قالت وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة، إن العدوان الإسرائيلي الأخير على القِطاع، والذي شنته الطائرات الحربية نهاية الثلث الأول من شهر مايو/ أيار الماضي، ولمدة خمسة أيام، تسبب بخسائر في المباني، وصلت إلى 10 ملايين دولار أميركي، بينما وصلت حصيلة العجز الناتج عن كافة التصعيدات الإسرائيلية إلى 205 ملايين دولار تقريباً.
جاء ذلك خلال لقاء مفتوح، نظمه المكتب الإعلامي الحكومي، اليوم الأحد، مع وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان جواد الأغا، ومدير عام الإعمار محمد عبود، بخصوص انتهاء أعمال الحصر النهائي للأضرار الناجمة عن العدوان الإسرائيلي في مايو 2023.
وبيّن مدير عام الإعمار محمد عبود أن العدوان الإسرائيلي الأخير، والذي تواصل من 9 حتى 13 مايو/ أيار الماضي، تسبب بتضرر 3300 وحدة سكنية، منها 120 وحدة تدمرت بشكل كلي، 121 تضررت بشكل جزئي غير صالح للسكن، وباقي العدد تضرر بشكل جزئي صالح للسكن.
وأوضح عبود أن العدوان تسبب بخسائر متفاوتة بكافة القطاعات، وعلى رأسها قِطاع الإسكان، وقد قامت الوزارة بحصر الأضرار الأولية للوحدات السكنية المتضررة بشكل كلي أو جزئي غير صالح للسكن، بهدف توفير الاغاثة العاجلة، والإيواء للأسر التي شردت من منازلها، والتي بلغ عددها 224 أسرة.
وأشار إلى أن طواقم الوزارة شرعت فور انتهاء العدوان بحصر الأضرار، وإدخال البيانات على منظومة الحصر الحكومية المحوسبة، والتي تتم مشاركتها بشكل متواصل مع كل الشركاء، والجهات المختصة، وتحديثها وفق التدخلات، والتمويل، والمشاريع المتوفرة.
خسائر الاعتداءات منذ 2014
وفي السياق، استعرض وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان جواد الأغا، خلال اللقاء الحواري، عملية الإعمار بشكل عام والفجوة المالية منذ اعتداءات 2014، مشيرا إلى أنه ما زالت هناك 1980 حالة هدم كلي عالقة، ولم يتم إعمارها حتى اللحظة، بإجمالي عجز 97.5 مليون دولار، ونحو 90 ألف حالة ضرر جزئي عالقة، بتكلفة تصل إلى نحو 108 ملايين دولار.
وأوضح الأغا أن العدوان الإسرائيلي في أغسطس/ آب، 2022، تسبب بنحو 41 حالة هدم كلي، وأكثر من 1756 أضرار جزئية، مُبينا أن التدخلات التي تمت خلال الفترة الماضية كانت محدودة، حيث تم إعمار وحدة سكنية واحدة، وبقيت 40 وحدة دون إعمار، بتكلفة وصلت إلى 1.2 مليون دولار، علاوة على عجز في الوحدات السكنية المتضررة جزئيا، وصل إلى قرابة 1300 وحدة سكنية، بتكلفة 2 مليون دولار، لم يتم إصلاح الأضرار فيها.
أما بخصوص عدوان 2021، فقد تعرضت أكثر من 1700 وحدة سكنية للهدم الكلي، بإجمالي 78 مليون دولار، وأضرار جزئية تجاوزت 60 ألف حالة، بتكلفة وصلت إلى 42 مليون دولار، وبعد العديد من التدخلات في حالات الهدم الكلي والجزئي، أصبحت الفجوة المتبقية نحو 638 وحدة سكنية، لم تتم إعادة إعمارها بعد، بتكلفة تتجاوز 38 مليون دولار، أما بخصوص الأضرار الجزئية فقد تم إنجاز نحو 80%، وقد تبقى 12 ألف حالة، بإجمالي نقص يصل إلى 9.5 ملايين دولار.
وتطرق الأغا إلى العديد من الاعتداءات الإسرائيلية في عامي 2018 و2019، حيث تم هدم 273 حالة بشكل كلي، وأكثر من 3400 حالة بشكل جزئي، خلال الموجات المتلاحقة من التصعيدات.
وتبقى من هذه الموجات نحو 212 حالة هدم كلي لم يتم إعمارها، بتكلفة تصل إلى 10 ملايين دولار، إلى جانب عجز في الأضرار الجزئية وصل إلى 3000 حالة، بإجمالي 1.8 مليون دولار.
أما بخصوص العدوان الأصعب، والأكثر شراسة عام 2014، فأوضح الأغا، أنه تم هدم حوالي 11 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، علاوة على تضرر أكثر من 162 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي.
وأشار إلى تبقي فجوة تصل إلى 781 حالة هدم كلي، بتكلفة تتجاوز 34 مليون دولار، ونحو 59 ألف حالة هدم جزئي، بتكلفة تصل إلى 79 مليون دولار، إلى جانب جُملة من الملفات العالقة، والحالات التي لم يتم إعمارها قبل عام 2014، وصلت إلى 189 حالة مهدمة كليا، بتكلفة 7.4 ملايين دولار، بالإضافة إلى 13 ألف وحدة سكنية متضررة جزئيا، بإجمالي 13 مليون دولار.
وأشار الأغا في رده على سؤال "العربي الجديد" حول الجهود الحكومية لسد هذه الفجوة، إلى أنه تم قطع شوط كبير في قضية الإعمار من خلال المنح المتنوعة، إلا أن نسبة كبيرة من العقبات التي تواجه مسيرة الإعمار، مُتعلقة بتغير أولويات المانحين، وتشتت قدراتهم المالية، تجاه الكثير من الأزمات التي تعصف بالإقليم، والعالم.
وأوضح الأغا أن التحدي الكبير متمثل بتجفيف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للتمويل الخاص بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، والذي أثر بشكل كبير على آلية الإعمار.
ولفت إلى أن الجهود الحكومية ما زالت متواصلة، إلا أنها بحاجة إلى جهود سياسية موازية للجهود الفنية والهندسية، خاصة في ظل تغير وجهة الكثير من الممولين نحو أزمات أخرى.
وشنت الطائرات الحربية، والطائرات الانتحارية الإسرائيلية، هجمات مُفاجِئة، فجر التاسع من مايو/ أيار، الماضي، تسببت بانفجار الأوضاع لمُدة خمسة أيام، وقد أسفر العدوان الإسرائيلي عن استشهاد 33 فلسطينياً، بينهم 6 أطفال و3 سيدات، إلى جانب إصابة 147 آخرين بجراح مختلفة.