غلاء المعيشة يلتهم دخل السوريين ويدفعهم إلى الفقر المدقع

02 يناير 2024
إبقاء السوريين بحالة عوز وفقر هو سياسة تأديبية متعمدة من نظام بشار الأسد (فرانس برس)
+ الخط -

مع تصاعد غلاء السلع والمنتجات، وتهاوي سعر العملة السورية إلى 14500 ليرة مقابل الدولار اليوم الثلاثاء، قفز وسطي تكاليف معيشة الأسرة السورية المكونة من خمسة أشخاص من 9.2 ملايين ليرة في سبتمبر/ أيلول العام الماضي إلى 12 مليون ليرة، في حين لم يقل الحد الأدنى لتكاليف المعيشة عن 7.534 ملايين ليرة، بحسب ما أورد مؤشر مركز "قاسيون" من دمشق.

ويشير المركز إلى أن وسطي تكاليف معيشة الأسرة السورية شهد ارتفاعاً، في نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بنحو مليونين و528 ألفاً و666 ليرة سورية عن وسطي التكاليف في سبتمبر/ أيلول الفائت، لتقفز التكاليف خلال الربع الأخير من عام 2023 بنسبة 26.5% من تسعة ملايين و526 ألفاً و956 ليرة نهاية سبتمبر/ أيلول إلى 12 مليوناً و55 ألفاً و622 ليرة في نهاية ديسمبر/ كانون الأول.

ويرى المستشار الاقتصادي أسامة قاضي أن "إبقاء السوريين بحالة عوز وفقر هي سياسة تأديبية متعمدة من نظام بشار الأسد، إذ من الممكن تحسين واقع المعيشة وعبر طرائق كثيرة، لكن حكومة النظام توغل بسحب الدعم عن المحروقات والسلع الأساسية والانسحاب من الرقابة والتدخل بالسوق، ليزيد الفقر والمتاجرة بوضع السوريين المعيشي لكسر ما تبقى من حصار واستعطاف العالم بتسويق النظام".

ويشير قاضي، خلال اتصال مع "العربي الجديد"، إلى أن "السوريين اليوم هم الأقل دخلاً والأكثر فقراً على مستوى العالم، بما في ذلك السودان المحتربة، لأن دخل السوري العامل، وليس السوريين بشكل عام لأن نسبة البطالة تزيد عن 80%، لا يصل إلى دولار واحد يومياً"، متسائلاً عن كيفية القدرة على استمرار العيش بواقع إنفاق حده الأدنى أكثر من 12 ضعفاً للرواتب والأجور رغم رفع الرواتب 100% العام الماضي، فـ"لولا التحويلات الخارجية لجاع أكثر من 95% من السوريين".

ويعتبر الاقتصادي السوري عام 2023 هو الأسوأ على معيشة السوريين، لأن سعر الصرف تراجع من نحو 6 آلاف ليرة مقابل الدولار إلى نحو 14.5 ألف ليرة، ما رفع تكاليف المعيشة من 4 ملايين ليرة مطلع العام إلى 12 مليوناً نهايته.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وتشير دراسة مركز "قاسيون" اليوم الثلاثاء إلى تراجع قيمة الأجور رغم ارتفاع الحد الأدنى بنسبة 100% من 92,970 ليرة سورية إلى 185,940 ليرة، لأن القيمة الحقيقية للأجر بعد تراجع القيمة الشرائية لليرة انخفضت، إذ كان الأجر قادراً في بداية العام على تغطية 2.3 في المائة من وسطي تكاليف معيشة الأسرة، أما الآن فلم يعد قادراً على تغطية سوى 1.5 في المئة فقط، ما يعني أن الأجور قد انخفضت فعلياً ولم ترتفع.

ويستمر غلاء الأسعار بسورية بحسب مصادر من العاصمة دمشق، ليسجل سعر كيلو السكر 16 ألف ليرة، ويزيد سعر كيلو الأرز عن 35 ألفاً، وسعر صحن البيض (30 بيضة) 65 ألف ليرة. في حين وصل سعر كيلو الحليب إلى 7500 ليرة واللبن "زبادي" إلى 9000 ليرة، وتعدّى سعر كيلو اللبنة 35 ألف ليرة، وزاد سعر كيلو الجبنة على 70 ألف ليرة، ووصل سعر كيلو الفروج إلى 55 ألف ليرة، وسعر اللحوم الحمراء "خروف دون دهن" إلى نحو 210 ألف ليرة، بزيادة تجاوزت الـ300% خلال عام 2023.

وأشار مركز قاسيون خلال دراسته إلى أن الحد الأدنى لتكاليف الغذاء الأساسية الشهرية لأسرة من خمسة أفراد ارتفع من 3 ملايين و572 ألفاً و608 ليرة في نهاية شهر سبتمبر/ أيلول، إلى 4 ملايين و520 ألفاً و858 ليرة في نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول.

ويُعد ارتفاع تكاليف الحد الأدنى للحاجات الضرورية الأخرى التي تشكل 40% من مجموع تكاليف المعيشة (مثل السكن والمواصلات والتعليم واللباس والصحة وأدوات منزلية واتصالات وغيرها) من 2,381,739 في نهاية سبتمبر/ أيلول، إلى 3,013,906 في نهاية بداية ديسمبر/ كانون الثاني 2024، أي أنها ارتفعت بمقدار 26.5% أيضاً خلال ثلاثة شهور.

المساهمون