عقارات ليبيا بؤر ساخنة لغسل أموال "سماسرة الحرب"

16 مارس 2022
فندق غير مكتمل بعد توقف بنائه عام 2011 في طرابلس (فرانس برس)
+ الخط -

سجلت أسعار العقارات في ليبيا زيادات كبيرة خلال الشهرين الماضيين وصلت إلى نحو 20% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وفق تقديرات متعاملين في السوق، الأمر الذي أرجعه محلل في القطاع إلى سيطرة من وصفهم بـ"سماسرة الأزمات والحروب على السوق فضلا عن حدوث عمليات غسل أموال".

وتسبب نقص المعروض من الوحدات العقارية في السنوات الأخيرة في تحريك الأسعار صعوداً، فيما أعلنت حكومة الوحدة الوطنية أخيراً عن مبادرات لمنح قروض عقارية وتوزيع شقق سكنية، الأمر الذي ساهم كذلك في ارتفاع المضاربات، وفق فاضل التاجوري، الذي يعمل وسيطاً عقارياً في طرابلس.

وقال التاجوري لـ"العربي الجديد" إن السوق كان يعاني من ركود خلال العام الماضي، لكن مع إعلان الحكومة عن طرح شقق سكنية وإتاحة قرض سكني بقيمة 150 ألف دينار (32.3 ألف دولار)، بدأت أسعار الوحدات السكنية في الصعود.

بدوره، قال المحلل الاقتصادي أبوبكر الهادي لـ"العربي الجديد" إن "أسواق العقارات أصبحت بؤراً ساخنة لعمليات غسل الأموال مما يتطلب توفير قاعدة بيانات يجري الرجوع إليها"، مؤكدا أن السوق تعاني من فوضى منذ عام 2011.

وأضاف الهادي أن "سوق العقارات خارج سيطرة الدولة، وسط سيطرة سماسرة الأزمات والحروب"، مشيرا إلى أن "وضع الدخول لا تمكن الكثير من المواطنين من شراء شقة سكنية من المصرف حتى لو كان التقسيط يصل إلى 60 سنة".

وفي السياق، قال الخبير في مجال الإسكان عبد اللّه باكير لـ"العربي الجديد" إن سعر الشقق في تزايد مستمر، لافتا إلى أنه بالمقارنة بين عام 2012 وعام 2022 يلاحظ أن أسعار العقارات قفزت بنحو 125%، وهذا يتطلب بناء المزيد من الوحدات السكنية لتغطية العجز.

وتعاني ليبيا من عجز في الوحدات السكنية يقدر بنحو 550 ألفاً، بينما استحوذ قطاع الإسكان والمرافق على النصيب الأوفر من مشاريع التنمية خلال الفترة من 2008 إلى 2012، بقيمه 63.1 مليار دولار وبما يمثل 59.7% من إجمالي القيمة الكلية للمشاريع، وفق البيانات الرسمية.

وقال حسين لمسلّاتي سمسار عقارات في منطقة الفرناج إحدى ضواحي طرابلس، إن ارتفاع الأسعار لا يقتصر على الشقق السكنية وإنما الأراضي أيضا، خاصة التي تحظى بشهادة عقارية ويرغب المواطنون في شرائها، إذ ارتفعت أسعارها بنحو 30% مقارنة مع العقارات في المناطق العشوائية.

كما أشار فوزي فلأقة، صاحب شركة للاستثمار العقاري في طرابلس في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن زيادة الطلب على الإسمنت والحديد لأعمال البناء تسبب في ارتفاع سعره في السوق، ما انعكس على أسعار العقارات التي زاد الطلب عليها أيضا، خاصة بعد أن تسببت الحرب التي شنها خليفة حفتر على طرابلس في تضرر أكثر من 23 ألف مسكن جنوب العاصمة.

المساهمون