عن المستثمرين "الغامضين" الذي خدعوا إسرائيل

05 ديسمبر 2023
بورصة إسرائيل وعلامات أسى واضحة (Getty)
+ الخط -

في ميدان الحرب خدعت المقاومة الفلسطينية دولة الاحتلال، حين باغتتها يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول بعملية عسكرية غير مسبوقة وهجوم كبير أربك إسرائيل ومؤسساتها وأدخلها في فوضى أمنية وعسكرية واستنزاف اقتصادي كبير لا تزال تعاني منه حتى اللحظة.

وفي ميدان البيزنس والمال خدعت مجموعة من المستثمرين "الغامضين" حكومة الاحتلال والهيئات الرقابية حينما راح هؤلاء يحصدون مليارات الشيكلات من عمليات مضاربة وبيع على المكشوف جرت على أسهم شركات وبنوك إسرائيلية متداولة في بورصة تل أبيب، أبرزها بنك لئومي وصندوق إي.تي.إف، وذلك قبل أيام من هجوم حماس المباغت، بشكل أوحى أن المستثمرين كانوا على علم بما يجري، وأنهم استغلوا معلومات غاية في الأهمية والحساسية متوافرة لديهم، وليست متاحة حتى لصانع القرار الإسرائيلي.

تفاصيل عملية الخداع تلك كشف عنها باحثان أميركيان أكدا في دراسة علمية صدرت قبل أيام قليلة عن جامعتي نيويورك وكولومبيا أن بعض المستثمرين ربما كانوا على علم مسبق بعزم حركة حماس مهاجمة إسرائيل في 7 أكتوبر، وأن هؤلاء استخدموا تلك المعلومات السرية وغير المتوافرة للتربح من الأوراق المالية والأسهم المتداولة في بورصة تل أبيب، والمضاربة بشكل غير مشروع على أسهم بنوك وشركات كبرى، والقيام بعمليات بيع ضخمة على المكشوف للأسهم قبل الهجمات، وتحقيق مكاسب تجاوزت في بعض الصفقات 3.3 مليارات شيكل.

الباحثان استندا في تقريرهما المؤلف من 66 ورقة إلى عمليات مضاربة واسعة جرت على أسهم شركات إسرائيلية في الفترة ما بين 14 سبتمبر/أيلول و5 أكتوبر الماضيين، حيث شهدت تلك الفترة عمليات بيع على المكشوف إضافية على أسهم بنك لئومي Leumi، أكبر بنك في إسرائيل، شملت 4.43 ملايين سهم، وبلغت الأرباح المحققة منها 3.2 مليارات شيكل (862 مليون دولار).

"قبل الهجوم مباشرة، زادت عمليات البيع على المكشوف للأوراق المالية الإسرائيلية في بورصة تل أبيب بشكل كبير"، وفق الدراسة، وقبل أيام من الهجوم أيضا، بدا أن المستثمرين يتوقعون الأحداث القادمة، فقد ارتفع صندوق الأسهم المتداول في البورصة والمدرج في مؤشر إم إس سي آي MSCI بشكل مفاجئ ولافت يوم 2 أكتوبر، بحسب بيانات سلطة تنظيم الخدمات المالية الإسرائيلية فينرا FINRA. وفي هذا اليوم، أي قبل 5 أيام فقط من الهجوم "كان البيع على المكشوف يمثل ما يقرب من 100% من حجم التداول خارج البورصة في صندوق MSCI الأكثر شعبية في إسرائيل.

السلطات الإسرائيلية والأميركية تحركت بسرعة للتحقيق في النتائج الخطيرة التي توصل إليها الباحثان الأميركيان، واللذان خلصا إلى نتائج خطيرة، مفادها أن المستثمرين كانوا على علم بهجمات حماس، وأنهم استفادوا من هذه الأحداث المأساوية، وأن هذا النوع من التداولات يستغل الثغرات في تنفيذ القوانين الأميركية والدولية التي تحظر التداول المستند إلى معلومات مسبقة وسرية.

تُرى، مَن هؤلاء المستثمرون الذين خدعوا السلطات الرقابية الإسرائيلية والأميركية؟ ومن أين حصلوا على تلك المعلومات الخطيرة المتعلقة بموعد هجوم حماس على دولة الاحتلال؟ وهل نجحت الحركة في اختراق القطاع المالي الإسرائيلي وبورصة تل أبيب، كما نجحت في اختراق القطاع العسكري؟ 

وهل بعض هؤلاء المستثمرين الدوليين يعملون لمصلحة المقاومة الفلسطينية، أم يعملون لمصلحتهم لكنهم نجحوا في الحصول على معلومات غاية في السرية بطريقتهم الخاصة وبمقابل مادي سخي؟

المساهمون