السنوي الأخير للاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم أشار إلى أن شركة إرّيا الإيطالية للملابس الرياضية ستكون الراعي الجديد له بموجب اتفاق رعاية لمدة عامين، بقيمة 60 ألف دولار سنوياً بدلاً من الـ100 ألف التي كانت تدفعها بوما، ووقع الاتفاق في أغسطس/آب 2024".

وأشار إلى أن"موقع الاتحاد الإسرائيلي بات غير متاح، وبالتالي لا يمكن التحقق من هذه المعلومات. كما أنه من غير الممكن استعادة الصفحة التي عُرضت فيها قمصان إرّيا الجديدة. ولا حتى على الموقع الإلكتروني للشركة. علاوة على ذلك، فإن شركة إرّيا ذاتها لا تستجيب لطلبات التوضيح، وبعد انتشار الأخبار منعت إمكانية التعليق على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، التي كانت قد غمرتها الاحتجاجات بالفعل".

وأضاف بيسابيا "سوف نكتشف في شهر يناير/كانون الثاني، على أية حال، ما إذا كانت شركة إرّيا ستكون الراعي الفني الجديد للمنتخب الإسرائيلي لكرة القدم. أم أن حملة المقاطعة التي دامت خمس سنوات، والتي أدت إلى إبعاد شركة عالمية مثل بوما، استغرقت بضعة أشهر فقط لجعل شركة صغيرة مثل إرّيا تنكص على عقبيها".

وإرّيا شركة صغيرة توفر المواد التقنية لمختلف التخصصات الرياضية. وفي كرة القدم، فهي الراعي الفني للفرق المتوسطة والصغيرة مثل باري وتشيزينا في إيطاليا، أو كوينز بارك رينجرز في المملكة المتحدة. واعتباراً من هذا العام، أصبحت إرّيا شريكًا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) في برنامج Kit Assistance Scheme 2024-26، إذ توفر المواد اللازمة، بدعم مالي من اليويفا، للمنتخبات الوطنية الصغيرة مثل أندورا، وفار أور، وسان مارينو، وليختنشتاين، وكازاخستان.

"وربما يعود الفضل في تقارب إرّيا مع إسرائيل على وجه التحديد إلى اهتمام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي يخالف لوائحه دائماً من أجل السماح لإسرائيل بالمشاركة في مسابقاته" وفقاً للكاتب.

شركات إيطالية وأوروبية ترعى الإبادة الإسرائيلية

ولا تتوقف الرعاية للنشاط الرياضي في إسرائيل عند الشركات الإيطالية فقط بل تمتد للشركات الأوروبية، فهناك العديد من الشركات الأوروبية التي ترعى الدوري الإسرائيلي الممتاز للعام 2024-2025.

وبالنسبة للشركات الإيطالية، فإن ديادورا راعية هبوعيل حيفا، و لوتو راعية مكابي نتانيا، وشركة فيلا راعية مكابي تل أبيب. أوروبياً ترعى أمبرو البريطانية أربعة فرق رياضية إسرائيلية، وهي بيتار القدس، هبوعيل بئر السبع، هبوعيل الخضيرة، هبوعيل رمات غان. في حين تقوم شركة أديداس الألمانية بتوريد المواد التقنية لمكابي حيفا وهبوعيل تل أبيب، ومنافستها الكبيرة نايكي الأميركية لفريق إيروني كريات شمونة. وفقاً للكاتب الإيطالي.

احتجاج في بونتيديرا ضد إرّيا

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "كوي نيوز فالديرا" الإلكترونية الإيطالية في في وقت سابق من الشهر الجاري، أن المجموعة الاستشارية لحركة بونتيديرا إلى اليسار في المجلس المحلي لمدينة بونتيديرا الإيطالية نددت برعاية إرّيا لفريق المدينة والمعروف أيضاً باسم غراناتا، وقالت المجموعة في خطاب مفتوح بتاريخ 5 ديسمبر/كانون الأول إلى رئيس نادي بونتيديرا، سيمونى ميللوتزي، قالت فيه إن "رعاية شركة إرّيا، لفريق بونتيديرا، تزامناً مع رعايتها الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم اعتباراً من بداية يناير المقبل، وفي ظل عمليات الإبادة الجماعية الجارية بحق الشعب الفلسطيني، يحمل دلالة سياسية واضحة ويمثل موقفاً نرى أن غالبية أهالي بونتيديرا لا تتفق معه".

وأشارت المجموعة إلى أن "العديد من الكيانات المحلية تشارك بالفعل في حملات ضد الإبادة الجماعية والتحرك من أجل التنديد بجرائم إسرائيل، هذه الحملات تتضمن أنشطة مقاطعة لعلامات تجارية وشركات مرتبطة بعلاقات اقتصادية مع هذه الدولة". وأضافت أن "المجلس المحلي للمدينة بدوره، وبناء على مبادرة من بونتيديرا إلى اليسار، عبر بقوة عن تأييده للاعتراف بدولة فلسطين مؤكداً ضرورة وقف الإبادة الجماعية وتورط إيطاليا، بشكل مباشر أو غير مباشر، في أنشطة من شأنها دعم جرائم إسرائيل".

من جانبه، أصدر ميللوتزي، بياناً أكد أن اتفاق الرعاية مع إرّيا بداية من 2025 "لا يعني اتخاذ أي موقف حيال الصراع العربي الإسرائيلي، ولا يعدو الأمر كونه مجرد خيارات مهنية واقتصادية، تمليها عقود متعددة السنوات قائمة بالفعل، والتي تنص على التزامات متبادلة وعقوبات كبيرة". وأعرب رئيس النادي الذي يلعب في الدرجة الثالثة للدوري الإيطالي عن تضامنه الشخصي مع الشعب الفلسطيني، الذي "يقع في قلب واحدة من أكثر المآسي الإنسانية إيلاماً في عصرنا الحديث".

المساهمون